كاظم الساهر يخطف قلوب عشاقه بـ”الرسم بالكلمات”
أدخل البهجة إلى قلوب محبيه وعشاقه، ورسم لهم بصوته وألحانه وآهاته أجمل وأروع الكلمات، وترجم لهم بروائعه مشاعرهم، وأعادهم إلى زمن الفن الجميل؛ بأسلوبه الجديد في صياغة جمله اللحنية والطربية، واختيار الكلمات المعبرة
إنه قيصر الغناء كاظم الساهر، في أحدث ألبوماته "الرسم بالكلمات"، الذي جعل مستمعيه يتنفسون العشقَ من خلال رسمه بالكلمات على قلوبهم.
النجاح الكبير للألبوم على المستويين الجماهيري والنقدي، جاء ليؤكد حرص الساهر على اختيار كلماته بقدرةٍ فائقة وعناية متناهية، بمزج الكلمات بنبض القلوب، والألحان بدفء الأحاسيس، ما أهَّله ليتوج "نجم الأسبوع"، خصوصًا أنه أعاد إلى جمهوره مشاعر العشق، ورومانسية الروح، ووهج العاطفة التي لا تعرف إلا الصدق.
عودة للفن الجميل
يضم الألبوم 9 أغنيات تفاوتت في مضامينها وأهدافها، وتعاون فيها الساهر مع عددٍ من الشعراء الكبار، ومنهم الراحل نزار قباني الذي أعاد الساهر روحه الرومانسية من خلال أغنيتي "الرسم بالكلمات"، و"حبيبتي".. وكريم العراقي الذي يُعد رفيق نجاح كاظم، وقد شدا من كلماته: "مو طبيعي" و"600 بوسة" و"اسكت" و"دخت وين الباب" و"محكمة"، وهي الأغنية التي قدمها ديو مع المطربة المغربية أسماء المنور، والدكتورة نشوى جرار في أغنية "نمت وحلمت".
لقد وضع الساهر بنفسه ألحان هذه الأغنيات الثماني، أما الأغنية التاسعة والأخيرة "الجريدة" فكتب كلماتها الأمير بدر بن عبد المحسن، ولحنها محمد شفيق، علمًا بأنه استبعد في آخر لحظة أغنية "وعدتك" من كلمات نزار قباني التي كان لحنها ليضمها للألبوم، ليهديها للمطربة الكبيرة ماجدة الرومي بعدما أبدت إعجابها بها وطلبت غناءها، ويتردد أنه دخل معها في مفاوضات لتصوير الأغنية بطريقة الفيديو كليب، كما اختار أوكرانيا لتصوير أغنيتي "حبيبتي" و"المحكمة"؛ لوجود مسرح أثري كبير يعود تاريخ إنشائه إلى آلاف السنين.
ذكاء وخصوصية
الألبوم الجديد جاء ليؤكد أيضًا أن كاظم موهبة غنائية متميزة وأصيلة، ساعده في ذلك قدرته على التلحين وانتقاؤه لكلماتٍ تخترق الوجدان، كما ساعدته صراحته وصدقه في الحديث عن بداياته الصعبة في كسب تعاطف الجمهور، حتى بات نجمًا يخطف القلوب، ولا يستطيع أحد أن ينكر المكانة المرموقة التي وصل إليها كمطرب تخطى حدود بلده وأمته العربية.
وأيضًا، نجح الساهر على مستوى الكلمة واللحن والأداء والشكل في أن يرضي ذوق قطاع كبير من مختلف الأعمار شبابًا ورجالاً ونساءً وفتيات، واستطاع أن يدير نفسه كصوت غنائي بذكاء شديد لا يختلف عليه أحد، حتى باتت تجربته من أهم التجارب الغنائية خلال العشرين عامًا الأخيرة، خصوصًا أنه يقدم مختلف الألوان الغنائية بنجاحٍ واقتدار.
وقد جاءت اختياراته لتؤكد ما يصرح به دومًا من أن كل إنسان يحتاج إلى لمسات حب، وأنه يحرص في كلمات أغنياته على اختيار صور رومانسية وإنسانية، وأنه لا يزال على موقفه من ضرورة أن يكون الفنان صاحب رسالة يوصلها لجمهوره بشكلٍ محترم.. بعيدًا عن الابتذال.
نزار ومصر نقطتا التحول
كان لقاء الساهر مع الشاعر نزار قباني نقطة تحول مهمة في مشواره مع الغناء، وقد احتل كاظم مكانةً طيبةً في قلب نزار، أسفرت عن تصديه لأكثر من 30 أغنية من كلماته لحنًا وأداء، وكان ذكيّا في اختيار كلمات تخاطب عقل المرأة وروحها لا جسدها، وفي المقابل منحه نزار لقب "قيصر الأغنية العربية"، كما كان لمصر الدور الأكبر في وصوله إلى الجمهور العربي في كل مكان، سواء داخل الحدود أو خارجها.
ويُعد الساهر الفنان العربي الوحيد الذي غنّى في القاعة الملكية ببريطانيا، والثاني في العالم بعد مادونا الذي حصل على مفتاح مدينة سيدني، كما كُرم من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وأمريكا وكندا وماليزيا والبرازيل. وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على قيمة وموهبة فنية كبيرة تقف على أرض صلبة.
بداية صعبة ونجاح أصعب
وُلد كاظم الساهر بمدينة الموصل عام 1961، في بيت صغير وسط عائلة تتكون من ثمانية أشقاء ذكور وشقيقتين، وعاش محنًا كثيرة بسبب فقره، واعتمد على نفسه مبكرًا؛ حيث كان يبيع متجولاً المثلجات والحلوى والكتب، وفي الثانية عشرة من عمره، اكتشف بوادر موهبته الغنائية من خلال شقيقه حسن، وسرعان ما تعلم العزف على آلة الجيتار ثم العود، كما درس الموسيقى 6 سنوات في معهد الدراسات الموسيقية ببغداد، وكانت بدايته الفنية حين تعاون مع الشاعر عزيز الرسام، ثم مع كريم العراقي الذي غنّى من كلماته عام 1987 أغنية "شجاها الناس"، وبعد عامين حصد ثمار أول نجاح حقيقي له من خلال أغنية "عبرت الشط".
ثم توالت أعماله إلى أن التقى مع نزار في قصيدة "إني خيّرتك" التي لاقت نجاحًا كبيرًا، وأعقبها "زيديني عشقًا" و"في مدرسة الحب"، وأهلته هذه الأغنيات ليتبوأ موقع الصدارة بين المطربين العرب، وخلال مشواره الفني قدم 22 ألبومًا بدأها عام 1984 بـ"شجرة الزيتون" مرورًا بـ"غزال" و"سلامتك من الآه" و"بعد الحب" و"اغسلي بالبرد" و"أنا وليلى" و"حبيبتي والمطر" و"الحب المستحيل" و"حافية القدمين" و"يوميات رجل مهزوم" و"صور" و"انسي العالم".
كما قدم قيصر الأغنية عددًا من الأغنيات الوطنية والقومية منها "ماسكًا عودي أغنى" و"آه يا عرب" و"يا قدس" و"بيروت"، وخصّ العراق بعددٍ من الأغنيات التي عبّرت عن حاله ومنها: "بغداد لا تتألمي" و"تعالى أقبل وجهك" و"كثر الحديث" و"مدينة الحب".
وله ولدان هما: وسام، وعمر ويعيشان مع والدتهما في كندا.