الرئيس الأسد أمام مؤتمر الأحزاب العربية: الهوية العربية هي الجامع لنا والحصن الحقيقي للعرب.
فتتح السيد الرئيس بشار الأسد أمس المؤتمر العام الخامس للأحزاب العربية دورة القرار العربي المستقل بمشاركة ممثلين عن 107 أحزاب من مختلف الدول العربية.
وألقى الرئيس الأسد خلال الافتتاح كلمة أعرب فيها عن سعادته بانعقاد المؤتمر في دمشق للمرة الثانية على التوالي مؤكداً أن الأحزاب نجحت في تحقيق عنوان الدورة الذي اختارته في المؤتمر الرابع عام 2006 وهو نصرة سورية ولبنان وذلك عبر تبنيها لسياسات يقف خلفها الشعب العربي الذي تمثلون أطيافه الواسعة.
وأوضح الرئيس الأسد أن سورية نجحت في المرحلة الماضية بمواجهة الكثير مما كان يحاك ضدها لأنها اتخذت القرار الصحيح الذي بني على اندماج حقيقي بين القيادة والشعب الموحد أولاً حول العروبة التي تعتبر موضوعا مقدسا يجمع مختلف الأطياف والتيارات الفكرية السورية ولأن سورية امتلكت نقاط قوة غنية جداً من أهمها الحقوق والمبادىء والثوابت والرؤية والثقة بالقدرة على تحقيق نتائج إيجابية.
وأشار الرئيس الأسد إلى أن العنوان الذي اختارته الأحزاب لهذه الدورة وهو القرار العربي المستقل هام وشامل جداً مضيفاً أنه بغية الوصول إلى القرار العربي المستقل يجب ان نبدأ أولاً من الشيء الأشمل ألا وهو العروبة والإيمان بالهوية العربية الذي اصيب بالكثير من التراجعات في الفترة الماضية كما أنه يجب ألا نحمل العروبة عبء الاخطاء التي يرتكبها العرب وبالتالي يجب البدء بعملية الحفاظ على الهوية العربية واقناع الناس بأهمية هذه الهوية وبأنها هي الجامع لنا وهي الحصن الحقيقي للمواطن العربي والدول العربية مؤكداً أن هذه العملية هامة جداً وهي في صلب عمل الأحزاب العربية.
ضرورة امتلاك الدول العربية للرؤية الصحيحة وامتلاك أدوات تنفيذ هذه الرؤية
وشدد الرئيس الأسد على ضرورة امتلاك الدول العربية للرؤية الصحيحة بالاستناد إلى الماضي وقراءة المستقبل وامتلاك ادوات تنفيذ هذه الرؤية وهي ما يمكن تسميتها نقاط القوة التي تحتاجها الدول العربية وتبدأ بالتمسك بالحقوق وتنتهي بأدوات التنفيذ التي تستند الى نوعية العدو الذي نواجهه.
20091111-174654.jpg
وأوضح الرئيس الأسد أن النقطة الأخرى التي تأتي كنتيجة للنقاط السابقة هي التضامن العربي الذي لابد منه لكي نتوصل الى القرار العربي المستقل والتضامن العربي هو التضامن مع مصالحنا كعرب ويجب ان ينطلق من الإجماع الشعبي العربي معتبراً أن الوضع العربي اليوم افضل مما كان عليه منذ عدة سنوات إلا أنه لم يصل بعد لمرحلة يمكن القول فيها ان التضامن العربي أصبح موجوداً ولكن يمكن البناء على الوضع الحالي للوصول إلى مستقبل أفضل.
ولفت الرئيس الأسد إلى أن موضوع التغرب والتطرف أيضاً هما من القضايا الهامة التي يجب أن تتصدى لها الأحزاب العربية وأن القضية هي ثقافية بامتياز بمعنى تراجع الفكر القومي الذي يحمينا من التطرف ومن التغرب مضيفاً.. لا نريد أن نكون في جهة أي منهما بل نريد ان نكون عرباً كما عرفنا عبر تاريخنا فالعروبة هي الوحيدة التي يمكن ان تحمينا من كل هذه الآفات.
وشدد الرئيس الأسد على أن العلاقات الجيدة مع دول الجوار التي تدعم القضايا العربية وخاصة تركيا وايران من شأنها أن تشكل عامل قوة سيساعد الدول العربية بالوصول إلى القرار العربي المستقل وهي ضرورية جداً لاستعادة الحقوق العربية وتحقيق الاستقرار في المنطقة.
وحول القضية الفلسطينية قال الرئيس الأسد إنها تبقى القضية الجوهرية بالنسبة للدول العربية كافة إلا أنه لايمكن تحقيق أي إنجاز في هذا الأطار دون التوصل إلى المصالحة الفلسطينية التي تعتبر الاساس والقلق الحقيقي بالنسبة للعرب أجمع مشيراً إلى أن المصالحة تبقى هدفا اساسيا بالنسبة لسورية وستبقى تعمل ضمن إمكانياتها لتحقيقها.
وفيما يتعلق بالمستوطنات وما يقال مؤخراً حول ضرورة وقف بناء المستوطنات عوضا عن التكلم حول إزالتها تماماً أشار الرئيس الأسد إلى أن الأحزاب العربية عليها أن تكون يقظة حول هذه النقطة حيث انه يجب التركيز على الانسحاب الاسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة وإزالة المستوطنات وليس وقف بنائها فقط.
كلما امتلكنا المزيد من القوة كلما حصلنا على السلام بالطريقة التي نريدها
وأوضح الرئيس الأسد أن عملية السلام تظهر بعد 18 عاماً من المباشرة بها ان قوة اسرائيل الوهمية هي في ضعف العرب الحقيقي وعندما تصبح قوة العرب حقيقية يصبحون قادرين على رؤية نقاط ضعف إسرائيل وكلما امتلكنا كعرب المزيد من القوة حصلنا على السلام بالطريقة التي نريدها مؤكداً أن الزمن هو في مصلحة العرب وان جوهر السلام ليس فقط مفاوضات بل هو مقاومة ايضا ومن الخطأ ان نعتقد ان السلام يأتي من خلال التفاوض بل يأتي من خلال المقاومة لذلك يجب علينا دعم المقاومة لأننا بذلك ندعم عملية السلام فالمقاومة والتفاوض هما محور واحد وكلاهما يهدف لاستعادة الحقوق المشروعة التي لن نتنازل عنها.
الشرق الأوسط الجديد الذي بدأنا ببنائه هو شرق أوسط جوهره المقاومة
وختم الرئيس الأسد بالقول إننا بدأنا الآن ببناء شرق أوسط جديد جوهره المقاومة ..معتبراً أن المقاومة بمعناها الثقافي والعسكري وبكل معنى آخر هي جوهر سياساتنا في سورية اليوم وفي الماضي.. وستبقى في المستقبل وهي جوهر وجودنا.
بعد ذلك جرى حوار بين الرئيس الأسد والمشاركين في افتتاح المؤتمر أجاب سيادته خلاله عن عدد من الأسئلة التي تناولت مختلف القضايا على الساحتين العربية والدولية ثم قدمت الأمانة العامة لمؤتمر الأحزاب العربية درعا للسيد الرئيس تقديراً لمواقفه العروبية المدافعة عن الحقوق والثوابت.
حضر افتتاح المؤتمر عدد من كبار المسؤولين في الدولة والحزب والجبهة الوطنية التقدمية.