قناة الدنيا تروي قصة خلدون سنجاب .. حكاية الصبر والأمل
بكلماته القليلة اختصر خلدون سنجاب مشواره مع قدره الذي بدأ منذ 15 عام …حين قال ( مشوار طويل جدا وحافل .. و الحمد الله على كل شيء مشوار عنوانه العريض ( الصبر وقوة الإرادة ) مضمونه … ( لانجاز واثبات الذات )..
أما تفاصيله فتشمل على الأمل …العذاب…التحدي … التصميم … والمثابرة ..
مشوار خلدون سنجاب بدأ في 1/9/1994 وبالتحديد في طرطوس التي توجه إليها احتفالا بنتائجه في الثانوية العامة حين حصل على 231 علامة بالفرع العلمي … وكانت طرطوس نقطة التقائه مع قدره .. ذلك القدر الذي حوله لإنسان لا يمتلك من السيطرة على جسمه سوى رأسه ، فقصته بدأت حين كان يسبح مع مجموعة أصدقائه في البحر و كانوا يتسلقون على قارب ويقفزون منه إلى الماء حتى اقترب القارب من الشاطئ و وصل إلى مكان لم يكن عمقه كافي لان يقفز خلدون من عليه للماء فكانت النتيجة أن كسرت الفقرة الثانية في رقبته وهي المسؤولة عن حركة الأطراف الأربعة وأصابه أيضا تثبط بالرئة نتيجة اصطدامه بالقاع …
لم يقف أهل خلدون مكتوفي الأيدي أمام حالته فعرضوه على عدد كبير من الأطباء ومن كافة أنحاء سورية وحتى من خارجها ،و كانوا يستقدمون الأطباء إلى منزله حرصا على صحته من إن يصيبه أي عارض في حال نقله ،فاقتصر نقله لأجل إجراء مجموعة من العمليات ولكن مع كل ذلك فحاله بقيت على ما هي عليه ..إنسان عاجز لا يقدر على تحريك أطرافه ويتنفس عن طريق رئة اصطناعية ..وبالرغم من قسوة نتائج هذا الحادث إلا أن نظرة خلدون لم تكن نظرة نهاية الحياة لا بل كانت نظرة لبداية حياة جديدة وان لم تكن ظروفها الصعبة متوقعة من قبل ،فتحايل خلدون على عجزه بتحريك يده وأصابعه بان اعتمد على لسانه وشفته السفلى كوسيلة لتحريك فارة الحاسب الالكتروني والكتابة عليه فبجبروت إرادته أصبح مبرمج للحاسوب من الطراز الأول يعمل على نظام (c + +) كما ويعمل على برامج ثلاثية الأبعاد (3 D)… مصمم بارع للمواقع الالكترونية …بالإضافة إلى انه يترجم النصوص إلى اللغة الانكليزية …فهو موظف عند احد الشركات ولكن من مكانه ويتقاضى أجرا على كل ما يقدمه ..
اعتماد خلدون على لسانه كوسيلة لاستخدام الحاسب الالكتروني كانت فكرة صديق له درس الطب وكان حاضرا في جميع المراحل التي مر بها خلدون فقام باختراع فارة كومبيوتر خاصة به يحركها بلسانه وشفته بعد أن كانت تعمل لديه موظفة تطبع له ما يريد على الحاسب الالكتروني ..
صحيح أن القدر غير مجرى حياة خلدون جعل وسلب الحركة من أطرافه الأربعة ولكن إرادته وتصميمه على الاستمرار بهذه الحياة جعلتا من عجزه تميزا لم يصل إليه أي إنسان كامل فبصبره الذي وضعه بقلب الله استطاع أن يتأقلم مع الوضع الذي وجد فيه لا بل يبدع في مجال الحاسب الالكتروني وبأصعب مجالاته على الإطلاق ..
وجه خلدون عن طريق تلفزيون الدنيا سالة إلى الأشخاص الأصحاء وعلى الرغم من الصعوبة الشديدة التي يعاني منها أثناء لفظه نتيجة لمشكلته في الرئة فقال والابتسامة لم تفارق وجهه "أتوجه إلى الأشخاص الأصحاء والذين يمكن أن يقعوا في مشكلة ما في حياتهم ألا يقفوا عندها ..لان الحياة لا تقف عند الإعاقة " .