السعودية وسوريا تريدان حكومة وحدة وطنية في لبنان
دعا العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز والرئيس السوري بشار الأسد إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية في لبنان باعتبارها حجر أساس لاستقرار البلاد وتعزيز وحدتها، بعد اجتماع بين الزعيمين جرى في دمشق الخميس.
وكان العاهل السعودي وصل دمشق بعد ظهر الأربعاء، في أول زيارة له إلى سوريا منذ تسلمه مقاليد الحكم، في مؤشر على عودة العلاقات بين البلدين العربيين إلى طبيعتها، في أعقاب التوتر الذي شابها لعدة سنوات.
وقد شهدت العلاقات بين البلدين تدهورا بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري الذي كان تربطه علاقة وثيقة مع السعودية في عام 2005، بعدما أشيرت أصابع الاتهام بالتورط في الاغتيال إلى دمشق التي نفت بشده ذلك الأمر.
وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إن الزعيمين اتفقا على "أهمية مواصلة العمل للارتقاء بالعلاقات السورية السعودية التي تصب في مصلحة شعبي البلدين الشقيقين وشعوب العالمين العربي والإسلامي."
وأضافت "جرى الاتفاق على ضرورة انعقاد اللجنة العليا المشتركة السورية السعودية في أقرب وقت ممكن وأهمية تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري من خلال فتح آفاق جديدة وتشجيع رجال الأعمال في كلا البلدين على الاستثمار المتبادل."
يُشار إلى أن السعودية كانت ترتبط بعلاقات جيدة مع سوريا في حقبة الرئيس الراحل حافظ الأسد، غير أن الأمور بدأت بالتبدل مع وصول نجله بشار للسلطة، خاصة بعد أن أخذ الأخير مواقف متشددة حيال قوى تدعمها الرياض في لبنان، خلال الفترة التي كانت قواته في ذلك البلد، إلى جانب تشديد علاقاته مع طهران.
وعادت العلاقات بين البلدين للتحسن مؤخراً، حيث قام الرئيس الأسد بزيارة الرياض في وقت سابق من الشهر الماضي، أجرى خلالها مباحثات مع العاهل السعودي، على هامش مشاركة الرئيس السوري في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية.
وفي أواخر فبراير/ شباط الماضي، قام وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بزيارة قصيرة إلى العاصمة السعودية الرياض، قام خلالها بتسليم رسالة للعاهل السعودي من الرئيس السوري.
وبدأت الجهود الرامية لرأب الصدع بالزيارة التي قام بها الأمير مقرن بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات السعودية، لسوريا في 15 فبراير/ شباط الماضي، حيث قالت مصادر سورية إنه حمل رسالة شددت على "أهمية التنسيق والتشاور بين الجانبين، لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين والشعوب العربية."
وقالت الوكالة السورية إن الرئيسين أكدا "ضرورة وقف الاعتداءات المستمرة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني ومواجهة إجراءات الاحتلال الإسرائيلي لتهويد القدس وتوحيد جهود العرب والمسلمين لرفع الحصار عن المسجد الأقصى،" وفقا للوكالة.
أما فيما يتعلق بالعراق، فقالت الوكالة إن الأسد والعاهل السعودي أكدا "حرصهما على أمن واستقرار العراق ودعم كل ما من شأنه الحفاظ على وحدته أرضاً وشعباً وتحقيق المصالحة الوطنية كمدخل أساسي لبناء عراق مستقل حر ومزدهر."