أوباما يلتقي نتنياهو ويزيد من إحباط الفلسطينيين
يعقد الرئيس الامريكي باراك اوباما محادثات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في واشنطن الاثنين وسط تعثر جهود واشنطن لاستئناف محادثات السلام بالشرق الاوسط.
ومن المرجح ان يثير قرار اوباما لقاء نتنياهو غضب الفلسطينيين الذين يشعرون باحباط بالفعل بسبب تحول متصور في سياسة ادارة اوباما لاستيعاب توسع اسرائيل في مستوطنات الضفة الغربية.
ورفض نتنياهو دعوة اوباما لوقف فوري لبناء مستوطنات وقال انه يجب الا يكون ذلك شرطا مسبقا لاستئناف محادثات السلام.
وقضية الاستيطان عقبة كبيرة امام عملية السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين وفتحت الطريق امام اخطر شقاق في علاقة اسرائيل مع الولايات المتحدة منذ عشر سنوات.
ويصر المسؤولون الامريكيون على ان واشنطن مازالت تريد تجميدا لبناء المستوطنات ولكن ذلك يجب الا يكون شرطا مسبقا للمحادثات مثلما يطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وقال عباس في الاسبوع الماضي انه لا يريد ترشيح نفسه لاعادة انتخابه في يناير كانون الثاني واعرب عن خيبة امله ازاء ما وصفه بتأييد واشنطن لموقف اسرائيل بشأن المستوطنات .
وقد يعني رحيل عباس المحتمل فقدان شريك محوري في محادثات "السلام" بالشرق الأوسط ومن المرجح ان يكون هذا محل بحث بين الرئيس الامريكي باراك اوباما ونتنياهو عندما يلتقيان .
وقال متحدثون باسم نتنياهو إن السبب الرئيسي وراء رحلته التي تستمر اربعة ايام وتشمل زيارة لباريس لإجراء محادثات مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو إلقاء كلمة الاثنين امام منتدى للقيادات اليهودية بامريكا الشمالية في واشنطن.
ورفض نير هيفيتز مساعد نتنياهو اي إشارة الى فتور العلاقات مع واشنطن بسبب العقبات التي تقف في طريق تحقيق هدف اوباما باستئناف محادثات السلام المتوقفة منذ حرب غزة.
وقال هيفيتز للإذاعة الاسرائيلية "بناء علاقات شخصية يستغرق وقتا وأعتقد أننا على الطريق لتحقيق هذا".
وأحجم نتنياهو عن التعليق على إعلان عباس اعتزامه عدم الترشح للانتخابات المقرر أن تجرى في 24 يناير كانون الثاني وهي خطوة قد تعطل محادثات السلام لأشهر قادمة.
ولكنه قال للصحفيين المسافرين معه الى واشنطن"اننا مستعدون لاجراء محادثات ولكن الفلسطينيين غير مستعدين.الامر بهذه البساطة".
واتهم عباس الذي يدعمه الغرب واشنطن بالتراجع عن مطلبها تجميد بناء المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة قبل استئناف المحادثات.
ويقول مسؤولون اسرائيليون إن نتنياهو يريد تجنب التدخل في السياسة الفلسطينية. لكن بعض المعلقين قالوا إن رئيس الوزراء اليميني ربما يتجاهل تهديد عباس عمدا إذ يعتبره مجرد محاولة أخرى للضغط على اسرائيل لتجميد بناء المستوطنات.
ويؤكد نتنياهو أنه بحاجة الى استيعاب النمو الطبيعي للعائلات في المستوطنات الاسرائيلية بالضفة الغربية لكنه قال إن اسرائيل ستتجنب بناء اي مستوطنات إضافية.
ومنذ تولى رئاسة الوزراء في مارس آذار اتهم عباس مرارا بتعطيل محادثات السلام ووضع شروط جديدة. كما أعلن طلبا اسرائيليا جديدا بان يعترف الفلسطينيون باسرائيل "كدولة يهودية".
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان وهو مستوطن يرأس حزبا قوميا متشددا إنه لا يأخذ تهديد عباس على محمل الجد.
وأضاف "يمكنكم ان تسموا هذا تدريبا او تهديدا… يمكنكم تفسيره كما تشاءون لكنني لا أشعر بإثارة شديدة بصدده". وكان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس الوحيد فعليا الذي حث عباس على البقاء.
وقال بيريس امام عشرات الآلاف اثناء احتفال أقيم إحياء لذكرى رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل اسحق رابين عن عباس " أقول له كزميل… لا تترك الأمر".