ختام مؤتمر المصالحة العراقية اليوم
تختتم اليوم أعمال مؤتمر المصالحة الوطنية العراقية الذي افتتحه في بغداد أمس رئيس الوزراء نوري المالكي بمشاركة قرابة خمسمئة شخصية تمثل عدة قوى سياسية عراقية.
ويسعى المؤتمر الذي قاطعته أبرز الكتل السنية في البرلمان وانسحبت منه الكتلة الصدرية إلى مناقشة ملفات ثلاثة أهمها الاندماج السياسي بعد خمس سنوات من اجتياح العراق.
كما يأمل المجتمعون في حل خلافاتهم حول قضايا مهمة منها التشريعات والقوانين الحاسمة بشأن الثروة النفطية والنظام الإداري للأقاليم.
كما يناقش المشاركون قضية وجود القوات الاجنبية داخل البلاد، واعادة النظر في بعض فقرات الدستور العراقي.
وفي افتتاح المؤتمر أمس، قال المالكي إن المصالحة الوطنية في العراق حققت الكثير من اهدافها ومنعت انزلاق البلاد إلى هوية الحرب الأهلية.
وقال المالكي " الحرب الطائفية أصبحت خلف ظهورنا" مؤكدا ان البلاد كانت على شفير هذه الحرب بعد تفجير مرقد الأمامين في سامراء عام 2006 .
وعدد المالكي الأنجازات السياسية والأمنية والاقتصادية لحكومته التي تحققت بفضل المصالحة. وأشار في هذا السياق إلى الدور الذي قامت به قوات مجلس الصحوة في محاربة من أسماهم بالإرهابيين والتكفيريين وأزلام النظام البائد.
كما أشار أيضا إلى أن استمرار عملية المصالحة سمح بإعادة آلاف العراقيين إلى وظائفهم في الجيش والشرطة.
وأكد أن حكومته وضعت حدا لعمليات التهجير القسري مشيرا إلى بدء عودة آلاف اللاجئين العراقيين إلى أرض الوطن ، ووعد بمواصلة الجهود لتحسين الأوضاع بما يتيح عودة جميع اللاجئين والمهجرين.
واعتبر المالكي أن زوال شبح الحرب الطائفية و توجيه " ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية والإجرامية" وتعزيز السلم الأهلي يجعل الحكومة أكثر قدرة على استكمال حركة الإصلاح في كافة المجالات .
وأشار إلى نجاح الحكومة في "خفض معدلات القتل الطائفي والقضاء على حواضن الأرهاب ومحاربة الميليشسيات" مع تسلم المزيد من المهام الأمنية في المحافظات استعدادا لتحقيق السيادة الكاملة على البلاد.
وأكد في هذا السياق أن عملية تجهيز القوات المسلحة العراقية " قطعت شوطا مهما" ، وقال إن "القوات العراقية حسمت المعركة ضد الإرهاب في بعض المحاظات في زمن قياسي".
ودعا رئيس الوزراء العراقي القضاء على جميع أشكال التمييز والإقصاء الطائفي العرقي، وأكد على ضرورة " تعميق ثقافة التعاون من موقع الاختلاف بديلا لسياسة الاستبداد".
العملية السياسية
كما طالب المالكي جميع القوى السياسية وعلماء الدين والعشائر ومنظمات المجتمع المدني وأجهزة الإعلام والفنانين للمشاركة في عملية المصلحة في ظل الدستور.
وأضاف أن جميع القوى السياسية التي تريد نجاح العملية الديمقراطية يجب أن تكون حاضرة في مواجهة التحديات
وقال إن العراق يحتاج لتحقيق تقدم في العملية السياسية" وأضاف أن " مراجعة المواقف والاعتراف بالأخطاء" يسهم في ذلك .
وأشار المالكي إلى أنه رغم النجاحات الأمنية والسياسية والاقتصادية لكن الدرب مازال طويلا.
ودعا أيضا دور الجوار العراقي لدعم أمن واستقرار العراق مؤكدا أن ذلك من مصلحة هذه الدول.
وتزامن عقد المؤتمر مع زيارة نائب الرئيس الأمريك ديك تشيني إلى العراق حيث التقى بالمالكي ورئيس المجلس الإسلامي عبد العزيز الحكيم في بغداد وزار قاعدة للقوات الأمريكية في بلد شمالي العاصمة العراقية.
وقد أكد تشيني في كلمة أمام نحو ثلاثة آلاف جندي أمريكي ان بلاده تنوي استكمال مهمتها في العراق ولن تسمح بأن يكون هذا البلد "نقطة انطلاق لهجمات إرهابية أخرى ضد الولايات المتحدة".
ثم قام تشيني الثلاثاء بزيارة الى مدينة اربيل حيث مقر الحكومة الكردية في اقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي.
وقال مراقبون إن تشيني سعى خلال زيارته للضغط على الساسة العراقيين لاتخاذ خطوات لتحقيق تقدم في العملية السياسية يسمح بدخول البلاد في تجربة ديمقرطية سلسة.