لماذا القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009 …؟
اختيرت القدس عاصمة للثقافة العربية للعام 2009، وقد شاب هذا الاختيار والتحضير له ملابسات عدة، أهمها ضيق الوقت المتاح أمام كل من يعد العدة لهذه الاحتفالية ويعطيها حقها ..
إذ كان من المقرر أن تكون بغداد هي عاصمة الثقافة العربية للعام 2009, لكن اعتذار الوفد العراقي في اجتماع مسقط في أواخر العام 2006، أتاح فرصة لوفد فلسطين لتمرير اقتراح لاختيار القدس، وهذا ما كان، فأعلنت القدس عاصمة للثقافة العربية 2009, على مسافة عامين وشهر واحد من بدء الاحتفالية.
وقد التقطت جميع الجهات المعنية بهذه الاحتفالية هذا الإعلان في أوقات متفاوتة، وبدأت تعد العدة له ضمن طاقاتها وإمكاناتها وضمن المحددات والمعيقات المحيطة بها، وفي وسط هذه الوقائع والملابسات، كانت مؤسسة القدس الدولية من بين الجهات التي تلقفت إعلان الاحتفال بالقدس عاصمة للثقافة العربية في العام 2009، ومن بين يدي استحقاقاتها الكبرى في مؤتمر الجزائر في آذار 2007، وفي ملتقاها الدولي الجامع لأجل القدس في اسطنبول في تشرين الثاني 2007، كانت المؤسسة تضع عينها على استثمار ما ستبنيه هذه التحركات الكبرى من زخم وعلاقات، في عمل جامع لهذه الاحتفالية على مدار العام 2009، واليوم، وقد جاء وقت التحضير والاستعداد، وضعت المؤسسة هذه العناصر كلها في مبادرة لأجل هذه الاحتفالية، ستكون على رأس جدول أعمالها على مدار العامين 2008- 2009.
وبادرت المؤسسة بالدعوة إلى حملة أهلية لاحتفالية القدس عاصمة الثقافة العربية 2009، تضم مختلف مكونات الواسع من المؤسسات الأهلية والمدنية في العالم العربي، لتطلق جهداً شعبياً يمتد على اتساع الوطن العربي قبل أن تعود إلى حوزته وسيادته، وليكون هذا الجهد الشعبي الجامع مكملاً لما يبذل من جهد لهذه الاحتفالية في رام الله وغزة، عله يكون منطلقاً لعودة الوحدة بين هذين الشطرين للوطن الواحد والهم الواحد.
تتكون هذه الحملة من ثلاثة مستويات لإدارة عملها، الأصغر هو المكتب التنفيذي الذي تشكل وأعد المشروعات والميزانيات، والثاني هو اللجنة التحضيرية التي تشكلت نواتها وبدأت تتحرك في آفاق التمويل والعلاقات، والثالث هو الهيئة العامة التي تشكل المظلة الراعية لهذا التحرك، والتي تضم فيها حوالي 90 مؤسسة وشخصية من رواد الأدب والفكر والثقافة والفن والعمل الأكاديمي، ومن قادة الرأي والمراجع الدينية، من مختلف الأديان والمذاهب والمشارب في عالمنا العربي، يجتمعون معاً ليعلنوا من جديد توحد الأمة خلف الاحتفال بالقدس عاصمة للوعي والثقافة