اتهام المالكي لسوريا مختلق وليس له من سند بقلم العميد المتقاعد برهان إبراهيم كريم
أسلوب بعض الأنظمة هو التهرب من تحمل تبعات أخطائهم,وإلقائهم باللوم على غيرهم من الدول والأنظمة.فنوري المالكي الذي كان في زيارة لسوريا مع معظم وزرائه حين حدثت التفجيرات الأخيرة كان مشغولا طيلة الزيارة مع وزرائه بالإشادة بدور سوريا دولة وشعبا
وقيادة لما يبذلونه من جهود كي يبقى العراق آمنا مستقرا ومستقلا . وكم أطنبوا من قبل في تدبيج قصائد المدح بسوريا على مواقفها المشرفة .وإذا بهم حين تنتهي الزيارة وتطأ أقدامهم مطار بغداد يغيرون ويبدلون صيغة كلامهم ومضامينه 180 درجة, حتى استحقوا أن يقال عنهم إنما هم شلة منافقين همهم إرضاء إسرائيل والإدارة الأمريكية حين سارعت حكومة المالكي بفبركة التهم ضد سوريا حتى قبل ظهور نتائج التحقيقات بالحادث الإجرامي ,وسحب سفيرها من دمشق. ثم عرضها لمسرحية بأنها قبضت على الجناة الذين اعترفوا طبعا باعترافات ملفقة ومبرمجة تتهم سوريا وأطراف عراقية مقيمة بدمشق بالتخطيط للعملية الإجرامية. حتى بات كل حر ووطني وشريف يتساءل هل من شحنتهم القوات الأمريكية إلى العراق من ليحكموا العراق ساسة وحكام أم أنهم مهرجون وشخصيات كرتونية هزلية؟
كم عرضت علينا بعض الفضائيات العراقية من قبل شخصيات قالت عنها أنها عناصر إرهابية وإجرامية نفذت أعمال تخريبية وإجرامية وإرهابية ولكنها بعد شهر أو سنة أو سنتين راحت تعرض عناصر جديدة تتهما بتنفيذ نفس الجرائم مع اعترافات جديدة مغايرة لما نشرته سابقاً. وكأن الشعب العراقي بنظر هؤلاء الخونة والعملاء من الحكام الجدد للعراق مع وسائط إعلامهم العميلة ومعهم فضائية العربية التي يديرها الليبرالي المتصهيين عبد الرحمن الراشد ليس أكثر من ممثلين أستعبدهم النظام الذي فرضه جورج بوش لتأدية أدوار في مسلسلات ومسرحيات تعج بالمآسي والإعمال الإرهابية والجريمة المنظمة أو المسخرة والمهازل بأبشع صورها يخرجها وينتجها الموساد ووكالة المخابرات المركزية وتتعهد الحكومة العراقية بتوزيعها خدمة لأسيادهم المجرمين.
مهما أرغى المالكي وأزبد فإن استعراض المشهد العراقي والقوى الفاعلة يفك لغز الجريمة.والقوى الفاعلة هي:
1. أجهزة الأمن العراقية وحرسها الوثني: فأجهزة الأمن والشرطة والحرس الوثني التي تم تشكيلها من قبل قوات الاحتلال الأميركي بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي ربيت على العداء للعروبة والإسلام وعلى طاعة المحتل وإيلاء تنفيذ أوامره في المقام الأول. ثم أنها عناصر اختيرت من ميلشيات لأحزاب طائفية وإجرامية تتحالف مع المحتل الأمريكي.ومثل هذه الأجهزة تدين بالولاء في المقام الأول للمحتل الأمريكي وفي المقام الثاني لتنظيماتها وأحزابها وفي المقام الثالث للحكومة التي يرأسها نوري المالكي. والصحف ووسائل الإعلام العراقية تنشر يوميا أخبار عن تورط عناصر الأجهزة والجيش بالسرقات والجرائم وتعدياتها على بعض المواطنين العراقيين وتجاوزتها على القضاء وخرقها للقوانين المرعية.
