قوافل مهرجان الحرير الدولي تصل محافظة حماة قادمة من تدمر
وصلت قوافل مهرجان طريق الحرير الدولي لعام 2009 الذي تقيمه وزارة السياحة في عدد من المدن السورية أمس إلى محافظة حماة قادمة من مدينة تدمر الأثرية التي كانت تمثل المركز التجاري الرئيسي لطريق الحرير القديم.
وجالت القوافل على مدينة حماة القديمة وعلى نواعيرها التي تمثل لوحات فنية رائعة الجمال ويعود تاريخها إلى عهد الآراميين وفي المدينة العديد من الآثار السورية التي تبين منحوتات ولوحات أثرية عن النواعير مثل لوحة الفسيفساء التي اكتشفت في شارع الأعمدة بمدينة أفاميا الأثرية على بعد 55 كم شمال مدينة حماة ويرجع تاريخ اللوحة إلى العام 420 ميلادي وتمثل صورة طبق الأصل عن الناعورة.
وافتتح الدكتور سعد الله آغة القلعة وزير السياحة سوق المهن اليدوية التقليدية في خان رستم باشا الذي كان ملجأ للأيتام وبذلك يكون هذا السوق هو الثالث في سورية بعد سوق مدحت باشا بدمشق وخان الشونة في حلب.
وقال وزير السياحة في تصريح للصحفيين ان هذه الاسواق تشكل اضافة كبيرة للمهن التقليدية في سورية والحرف اليدوية التي تدعمها وزارة السياحة وتشرف عليها مشيرا الى انه تم ترميم السوق وتهيئة المحلات فيه لتمكين اصحاب المهن والحرف التقليدية من العمل فيه بهدف الحفاظ على مهنهم وتقديمها للسياح.
واضاف.. نحن نقدم المحل في السوق بشكل رمزي وشبه مجاني وعلى الحرفي ان يمارس المهنة امام السياح وان يدرب طلابا بحيث نضمن تناقل هذه الحرف عبر الاجيال أي انه في نفس الوقت سوق ومعهد تدريب للمهن التقليدية الخاصة بحماة وهذا شيء مهم بالاضافة الى ان تواجد المهن في سوق واحد يسهل على السائحين ومكاتب السياحة ان توجه السائحين الى السوق للاطلاع والاقتناء موضحا ان المساحة الكبيرة للخان تفسح المجال لنشاطات اخرى غير سوق المهن مثل امسيات موسيقية او فنية بحيث يصبح المكان هو مكان للنشاطات المختلفة.
وأشار وزير السياحة الى ان وجود مركز رعاية للسواح في السوق يقدم مطبوعات ومعلومات عن المنتجات الفندقية والسياحية في المحافظة سيوفر على السائحين الكثير من الوقت والجهد مؤكدا أن السوق هو فضاء سياحي كبير في قلب مدينة حماة سيسهم في تقديم الكثير من الخدمات للسياحة والثقافة وقال نحن الآن نجري اتفاقا مع وزارة الثقافة فيما يخص خان دنون في ريف دمشق وخانات اللاذقية لكي يقام فيها أيضا سوق تقليدية وهذا عمل مستمر وهناك مجموعة ستدخل تباعا في مختلف المحافظات السورية.
من جهته أكد عبد الرزاق القطيني محافظ حماة أهمية سوق المهن اليدوية في إحياء الصناعات الشعبية والتقليدية التي تتميز بها سورية في المجالات كافة وقال إن الحكومة السورية تولي اهتماما كبيرا لتطوير قطاع الصناعات اليدوية وعلينا تعزيز الاهتمام بهذا النوع من الصناعات كونها منتجا حضاريا وسياحيا.
ويحتوي السوق على مهن وحرف الصناعات النسيجية والحريرية اليدوية على النول وصناعة الفخار والطباعة اليدوية على القماش وصناعة القز والصرما والزجاج والاغباني والحذاء اليدوي وتشكيل النحاس والزخرفة والفراء وزخرفة وتطعيم النجارة ومطرزات خشبية وسروج الخيل والعجمي وصياغة وتطعيم الفضة ومفروشات الخيزران والمفروشات والتنجيد.
ويعود تاريخ بناء خان رستم باشا الى العهد العثماني في عام 1556 م ويمتاز بمدخل واسع وتم بناؤه في ذلك الحين للمسافرين وعابري السبيل واجمل ما فيه طراز بناء واجهته الرئيسية ومدخله وفناؤه الواسع.
كما افتتح وزير السياحة مهرجان المأكولات الشعبية في خان رستم باشا الذي تشارك فيه عدد من بلدان طريق الحرير واهمها ايران وتركيا والهند بالاضافة الى المطبخ السوري.
واوضح المهندس بسام بارسيك مدير ادارة التطوير والتسويق السياحي في وزارة السياحة ان الطعام اصبح ثقافة ويمثل حاليا احد احدث انماط السياحة في العالم وبدأ الترويج له مشيرا إلى غنى وتنوع المطبخ السوري.
وأحيا عدد من فناني دول طريق الحرير امسية موسيقية وغنائية بإشراف الفنان حسين سبسبي في الخان عكست طريقة مسير ووصول القوافل الى الخانات التي تستغرق اياما وشهورا حتى تجتمع كلها وكانت تضم الشعراء والمثقفين والمفكرين والفلاسفة ورجال الدين والموسيقيين.
وصور الفنانون كيف كان الموسيقيون القادمون مع القوافل يعزفون الموسيقا الخاصة ببلدانهم بشكل متفرق في كل دولة يعبرونها حتى تلتحم الموسيقا والغناء لتصبح بشكل مشترك.
وعزف الفنانون موسيقا بنغمات مختلفة بعدها ادوا عزفا جماعيا وشكلت الصورة مزيجا رائعا من الالحان التي اختلطت فيها اصوات العود السوري والقانون الصيني والستار الهندي.
وستتابع قوافل مهرجان الحرير التي انطلقت فعالياتها يوم الجمعة الماضي من المحافظات الجنوبية نشاطاتها يوم غد بين محافظتي حماة وحمص حيث ستقوم بجولات سياحية على أهم الآثار والقلاع والأوابد فيها.