عقوبة الفيفا ليست مؤامرة على تشيلسي وإنما بداية لمعركة ضد الانتهاكات
ربما تباينت ردود فعل مشجعي نادي تشيلسي الإنجليزي بين الحديث شفهيا أو توجيه الرسائل عبر اللافتات أو غير ذلك من الأساليب بعد قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بمنع النادي من إبرام أي تعاقدات مع لاعبين جدد خلال فترتي الانتقالات المقبلتين.
لكن الشيء المؤكد هو أن ردود فعل المشجعين انحصرت في فئتين ، الأولى تتساءل عن السبب في معاقبة النادي على تقديمه إغراءات للتعاقد مع اللاعبين رغم أن الجميع في عالم كرة القدم يتفقون على أن هذا التصرف ينتشر بين معظم الأندية.
بينما ترى الفئة الأخرى أن هذه العقوبة ليست سوى فصل آخر من المؤامرة العالمية المفترضة ضد تشيلسي والكرة الإنجليزية بشكل عام وذلك من قبل السلطات التي تخشى زيادة قوة وسيطرة الأندية الإنجليزية.
ويعيد ذلك إلى الذكريات حمى الاضطراب والارتياب التي سيطرت على مشجعي تشيلسي بعد مواجهة الفريق التي خسرها أمام برشلونة الأسباني في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا الموسم الماضي حيث تلقت شباك الفريق هدفا متأخرا سجله أندريس إنييستا.
ورأى مشجعو تشيلسي وقتها أنه كان يتعين على الحكم إلغاء هذا الهدف كما أنه تغاضى عن احتساب أربع ضربات جزاء لفريق تشيلسي خلال المباراة.
ووجه المشجعون انتقادات لاذعة وحادة إلى الحكم توم هينينج أوفربو الذي أدار اللقاء رغم أن المشجعين المعتدلين رأوا أن إحدى ضربات الجزاء التي ادعى المشجعون عدم احتسابها كانت خارج منطقة الجزاء تماما بينما كانت اثنتان أخريان على خط المنطقة ولم تكن هناك سوى ضربة جزاء واحدة فقط داخل حدود المنطقة.
ومع تغاضي الحكم عن ضربة جزاء واضحة لصالح الفرنسي تييري هنري مهاجم برشلونة في الشوط الأول من المباراة نفسها يكون من الصعب وصف أداء الحكم وأخطائه بأنها مؤامرة.
كما أن العقوبات لم تقتصر على تشيلسي بل شملت أيضا نادي روما الإيطالي طبقا لنفس اللائحة.
والأكثر من ذلك أن لجنة فض المنازعات بالفيفا أصدرت حكمها على اللاعب الروماني أدريان موتو بدفع تعويض إلى تشيلسي ولو كانت تخفي أي ضغائن ضد تشيلسي لما حكمت بهذا التعويض الذي قدرته محكمة التحكيم الرياضي في سويسرا لاحقا بمبلغ 17 مليون يورو (2ر24 مليون دولار).
وربما تنتشر فكرة تقديم الأندية لإغراءات إلى اللاعبين من أجل تحريضهم على ترك أنديتهم التي يلعبون لها لكن ذلك بالتأكيد لا يمكن أن يكون دفاعا عن تصرف تشيلسي.
والدليل أن العديد من الناس يقودون سياراتهم بسرعة فائقة والعديد منهم لا يوافق على وضع حدود قصوى للسرعة ورغم ذلك تظل السرعة الزائدة مخالفة.
والحقيقة أن العقوبة التي فرضها الفيفا على تشيلسي تمثل البداية لاتخاذ إجراءات صارمة ضد الأندية التي تنتهك اللوائح وربما يرحب بها الجميع.
وعلى مدار العامين الماضيين احتجت أندية عديدة كانت تمتلك في صفوفها لاعبون بارزون وأصحاب مهارات رائعة على طمع الأندية الإنجليزية التي "سرقت" هؤلاء النجوم.
ووصف كلاوديو لوتيتو رئيس نادي لاتسيو الإيطالي الأجواء بأنها "سوق للماشية" بعد تعاقد مانشستر يونايتد الإنجليزي مع المهاجم فيديريكو ماشيدا وهو لا يزال في السادسة عشر من عمره.
وبدا لاتسيو بلا أنياب ووقف مسئولوه مكتوفي الأيدي لأن القانون الإيطالي يحظر التعاقد مع اللاعب بعقد احتراف تام إلا بعد بلوغه الثامنة عشر من عمره.
والفارق في قضية تحريض وإغراء تشيلسي للاعب جايل كاكوتا على ترك نادي لنس الفرنسي هو أن اللاعب وقع بالفعل على موافقة للبقاء في صفوف لنس وهو العقد الذي انتهكه تشيلسي.
وأعلن الفيفا بوضوح عن حرصه الشديد على "الدفاع عن استقرار التعاقدات في عالم كرة القدم" وجاءت العقوبة على تشيلسي كخطوة أخرى في هذه المعركة.
وأصبح تشيلسي أكبر الأندية التي تتعرض لمثل هذه العقوبات حتى الآن ولكن إذا كان ذلك التصرف منتشرا بشدة كما يرى كثيرون فإن أندية أخرى أكبر من تشيلسي ستتعرض للإدانة والعقوبة.