ايران تعرض شراء يورانيوم من طرف ثالث
قال الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد ان بلاده ستعرض استعدادها لشراء يورانيوم مخصب الى الدرجة التي ترغب بها من طرف ثالث بدلا من تخصيبه بنفسها.
وتأتي تصريحات الرئيس الايراني قبيل
اجتماع الخميس في جنيف، بين ايران والدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي اضافة الى المانيا.
وهذه هي المرة الاولى التي توافق فيها طهران على مناقشة تفاصيل برنامجها النووي، وتحديدا نشاطات تخصيب اليورانيوم فيه.
ونقلت وكالة انباء الطلبة الايرانية عن احمدي نجاد قوله، خلال مؤتمر صحفي في طهران، ان بلاده تريد شراء نحو يورانيوم تبلغ درجة تخيبصه 19,75 في المئة لمفاعل طهران النووي، وان هذا الموضوع سيكون من القضايا التي ستناقش في اجتماع جنيف.
وقال احمدي نجاد: "لقد عرضا امام من هم مستعدون، وقلنا اننا نرغب في شرائه منهم بموجب القوانين، وان بعض الدول قدمت مقترحات في هذا الصدد، لكن الموضوع سيبحث في مفاوضات الخميس".
وتأتي تصريحات احمدي نجاد في وقت تستمر فيه الدول الغربية في رفع درجة الضغوط على طهران بسبب نشاطاتها النووية قبيل اجتماع جنيف الحاسم.
فقد حذرت وزيرة الخارجية الامريكية طهران من عواقب عدم الانصياع للمطالب الدولية بالقول انها "تخاطر بالتعرض للعزلة والضغوط الدولية" ان هي رفضت السماح للمفتشين الدوليين بتفقد منشآتها النووية وتجميد العمل بنشاطات ذات طبيعة حساسة.
كما قال مسؤول امريكي رفيع في جنيف ان الكشف عن وجود منشأة نووية جديدة سرية قرب مدينة قم جنوب طهران اعطى الدول الست "احساسا اقوى بالجدية والعمل الجماعي".
وكانت الادارة الامريكية قد ألمحت الثلاثاء الى انها ليست في وارد التحرك بسرعة باتجاه الضغط لفرض مزيد من العقوبات على ايران، على الرغم من عدم تفاؤلها بتحقيق تقدم يذكر في هذا الاجتماع.
وقالت وزارة الخارجية الامريكية انها تأمل في ان يفتح الباب امام حوار اكثر عمقا حول الوسائل التي يمكن لايران من خلالها التخفيف من القلق الغربي حول برنامجها النووي.
كما ضم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي صوته الى اصوات منتقدي ايران بقوله ان طهران "انتهكت القانون" بعدم اعلانها عن بناء مفاعل ثان لتخصيب اليورانيوم عند بدء بنائه.
واضاف البرادعي ان "ايران خالفت القانون بانتهاكها قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي تقضي بابلاغ الوكالة وقتئذ".
يذكر ان العقوبات الحالية على ايران، والتي فرضت منذ ديسمبر/ كانون الاول من عام 2006، فشلت حتى الآن في اجبارها على الاذعان للمطالبات الدولية بالكشف عن اسرار برنامجها النووي.
كما لوحت ادارة اوباما هذا الاسبوع الى انها تدرس حاليا توسيع العقوبات الامريكية التي تفرضها واشنطن من جانب واحد، في حال فشلت المحادثات في الخروج بنتائج ملموسة.
الا ان مراقبين غربيين يرون ان مقترحات فرض حظر على شحنات البترول والمنتجات المكررة الاخرى بات مشكوكا فيه.
ويرون ان تحركا كهذا سيثير سخط الكثيرين وسيوحد ايران تحت قيادة رئيسها محمود احمدي نجاد في وقت تتراجع فيه شعبيته داخليا بسبب الانتخابات الرئاسية التي فاز بها، والتي يشكك معارضون ايرانيون بنتائجها.