بوش: عملية البصرة “نقطة تحول”، واختبار لقيادة المالكي
قال الرئيس الامريكي جورج بوش ان القتال الدائر حاليا ضد مليشيا جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر يشكل نقطة تحول في تاريخ العراق الحر، حسب وصفه.
واوضح بوش، في تصريحات من البيت الابيض، انا ايضا يعتبر اختبارا لقيادة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
واضاف ان قرار المالكي بالتحرك نحو البصرة اظهرت تطبيقا منصفا للعدالة، ورغبة في تعقب اولئك الذي يعتقدون انهم فوق القانون.
وقد تجاهلت مليشيا جيش المهدي التابعة للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر الموعد النهائي الذي حدده رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بالقاء السلاح وتسليم افرادها انفسهم.
ورغم ان المالكي عرض على افراد هذه المليشيا المال مقابل الاستسلام وتسليم اسلحتهم، ما زالت المليشيا مسيطرة على معظم احياء مدينة البصرة، ثاني اكبر مدن العراق ومينائها الحيوي.
ويقول مراسل بي بي سي ان التمديد الذي اعلنه المالكي لمدة اربعة ايام لتسليم السلاح، فسر على انه تراجع من قبل الحكومة.
وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري ان الحكومة كان لا بد لها ان تتحرك ضد جيش المهدي في البصرة بعد ان سمح لها زعماء المدينة بمد نفوذها الواسع عليها.
وعلى الصعيد الميداني، ومع دخول ما اسمتها الحكومة العراقية عملية "صولة الفرسان" لفرض القانون في مدينة البصرة، يومها الرابع، تدخلت الطائرات المقاتلة الامريكية لاول مرة في القتال الدائر.
وقصفت الطائرات مواقع جيش المهدي في المدينة الليلة الماضية حسب اعلان ناطق باسم القوات البريطانية في البصرة.
وصرح اللواء علي الزيدان قائد القوات العراقية التي تخوض هذه المواجهات لوكالة رويترز ان ما لا يقل عن 120 عنصرا من "القوات المعادية" قتلوا بينما اصيب 450 اخرون في مواجهات مدينة البصرة حتى الان.
وعقد وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم مؤتمرا صحفيا في البصرة اعترف خلاله بان القوات الحكومية تواجه مقاومة عنيفة من جانب المسلحين وقد اجبر ذلك قوات الحكومة على تغيير خططها واساليبها.
وقصفت الطائرات الامريكية تجمعات للمسلحين ومجموعات اطلاق الصواريخ حسبما اعلن الناطق البريطاني مضيفا ان قوات بلاده لا تشترك في عمليات القتال الارضي لكنها مستعدة لذلك عند طلب الجانب العراقي.
واشار الى ان قوات التحالف تقدم الدعم الجوي للقوات العراقية المقاتلة الى جانب الدعم في مجالات الاستطلاع والنقل الجوي وتزويد الطائرات العمودية العراقية بالوقود.
كما افاد ان المستشفى العسكري البريطاني في مطار البصرة يقوم بمعالجة جرحى القوات العراقية الذين اصيبوا في المعارك.
وقامت قوات التحالف بإغلاق الحدود بين العراق وايران لمنع تدفق الاسلحة من ايران الى المسلحين.
جلسة طارئة
واندلعت نهار الجمعة اشتباكات في مدينة الناصرية بين القوات العراقية ومسلحي جيش المهدي الذين سيطروا على مركز المدينة وشوهدوا في شوارع المدينة وهم يحملون البنادق وقاذفات الصواريخ حسبما افادت وكالة رويترز.
وتفيد الانباء ان جيش المهدي سيطر على بلدة الشطرة الواقعة على بعد 40 كم شمال الناصرية.
"لا تراجع"
وتعتبر هذه العملية اختبارا لمصداقية المالكي الذي تعهد بالاستمرار في هذه المعركة حتى تحقيق الانتصار.
وقال المالكي في كلمة له عبر التلفزيون العراقي "لقد صممنا على خوض هذه المعركة وسوف نستمر فيها حتى تحقيق النصر".
ويشارك في هذه العملية اكثر من 30 الف من الجيش وقوات الامن العراقية ورغم ذلك ما زال عناصر جيش المهدي يسيطرون على عدد من احياء مدينة البصرة ذات الكثافة السكانية العالية.
وكان الصدر قد طالب يوم الخميس بإيجاد حل سياسي للازمة الحالية.
وصرح مساعده حازم الاعرجي "ان الصدر يدعو جميع الاطراف الى السعي لايجاد حل سياسي لحل هذه الازمة وسلوك الاساليب السلمية للاحتجاج ووقف اراقة دماء العراقيين".
حظر للتجول في بغداد
كما فرضت الحكومة العراقية حظرا جزئيا للتجول لمدة لثلاثة ايام في العاصمة العراقية بغداد بعد اندلاع اشتباكات بين القوات العراقية والامريكية من جهة ومسلحي جيش المهدي من جهة اخرى في عدد من الاحياء ذات الغالبية الشيعية في العاصمة.
فقد شهدت اكثر من 13 منطقة من بغداد اشتباكات الجمعة وكانت اعنفها في مدينة الصدر التي قصفت الطائرات الامريكية اهدافا فيها مساء الخميس ونهار الجمعة.
واعلنت القوات الامريكية قتل 27 مسلحا الخميس في بغداد.