اللقاء الثلاثي في خدمة اسرائيل بقلم الدكتور عدنان بكرية
ما من شك بأن اللقاء المرتقب بين أبو مازن ونتنياهو واوباما لا يحمل في جنباته أية مبادرات أو اقتراحات للحل بل يجيء لفك العزلة التي حٌشرت بها إسرائيل بعد صدور تقرير ( غولدستون ) والذي يجرمها لارتكابها جرائم حرب ضد الإنسانية في غزة ويأتي هذا اللقاء
أيضا لإخراس الأصوات العالمية المنادية بضرورة وقف الاستيطان .
إسرائيل اليوم متواجدة في وضع دولي لا تحسد عليه فهي وخلال تاريخها لم تتعرض لانتقادات كالتي تتعرض لها الآن وكانت تعتبر نفسها فوق الشرعية الدولية والقانون .. فوق الانتقادات والاتهامات لذا سارعت لعقد لقاء قمة ثلاثي هدفه الأول والأخير تنفيس الضغط العالمي وإخراج نفسها من دائرة الاتهام والإحراج وأبو مازن يمنحها هذه الفرصة على طبق من ذهب !
إن اللقاء بحد ذاته يعدُّ تشجيعاً لاستمرار الهجمة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس، وغطاءً فاضحاً لحكومة إسرائيل و ومواقفها العدوانية وتنكّرها لحقوق شعبنا،" وتراجعا واضحا عن موقفه الرافض لأي لقاء أو تفاوض مع نتنياهو قبل الوقف التام والشامل للاستيطان.
نتنياهو خرج إلى واشنطن باقتراح تجميد الاستيطان لستة أشهر باستثناء القدس على إن تستأنف العملية السلمية خلال هذه الفترة !أي انه حكم مسبقا على اللقاء بالفشل .
كنا نتمنى على أبي مازن رفض اللقاء قبل إعلان إسرائيل الصريح والواضح بوقف الاستيطان وبشكل كامل فالمناخ الدبلوماسي الدولي يساعد على طرح هذا الشرط ،لكن كما يبدو فان السيد عباس رضخ للضغوطات الأمريكية متنكرا لتصريحاته السابقة "لا لقاءات ومفاوضات قبل وقف الاستيطان ".
الإعلام الإسرائيلي يسخر من اللقاء
صحيفة هآرتس ، الإثنين،اعتبرت أن محمود عباس هو الذي "سيكون لديه ما يخسره أكثر من غيره" في هذه القمة التي تسعى من خلالها "إدارة أوباما خصوصا الى الحصول على صورة للقادة الثلاثة وهم يتصافحون وكأن المفاوضات استؤنفت".
بدلا من أن يستثمر السيد عباس الوضع الدبلوماسي المتردي والحرج لإسرائيل يسارع إلى إنقاذها من مأزقها وبإشارة من اوباما وهو يدرك تماما أن هذا اللقاء لن يكون إلا لقاءا بروتوكوليا يسجل نقاط لصالح إسرائيل سوف تستثمرها في الخروج من مأزقها الدولي فنتنياهو رجل يعرف كيف يخرج من العواصف الدبلوماسية … على الأقل هذا ما تشير إليه الصحف الإسرائيلية في افتتاحياتها ..إذ وصفت وسائل الإعلام القمة المتوقعة بأنها "رمزية" مشككة في فرص تحريك مفاوضات جادة.
نائب وزير الخارجية داني ايالون تحدث "آمل أن يتم إفهام محمود عباس بوضوح خلال هذا اللقاء أن عليه تغيير موقفه المطالب بالحد الأقصى إن كان يريد إحراز تقدم
وقال سكرتير الحكومة تسفي هاوزر متحدثا لإذاعة الجيش "إن الظروف لم تنضج بعد لإعادة إطلاق مفاوضات رسمية، لكن هذا اللقاء خطوة في الاتجاه السليم".
وكتبت صحيفة "يديعوت احرونوت" الواسعة الانتشار "ثمة قمة لكن بدون آمال كبيرة". وسخرت الصحيفة من الاجتماع الثلاثي في افتتاحيتها وكتبت أنه "ليس لقاء، بل نصف لقاء. ما سيجري في نيويورك هو مزحة على حساب الرئيس اوباما".
أما صحيفة معاريف فرأت أن "اوباما يستعرض عضلاته" وكتبت، الإثنين، أن "الرئيس (الأميركي) سئم مهمات ميتشل العقيمة. لذلك وجه دعوة إلى القائدين الإسرائيلي والفلسطيني لم يسعهما رفضها".