الرئيس الأسد يبحث وسولانا تعزيز التعاون بين سورية والاتحاد الأوروبي وجهود إحياء عملية السلام
بحث السيد الرئيس بشار الأسد ظهر أمس مع السيد خافيير سولانا المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي تطور العلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي وأهمية تعزيز التعاون القائم حالياً بين الجانبين في المجالات كافة.
كما تناول اللقاء الأوضاع في الشرق الأوسط والجهود المبذولة لإحياء عملية السلام في المنطقة حيث أكد الرئيس الأسد موقف سورية الثابت من تحقيق السلام العادل والشامل بناء على قرارات الشرعية الدولية.
وتم التطرق إلى الأوضاع في العراق وأهمية تحقيق المصالحة الوطنية لما لذلك من انعكاسات ايجابية على إرساء الاستقرار والأمن للشعب العراقي حيث أكد الرئيس الأسد أن لسورية مصلحة مباشرة في أمن واستقرار العراق.
حضر اللقاء السيد وليد المعلم وزير الخارجية والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية والدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والسيد عبد الفتاح عمورة معاون وزير الخارجية والوفد المرافق لسولانا.
وفي الإطار ذاته التقى الوزير المعلم مع سولانا بحضور كل من الدكتور المقداد وعمورة ومديري إدارتي الإعلام الخارجي وأوروبا في وزارة الخارجية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع الوزير المعلم قال سولانا عقدت لقاء جيدا جدا مع الرئيس الأسد واجتماعا مع الوزير المعلم وتحدثنا عن أوضاع المنطقة وعن العلاقات الثنائية بين سورية والاتحاد الأوروبي وإن هذه العلاقات تسير بشكل سريع في الاتجاه الصحيح ونأمل أن نتمكن من توقيع اتفاقية الشراكة بين سورية والاتحاد الأوروبي قبل نهاية العام الحالي.
سولانا: لسورية مكانة هامة ودور كبير
وقال سولانا: إننا نعيش أوقاتا هامة في هذه المنطقة وإن سورية لها مكانة هامة ودور كبير يمكن أن تلعبه مضيفا إنه تم الحديث عن كل القضايا..عملية السلام..العراق.. وإيران.. كانت جميعها على جدول الأعمال وأن الاتحاد الأوروبي يحاول وضع استراتيجية للسلام والاستقرار في المنطقة.
ووصف سولانا الوقت الحالي بالهام لأننا نقترب من موعد انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في الثالث والعشرين من الشهر القادم ونتمنى أن تتضافر الجهود و يتم تبادل الآراء والملاحظات لضمان أن تكون اجتماعات الجمعية جيدة.
من جانبه قال الوزير المعلم إن السيد الرئيس بشار الأسد استعرض مع سولانا الأوضاع الراهنة في المنطقة والعلاقات بين سورية والاتحاد الأوروبي. وردا على سؤال حول ما قاله في محاضرة له في لندن بشأن ضرورة اتخاذ إجراءات لإقامة دولة فلسطينية في حال عدم نجاح المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أوضح سولانا أن المفاوضات أساسية ويجب أن تتم بين الأطراف المعنية وعدم تركها تستمر إلى ما لا نهاية لذلك علينا وضع مقترحات جديدة على الطاولة في حال عدم نجاح المفاوضات في تحقيق الأهداف التي نسعى من أجلها.
وقال: أعتقد أن ما قلته يشاطرني فيه الكثير من الناس وبعضهم عبر عن رأيه بما طرحته وآخرون لم يعلنوا عن آرائهم بشكل صريح، مضيفا: إننا نقوم بجهود كبيرة من أجل التوصل إلى شيء ما واستئناف المفاوضات الثنائية، ومشيرا إلى أن الديناميات التي طرحت منذ بداية العام الحالي تختلف عن سابقاتها. وجوابا عن سؤال حول الجهود السورية التي بذلت من أجل إطلاق سراح الفرنسية المحتجزة في إيران قال سولانا: إن ما قامت به سورية في هذا الموضوع كان موضع تقدير الشعب والحكومة الفرنسية وتم التعبير عنه للرئيس الأسد.
وعقب الوزير المعلم على هذا السؤال بالقول: نحن لسنا وسطاء ولم نكن وسطاء في هاتين المسألتين.. وقلنا بوضوح إننا نرفض التدخل الخارجي في الشؤون الإيرانية ونستمع إلى أصدقائنا في الغرب وننقل ما نسمعه إلى الجانب الإيراني، ونستمع لأصدقائنا في طهران وننقل وجهة نظرهم إلى الغرب وهذا لا يعني أننا لا نتشاور مع القيادة الإيرانية في الأوضاع الإقليمية والدولية.