2. الأحزاب والتنظيمات المتصارعة على الساحة العراقية: وبعض هذه الأحزاب والتنظيمات تسعى لتمزيق العراق وتحويله إلى مزارع وإمارات متعددة يحفظ لكل منها حق التفرد بالسلطة وجعلها حكرا على أسرها الفاسدة بحيث يكون لها النفوذ والسلطة و التنعم بالثروة البترولية.
3. تنظيم القاعدة: وهذا التنظيم تم استئصاله والقضاء عليه أستناداً إلى التصريحات التي صدرت عن المسؤولين العراقيين والأمريكيين وأجهزة الأمن العراقية وتنظيم ما بات يعرف بالصحوات العراقية. وحسب تصريحاتهم فأن عناصره وقياداته إما قتلى أو بقبضة الأجهزة الأمنية العراقية الأمريكية.واتهامه من جديد بهذه الجريمة دليل على كذب وزيف تصريحات قادة الاحتلال الأمريكي والحكومة العراقية.
4. حزب البعث العربي الاشتراكي أو فصائل المقاومة العراقية: وبيانات حزب البعث وقوى المقاومة كانت على الدوام وما تزال تدين الأعمال الإجرامية التي تستهدف الشعب العراق ومؤسساته وعناصرها. وحتى إنهما يجرمان كل من يقوم بمثل هذه الأعمال الإجرامية. ويعتبران أن العمل المقاوم والجهادي هو من يستهدف جنود المحتل ومرتزقته وعتاده وقواه الأمنية والتموينية والتسليحية.
5. شركة بلاك ووتر: وهذه الشركة التي تحاكم على تجاوزتها والتي تزيد عن 17 تهمة, يقف رئيسها بشكل واضح وصريح ضد إدارة أوباما لما لحق بشركته من ضرر مادي ومعنوي وأخلاقي .ومثل هذه الجرائم ستفيدها وستتخذ منها ذريعة لتوسيع نشاطها في كثير من الأمور والمجالات الأخرى.
6. بقايا الصقور والمحافظين الجدد وإدارة بوش أو حلفائهم ممن مازال لهم تواجد في مراكز سلطة أوباما: والرئيس باراك أوباما الذي مازال يستعين ببعض الصقور والمحافظين الجدد ويتجنب محاسبة ومساءلة الادارة السابقة عن جرائمها وأخطائها وتجاوزاتها سيجد نفسه مدفوعا نحو الفشل رويدا رويداً من قبل هؤلاء وخاصة أن هذه العمليات الإرهابية والإجرامية ستخدم مصالحهم أكثر فأكثر حيث ستصب في مصالحهم لاعتبارهم أن انسحاب القوات الأمريكية سيعرض مصالحهم بلادهم للخطر.
7. حكومة نتنياهو الإسرائيلية: والحكومة الإسرائيلية بات يؤرقها الانفتاح الأميركي على سوريا وعدم ارتياحها لموقف أوباما من قضيتي الصراع العربي الإسرائيلي و المشروع النووي الإيراني. ولذلك فمثل هذه العمليات الإجرامية والإرهابية ستلجم أدارة أوباما وستضغط عليه وستضعف مواقفه.
8. ديك تشيني و جماعته الذين يناصبون أوباما العداء ويتصدون لمنهجه وخططه في التغيير والإصلاح: وتشيني يهاجم أوباما بضراوة ,ويعتبر الانسحاب الأميركي من العراق خطأ فادح وجريمة لا تغتفر. ومثل هذه الجريمة ستدفع بالأمريكيين لاعتبار الانسحاب الأميركي من المدن والقرى إلى القواعد كان خطأ. والانسحاب من العراق جريمة لا تغتفر, حيث سيزيدا من وتائر الإعمال الإرهابية.
