المالكي يعتبر جيش المهدي أسوأ من تنظيم القاعدة
وصف رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تصرفات مليشيا جيش المهدي في البصرة بأنه ” اسوأ مما يفعله تنظيم القاعدة”، وان التنظيمين يسعيان إلى افشال العملية السياسية في البلاد.
وقال المالكي، في كلمة امام عدد من زعماء ووجهاء البصرة، ان وجود القوات العراقية في البصرة "لمحاربة الخارجين عن القانون ومحاربة المهربين، ولم نأت لمواجهة حزب ما او تيار سياسي لاننا لا نريد مواجهة سياسية".
واضاف: "كنا نتحدث عن القاعدة ولكن كان فينا من هم اسوأ من القاعدة بل هم صنو القاعدة".
واوضح انه "لن يكون هناك مستقبل للدولة العراقية بالسكوت عن هذه العصابات".
واضاف المالكي: "لقد تحولت البصرة الى مساحة نفوذ للعصابات المنظمة وغير المنظمة… ولن نترك البصرة ولن نغادرها الا بتثبيت الامن فيها ومعاقبة كل من شهر السلاح بوجه الدولة".
كما نقل التلفزيون الحكومي العراقي عن قيادي عسكري بارز قوله ان حظر التجوال المفروض على بغداد، والمفترض ان ينتهي صباح الاحد، قد مدد إلى اجل غير مسمى.
"لا استسلام"
وتتزامن هذه التصريحات مع تجديد الجناح السياسي التابع للزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، المعروف بالتيار الصدري، رفضه دعوة الحكومة العراقية تسليم اسلحة مليشيا جيش المهدي او استسلام افرادها.
وقالت الحركة ان السلاح لن يسلم الا اذا كانت الحكومة العراقية مستعدة لانهاء الاحتلال الامريكي للبلاد.
كما تأتي هذه التصريحات المتبادلة في وقت تستمر فيه الاشتباكات والقتال الشرس بين مليشيا جيش المهدي والقوات العراقية الحكومية المدعومة بغطاء جوي امريكي.
فقد قالت الشرطة العراقية ان الطائرات الحربية الامريكية قصفت منزلا في البصرة، مما تسبب مقتل ثمانية مدنيين، من ضمنهم امرأتان وطفل.
كما توسعت الاشتباكات المسلحة العنيفة لتطال احياء اخرى في مدينة البصرة ، وتقول مصادر صحية في المدينة ان عدد قتلى هذه المواجهات بلغ منذ اندلاعها الثلاثاء حتى الآن نحو 188 شخصا على الاقل، واصابة ما لا يقل عن 500 آخرين، إلى جانب سقوط قتلى آخرين في مدن عراقية اخرى.
كما ذكرت مصادر طبية عراقية ان اجمالي عدد القتلى في المواجهات مع جيش المهدي منذ بدايتها يصل الى 300 قتيل.
ويقول مراسلنا في بغداد ان اربعين شرطيا وضابطا برتبة ملازم من عناصر الشرطة العراقية سلموا انفسهم واسلحتهم طواعية الى مكتب الصدر في مدينة الديوانية جنوبي العراق، معلنين انظمامهم لجيش المهدي، حسب مصدر في شرطة الديوانية.
وفي مدينتي الحلة وكربلاء قتل 12 من افراد جيش المهدي، كما قتل ثمانية في المواجهات بمدينة الصدر شرقي بغداد، حيث المعقل القوي للتيار الصدري وجيش المهدي.
وفي مدينة النجف اكد مكتب الصدر فيها ان الصدر امر جيش المهدي باستثناء المدينة من المواجهات المسلحة التي يخوضها ضد القوات الحكومية في بعض مدن وسط وجنوب العراق، منها الحلة والناصرية، إلى جانب البصرة.
ومن المتوقع ان يوقع مجلس المحافظة وثيقة شرف مع مكتب الصدر لتكريس حالة الاستقرار الامني في النجف.
من جانب اخر ابلغت السلطات المحلية في النجف جميع الفنادق في المدينة باخلاء نزلائها من غير العراقيين خلال فترة اربع وعشرين ساعة.