وردا على سؤال حول هدف زيارته للمنطقة وعما إذا كان الاتحاد الأوروبي حدد العقبات التي تواجه تحقيق السلام قال سولانا: خلال هذه الفترة القصيرة هناك الكثير من القضايا برزت وكلها قضايا هامة لكن الأهم من بينها هو اتخاذ خطوات لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وأعتقد أن ما بذلته الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من جهود ستؤدي إلى نتائج والجميع يعمل في هذا الاتجاه مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد ضمان لتحقيق ما نأمله قبل اجتماعات الجمعية العامة.
وردا على سؤال حول تقاطع استراتيجية الاتحاد الأوروبي مع استراتيجية الرئيس أوباما حول السلام أشار سولانا إلى أن الجهود الأوروبية تلتقي مع الجهود الأميركية التي نعمل على دفعها في الاتجاه الصحيح ونأمل أن نتوصل إلى نتائج..لافتا إلى أن الدينامية والجهود المبذولة وزخمها خلال الشهر الماضي أكبر بكثير مما كانت من قبل.
المعلم: نتطلع إلى علاقات أخوية مع العراق والجميع يعرف من أساء إلى تلك العلاقات ومن يتحمل مسؤولية تدهورها
من جهته قال المعلم جوابا عن سؤال حول مستقبل العلاقات السورية العراقية وتصريحات المسؤولين العراقيين بشأن إحالة قضية تفجيرات بغداد إلى محكمة دولية: هذا قرار وشأن عراقي ولكن أعتقد أننا نعيش في هذه المنطقة ويجب أن يشمل أي إجراء يتخذه مجلس الأمن جميع الجرائم التي عانى منها الشعب العراقي منذ احتلال أراضيه وكل المجازر الجماعية التي ارتكبت وخاصة أن البيانات التي تصدر عن الأمن العراقي تشير إلى سقوط حوالي مليون ضحية منذ عام 2003.
وأضاف المعلم: إن موقفنا واضح حول مستقبل العلاقات السورية العراقية ونتطلع إلى علاقات حسن جوار وأخوية مع العراق والشعب العراقي الشقيق لكن الجميع يعرف من أساء إلى هذه العلاقات ومن يتحمل مسؤولية تدهورها.
سورية تدعم الحوار اللبناني.. والعلاقات السورية السعودية تسير في المسار الصحيح
وردا على سؤال حول الحراك السياسي لتشكيل الحكومة اللبنانية أوضح المعلم أن تشكيل الحكومة اللبنانية شأن لبناني..وسورية تدعم الحوار اللبناني وتريد أن ترى حكومة لبنانية في اقرب وقت ممكن.
وجوابا على سؤال حول الحوار السوري السعودي وعن التقارير الصحفية التي تتحدث عن تحضير سورية لملف بشأن محكمة الحريري ستقدمه إلى مجلس الأمن ومدى صحة هذه المعلومات قال الوزير المعلم: إن العلاقات السورية السعودية تسير في المسار الصحيح، وإنه منذ يومين وصل السفير السعودي، مؤكدا أن هدف هذه العلاقات تحقيق أمن المنطقة واستقرارها.
وأضاف: قلنا مرارا إن محكمة الحريري شأن لبناني بين لبنان والأمم المتحدة وبعد تصريحات اللواء جميل السيد أصبح واضحا أن التحقيقات التي جرت في عهد ميليس كانت كلها موجهة ومبرمجة لاتهام سورية. وفيما إذا كانت سورية اطلعت على خطة الرئيس أوباما لتحقيق السلام وعقد مؤتمر دولي للسلام قال وزير الخارجية: لم نطلع على خطة الرئيس أوباما أو أي خطة أخرى ونريد أن نسأل عندما يتواتر الحديث عن اجتماعات بين الفلسطينيين والإسرائيليين ماذا جرى عن وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة ووقف تهويد القدس وتدمير المنازل وماذا جرى في موضوع رفع الحصار عن سكان غزة الذين مازالوا يعانون من هذا الحصار… وأضاف: لم أسمع أن أوباما اقترح عقد مؤتمر دولي للسلام لافتا إلى أن الجهود الحالية منصبة على المسار الفلسطيني مؤكدا أن أي مؤتمر يجب التحضير الجيد له وأن تتوضح مرجعياته ويأتي تتويجا للتقدم على المسارات الثنائية لكي تطمئن الأطراف للتوقيع على هذه الاتفاقيات.
وكان سولانا زار دمشق نهاية شهر شباط الماضي وأكد خلال لقائه الرئيس الأسد أن الاتحاد الأوروبي يدعم بقوة عملية السلام ويسعى للعب دور فيها منوها بجهود سورية من أجل تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
وتأتي زيارة سولانا وهي الثالثة منذ بداية العام الجاري في إطار تنامي العلاقات السورية الأوروبية ودخولها خلال الأشهر الماضية مرحلة جديدة من التعاون والتنسيق برز في الزيارات المتتالية لكبار المسؤولين الأوروبيين من رؤساء ووزراء خارجية في ضوء اهتمام الاتحاد الأوروبي بسورية والجهود التي تبذلها لتوفير متطلبات الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.