9. حلفاء إدارة بوش : وهؤلاء باتوا في مأزق صعب وحيرة من أمرهم بعد أن تكبدوا خسائر فادحة, وهتكت سمعتهم وتقزم دورهم لكثرة ما غطستهم إدارة بوش في مستنقعات ومجار ير قذرة, ويخافون من أن يخسروا أكثر وأكثر إذا ما أصر أوباما على نهجه في الإصلاح والتغيير والذي قد يدفع ببوش ورموزه إلى المساءلة وحتى المحاكمة, وعندها ستفتضح أدوارهم القذرة. ولذا فهم يناشدون الرئيس أوباما السير على خطى سلفه كي لا تتعرض الهيبة الأميركية لمزيد من الهزائم. ومثل هذه التفجيرات تخدم مصالحهم وتوجهاتهم في لجم إدارة أوباما أكثر كي لا تصر أو تلتزم بما وعدت.
10. السلطة العراقية: والسلطة العراقية الحالية تعاني من استفحال الفساد والسرقات والنهب واللصوصية. وكثيرا من الوزراء والمسؤولين من كافة عناصر السلطة المدنية والعسكرية والأمنية باتوا ملاحقين بقضايا فساد, ومنهم من فر إلى دول أجنبية. وبعضهم هرب إلى إقليم كردستان وبات محميا من سلطة الإقليم وهذا فيه إحراج كبير للحكومة والقضاء العراقي ولا يجرأ حتى المالكي بمطالبة حكومة الإقليم بتسليمها أمثال هؤلاء رغم ما في هذه المواقف من تطاول على القانون والشرعية العراقية. ومثل هؤلاء سيجدون التبرير لمواقفهم والفرج في مثل هذه العمليات الإجرامية والإرهابية.
ومن يدقق تصريحات بعض حكام العراق ومسؤوليه يكتشف حجم التناقض في مواقفهم ومدى تخبط هؤلاء المسؤولين وجهلهم بكل الأمور وتترسخ لديه القناعة على أنهم ليسوا سوى عملاء للإدارة الأميركية ولا يميزون بين الألف والعصا ولا يتقنون فن من فنون السياسة والعلوم. وأنهم مجرمون ولصوص وفاسدون ومفسدون عناصر وخونة دربتهم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية على تنفيذ أعمال إرهابية وإجرامية.
• فرئيس الوزراء نوري المالكي يعتبر أن الاعتداءات الإرهابية سببها الاختلاف السياسي. وبكلامه هذا يتهم التحالف الجديد الذي نبذ المالكي وحزبه من عضويته الجديدة. ثم يعود ليتهم سوريا والبعث. ثم ما هو تبرير المالكي لهذه التصريحات المتناقضة التي صدرت عنه والتي تكذب بعضها بعضا؟
• ويدفعك نوري المالكي كقارئ ومستمع للضحك حين يقف خطيبا في مؤتمر الكفاءات والنخب لعشيرة العكيل حين يتساءل: هل أصبح العالم غابة فيها نفوس يكسر بعضها بعضا حتى يصبح الإرهابي هو الذي يحظى بالدعم والتأييد والاحتضان؟ ثم أي قيم ستسود المجتمعات إذا سادت قيم احترام الإرهابيين والمجرمين؟ وكأني بالمالكي وقد نسي كيف كانت إدارة جورج بوش الإرهابية تحتضن وتتحالف وتدعم الخونة والعملاء والقتلة والإرهابيين الذين أزهقوا ملايين أرواح العراقيين.
• وهوشيبار زيباري وزير الخارجية يتهم نوري المالكي والأجهزة الأمنية لأنهم أزالوا الحواجز الأمنية الأسمنتية,وأنه لا يستبعد وجود تواطؤ بين الجناة وقيادات أمنية,لأن الشاحنات الكبيرة محظور عليها دخول وسط بغداد,فكيف دخلت هذه الشاحنة ولماذا تغاضت عن دخولها الأجهزة الأمنية؟ وبكلامه هذا فإنه يتهم نوري المالكي رئيس الحكومة والأجهزة الأمنية ووزيري الدفاع والداخلية.
• ووزير الداخلية العراقية يعتبر أن أعداء العراق هما حزب البعث وتنظيم القاعدة. وهو بذلك يكذب المالكي وحكومته ويشكك بتصريح زيباري ويدين ويتهم كل من يتهم الأجهزة الأمنية العراقية.
