“صفقة” لإطلاق 19 فلسطينية مقابل “معلومات” عن شاليط
كشفت مصادر إسرائيلية وفلسطينية ومصرية الأربعاء عن اعتزام الحكومة الإسرائيلية إطلاق سراح 19 أسيرة فلسطينية، إضافة إلى طفل إحداهن، مقابل الحصول على إيضاحات عن حالة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، الذي يحتجزه مسلحون فلسطينيون منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وأكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، اعتزام حكومته إطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات، وقال، في بيان الأربعاء: "من المهم أن يعرف الإسرائيليون بأن جلعاد شاليط ما زال على قيد الحياة، وأن يلقى معاملة جيدة، وأن حماس هي المسؤولة عن حياته."
كما أكد متحدث باسم "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن الأسيرات اللاتي تعهدت إسرائيل بإطلاق سراحهن، بينهن عدد من الناشطات في مختلف الفصائل الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذا الاتفاق جاء بـ"رعاية مصرية كريمة"، وبـ"جهد مُقدر من الوسيط الألماني."
وفي القاهرة، نقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مسؤول لم تكشف عن اسمه، قوله إن "هذه الخطوة تأتى في إطار الجهود التي تبذلها مصر، والمفاوضات الجارية لحل مشكلة الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية، ومحاولة بناء مناخ ملائم من الثقة."
وقال المصدر إن الخطوة جاءت تحت الرعاية المصرية والمساعي "الحميدة" للمبعوث الألماني الخاص بالشئون الإنسانية، حيث تم التوصل إلى اتفاق على خطوة إنسانية تقوم إسرائيل بمقتضاها بالإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية معتقلة لديها، مع تقديم دليل حول حياة وحالة الجندي الإسرائيلي شاليط.
وخلال مؤتمر صحفي عُقد في غزة الأربعاء، أكد المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، أن الأسيرات هن: أربعة أسيرات من حركة "حماس"، وخمسة أسيرات من حركة "فتح"، و3 من حركة "الجهاد"، و6 أسيرات مستقلات، وأسيرة واحدة من "الجبهة الشعبية."
وبحسب التوزيع الجغرافي، بين أبو عبيدة أن ثلاثة من بين الأسيرات اللاتي سيتم إطلاق سراحهن من الخليل، وثمانية من نابلس، وأربعة من رام الله، وثلاثة من بيت لحم، وواحدة من جنين، إضافة إلى أسيرة واحدة وطفلها من قطاع غزة.
وفيما رفض أبو عبيدة الكشف عن تفاصيل المعلومات التي ستقدمها "كتائب القسام" عن حالة الجندي الإسرائيلي، معربًا عن أمله أن تكون هذه الصفقة البسيطة هي مقدمةً للصفقة الشاملة، فقد كشف أبو مجاهد المتحدث باسم "لجان المقاومة" أنها ستقدم "شريط فيديو لشاليط لمدة دقيقة واحدة فقط."
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام المقرب من حماس، عن أبو مجاهد قوله: "نحن وكل شعبنا يفخر بهذا الإنجاز، حيث أن الاحتلال لم يستطع أن يحصل على معلومات، وعندما تحدثنا منذ البداية وقلنا إن الاحتلال لن يحصل على أي معلومة، واليوم المقاومة ترغمه على ذلك لإعطاء معلومات بسيطة."
وأضاف المتحدث باسم "لجان المقاومة"، وهي الجهة التي تقف وراء اختطاف الجندي الإسرائيلي: "قريباً سيفرح شعبنا بخروج مئات من الأسرى من ذوي الأحكام العالية رغم أنف الاحتلال"، مشيراً إلى أنه سيتم الكشف عن أسماء الأسيرات "المحررات" في وقت لاحق الجمعة.
واختطف الجندي الإسرائيلي في عملية نفذها مسلحون ينتمون لعدد من الفصائل الفلسطينية، استهدفت قاعدة للجيش الإسرائيلي بالقرب من جنوب قطاع غزة، في يونيو/ حزيران 2006.
مقتل فلسطينيين وفقدان 5 بقصف إسرائيلي لأنفاق حدودية
advertisement
من جانب آخر، أكدت مصادر طبية فلسطينية الأربعاء مقتل فلسطينيين على الأقل وفقد خمسة آخرين، نتيجة قصف نفذته طائرات إسرائيلية لعدد من الأنفاق الحدودية مع مصر في جنوب قطاع غزة.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ بقطاع غزة، معاوية حسنين، إن القصف أسفر عن "استشهاد" المواطن رزق محمد المصري (28 عاماً)، وآخر مجهول الهوية، وفقدان خمسة آخرين، مشيراً إلى أن رجال الإسعاف يحاولون إنقاذ "الشبان المفقودين" بمساعدة عدد من زملائهم.