أمريكا: لقاح واعد للإقلاع عن التدخين قيد التجارب الأخيرة
دخل لقاح أمريكي لمكافحة التدخين مرحلة الاختبارات ما قبل النهائية وسط تفاؤل بنتائج واعدة للعقار الذي يعمل على تحفيز نظام المناعة الطبيعي لمنع النيكوتين من دخول المخ والإقلاع نهائياً عن التدخين.
ومنح "المعهد القومي للحد من سوء استخدام العقاقير" شركة "نابي بيوفارماكيوتيكالس" 10 ملايين دولار، للبدء في المرحلة الثالثة من التجارب السريرية للقاح NicVAX، لمكافحة تأثير النيكوتين.
وقال المعهد الحكومي إن المرحلة التجريبية الثالثة والأخيرة للعقار قبيل عرضه على "دائرة الدواء والغذاء" FDA الحكومية لإجازته تتضمن: "إعطاؤه لمجموعات كبيرة من الناس للتأكد من فعاليته، ومراقبة آثاره الجانبية، ومقارنته بالمطروح حالياً من عقاقير مكافحة التدخين."
NicVAX، عقار صمم لتحفيز جهاز المناعة الطبيعي لتوليد أجسام مضادة تتعلق بالنيكوتين في جسم المدخن وتعمل على منع انتقاله للمخ الذي يفرز مواداً تمنح الشعور الجيد والانبساط بعد التدخين.
وقال د. فرانسيس كولينز، مدير المعهد: "إدمان النيكوتين يتسبب في نصف مليون وفاة سنوياً في الولايات التحدة وحدها.. وإيجاد علاجات ذات فعالية تساعد الناس على الإقلاع عن التدخين كان على الدوام تحدياً حقيقياً."
وأضاف: "هذه المرحلة التجريبية الثالثة توفر آمالاً واسعة نحو إيجاد حل لهذه المشكلة الصحية العامة الضخمة."
ويقول خبراء إن الإقلاع عن النيكوتين أكثر صعوبة من إدمان الهيروين، وتقول "جمعية السرطان الأمريكية" إن من بين 44 مليون مدخن في البلاد، 70 في المائة منهم يعتزم الإقلاع عن التدخين.
وفيما يتوقف نحو 40 في المائة منهم عن التدخين، ينجح ما بين 4 في المائة إلى 7 في المائة فقط في الإقلاع تماماً دون الحاجة لمساعدة.
ويعد سرطان الرئة "القاتل" الأول في الولايات المتحدة، ويفوق عدد ضحاياه ضحايا سرطان القولون والثدي والبروستات مجتمعين.
ومؤخراً، قرع تقرير للوكالة الدولية لأبحاث السرطان (IARC)، ناقوس الخطر، بعد أن سلط الضوء على الأعداد المتزايدة بكثرة لمرضى السرطان، وبالتحديد من الدول الفقيرة ومتوسطة الدخل.
ووضع التقرير قضية التدخين في مقدمة الأسباب المؤدية لمرض السرطان، وخاصة في الثمانينات والتسعينيات، مشيرا إلى أن عدد المدخنين في العالم وصل إلى حوالي 1.3 مليار شخصا، ويتوقع أن يصل إلى الذروة مع حلول عام 2030.
هذا وقد رجحت دراسة سويسرية الشهر الماضي أن النساء ربما الأكثر تعرضاً لمخاطر التدخين والإصابة بأضرار قد تتسبب بها المواد المسرطنة والجزئيات