• ووزير الدفاع يتهم سوريا وإيران.وهو بذلك يدعم المالكي ويكذب وزيرا الداخلية والخارجية.
• والسفير العراقي لدى سوريا علاء الجوادي تغيرت سحنته وبدا غاضبا حين سأله أحد الصحافيين عن سبب استدعائه من حكومته فأجاب:حكومتي استدعتني للتشاور وهذا أمر طبيعي أن تستدعي حكومة سفيرها للتشاور. وجوابه يظهر كم السفير محرج وغير مقتنع بما صدر عن حكومته.
والتصريحات التي صدرت عن بعض المسؤولين الأمريكيين والعراقيين تثير الريبة. ومنها على سبيل المثال:
• تصريح دينس روس حين قال :أن في المنطقة الآن أكثر من برنامج ولن يكون هناك مكان لفصل الملفات بعضها عن بعض. ومثل هذا التصريح يفضح سر تراجع بعض الإطراف عن مواقفه بتنقية الأجواء العربية وتعزيز المصالحات العربية , وسر تعثر سعد الحريري بتشكيل حكومته ,وحقيقة الأجندة والشروط والخطوط المحددة سلفا للمالكي ليسير عليها دون أن يحيد عنها شعرة. ولذا ما إن شن بيريس ونتنياهو هجوما على سوريا وطالبها بطرد قيادات المقاومة الوطنية الفلسطينية ووقف دعمها لحزب الله وطرد البعثيين من العراقيين من سوريا حتى سارع المالكي ليتهم سوريا وحزب البعث والمقاومة بتنفيذ هذه التفجيرات مصرا على الكذب والنفاق في شهر رمضان الكريم.
• تصريح المبعوث الأميركي الخاص بأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك حين قال: العمليات التي تنفذها حركة طالبان في باكستان وأفغانستان تعتمد كثيرا على تمويل من دول النفط الخليجية وأن كميات تلك الأموال تتخطى مليارات الدولارات التي يجنيها الأفغان من صادرات الهيروين والأفيون. وكأن هولبروك بهذا التصريح إنما أراد خلط الأوراق واتهام أطراف أخرى خدمة لأهداف غير معلنة.
• وتصريح شمعون بيريس الذي قال فيه: لا مجال لربط العراق مع سوريا وإيران ,ولن يوافق العراق بالانضمام لجبهة تضم تركيا وسوريا وإيران. وهذا الجواب يفضح ويكشف دور المالكي وحومته في خلقها للذرائع والمبررات والحجج لتضمن تنفيذ كلام الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريس.
• تصريحات المسؤولين العراقيين المختلفة والمتضادة والمتضاربة والتي تتراوح بين توجيه التهم لسوريا أو لإيران أو للسعودية أو لتركيا أو الكويت وبعض دول الخليج. وكأن هذه التصريحات قصد منها توزيع جديد للأدوار منظم ومخطط بهدف تعكير الأجواء وتوتير العلاقات,وتنفيذ سيناريو جديد يستهدف سوريا وإيران ودول عربية لتمرير المشروع الشرق أوسطي الجديد من جديد.
يعرف نوري المالكي كما يعرف غيره أن سوريا بريئة من أي عمل إرهابي وإجرامي, وأنه لم يسبق لها أن تدخلت بالشأن الداخلي لأي بلد آخر, ولم ترعى أي عمل إرهابي أو إجرامي أو تخريبي, ولم ترسل أي مفخخة أو متفجرة لتفجيرها في بلد آخر, وما سمحت يوما حتى بتنفيذ جريمة في أي بلد ولو بسكينة مطبخ. ومن يتهم سوريا بمثل هذه الجرائم فهو كذاب آشر. فسوريا هي من استهدفها ويستهدفها الإرهاب بأعماله الإرهابية .
انا اجد ان المالكي ليس له علاقة بالسياسة لامن قريب ولامن بعيد ولم نسمع بهذا الأسم من قديم ومن هنا تجد انه عين مع التعينات الأمريكية للمتأمريكين على العروبةتم بيع ما تبقى من البلاد بحفنة من الدولارات السياسة لهارجالها والخيانة لها عهرها