ميركل ترغب بتشكيل حكومة مع الحزب الديمقراطي الحر
أسفرت نتائج الانتخابات الألمانية عن فوز حزب المستشارة الحالية، أنغيلا ميركل، على شريكها في الحكومة الحالية، الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي تعرض لهزيمة مريرة، هي الأقسى منذ الحرب العالمية الثانية.
وأشارت النتائج إلى تقدم حزب ميركل، الحزب المسيحي الديمقراطي، بواقع 33.9 في المائة من الأصوات، الأمر الذي يتيح لها تحقيق رغبتها بتشكيل تحالف حكومي جديد مع الحزب الديمقراطي الحر، وفقاً لما كشفه موقع "دويتشه فيله" الألماني.
وقد أعلنت المستشارة الألمانية الأحد فوزها في الانتخابات البرلمانية، وقالت إنها تريد حكم ألمانيا مع الحزب الديمقراطي الحر.
وأضافت ميركل من مقر حزبها في برلين، بعد الإعلان عن النتائج الأولية للانتخابات: "نجحنا في الحصول على غالبية كبيرة لتشكيل حكومة جديدة تضم الاتحاد المسيحي المؤلف من الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي البافاري والحزب الديمقراطي الحر، وهذا أمر جيد."
وشددت ميركل على أنها ستكون مستشارة "لجميع الألمان" وطلبت من أنصارها الاحتفال بارتياح إزاء النتائج التي تحققت، لكنها أشارت إلى العمل الكبير الذي ينتظر الحكومة الجديدة في ألمانيا للتغلب على المشاكل الملحة.
ورفضت ميركل الحديث عن تراجع نتائج حزبها في الانتخابات الحالية رغم حصوله على 9. 33 في المائة فقط من أصوات الناخبين.
فيسترفيله يريد الخارجية
من جانبه، رحب رئيس الحزب الديمقراطي الحر، غيدو فيسترفيله بــ"هذه النتيجة الممتازة".
وشكر "الناخبين على النتيجة التاريخية" التي لم يحققها حزبه من قبل، والتي تمثلت بفوزه بنسبة 14.6 في المائة من الأصوات بحسب النتائج الأولية.
وأعلن رغبته في الحصول على منصب وزير الخارجية، الذي يحتله حالياً زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي الخاسر، ويؤكد مساعدوه أنه لن يتخلى عن هذا المنصب في المفاوضات التي سيجريها مع ميركل قريباً حول تشكيل الائتلاف وتوزيع الحقائب الوزارية في الحكومة الجديدة.
وقد وعد فيسترفيله بالعمل على تحقيق "نظام ضريبي عادل في ألمانيا، وعلى تحسين الفرص في مجال التربية والدفاع عن الحريات الفردية."
هزيمة مدوية للاشتراكيين
وكان وزير الخارجية الحالي، شتاينماير، قد أقرّ بالهزيمة، وأعلن عزمه على تشكيل معارضة قوية وحسب النتائج الأولية وبتوزيع نصيب كل حزب في البرلمان سيحصل التحالف المسيحي بقيادة ميركل على 238 مقعدا في البرلمان، مقابل 148 مقعدا للحزب الاشتراكي، فيما سيحصل الحزب الديمقراطي الحر على 93 مقعدا، وحزب اليسار على 76 مقعدا وحزب الخضر على 67 مقعدا.
وسجل الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يتزعمه شتاينماير، أدنى نسبة في تاريخه، إذ حصل فقط على 23.1 من الأصوات. وفي هذا السياق اعترف شتاينماير بهزيمة حزبه واصفا اليوم بأنه "يوم مرير للحزب الاشتراكي."
وفي الوقت نفسه أعرب نائب رئيس الحزب الديمقراطي الحر الليبرالي، راينر بروديرله، عن سعادته بالنتائج الأولية وصعود حزبه ليصبح ثالث أكبر قوة سياسية في ألمانيا وتمكنه من العودة للمشاركة في الحكومة المقبلة مع حزب ميركل.
وأكد مسؤول الحزب أن نسبة صعود الحزب في الانتخابات هي الأعلى بين جميع الأحزاب. وإلى جانب الحزب الديمقراطي الحر، حقق حزب اليسار نتائج أفضل في الانتخابات الأخيرة إذ فاز بنسبة 12.5 في المائة، وفاز حزب الخضر بنسبة 10.6 في المائة.
تراجع نسبة المشاركة في الاقتراع
وكان الناخبون الألمان قد توجهوا صباح الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات لاختيار أعضاء البرلمان الألماني ومستشار للبلاد، وسجل الإقبال على مراكز الاقتراع انخفاضاً ملحوظاً مقارنة بالانتخابات الأخيرة التي بلغت نسبة المشاركة فيها 77.7 في المائة.
وتنافس نحو 27 حزباً من مختلف التيارات السياسية على أصوات نحو 62.2 مليون ناخب، وفقاً لـ"دويتشه فيله."