تاريخ الإطفاء بقلم فؤاد الأتاسي
يعود نشاط الإطفاء تاريخياً إلى الحضارات اليونانية القديمة والرومانية ومن ثم البريطانية، لكن التكنولوجيا الأولى جاءت من البحر المتوسط، وتحديداً من مصر ففي حوالي القرن الثالث قبل الميلاد،
قام المخترع الإسكندراني ستيسبس بتركيب أولى مضخة عملية سميت «سيفو».
وتتألف هذه المضخة من زوجين من الأسطوانات الغارقة في المياه، ومكابس يدوية تضخ المياه من خزان عبر أنبوب طويل.
كانت هذه المضخة فعالة في إطفاء النيران عند سحبها قرب الحريق، ولكن كان من المستحيل استعمالها لإطفاء النيران داخل الأبنية بسبب عدم وجود الخراطيم حينئذ.
و كان نفاد المياه من الخزان يعني التوقف حتى إعادة تعبئته يدوياً مرة أخرى، ما سبب في الغالب خسائر كبيرة في المباني.
واستمرت هذه التكنولوجيا فترة من الوقت في اليونان وروما ثم اختفت،ولم يعاد اكتشافها لفترة قاربت الألفي سنة.
في تلك الأثناء، قام مخترع اسكندري آخر يدعى هيرون أو هيرو بتصميم مضخة اعتمدت على العديد من عناصر المضخة الأولى، لكنها جهزت بفوهة توجه صوب النيران بمجرد تشغيلها. واستمر هذا النموذج مستعملاً في القليل من المدن الأوروبية الكبيرة، حتى فجر الثورة الصناعية في نهاية القرن الثامن عشر،بينما ظلت أغلبية المدن تعتمد على الدلو في إطفاء الحرائق.
مع خروج أوروبا من القرون الوسطى، بدأت بعض الأمم في تجربة تقنيات جديدة، ففي القرن السادس عشر، اعتمدت مدينة أوغسبيرغ الألمانية أسلوب محاقن المياه، ولكن التعقيدات التي صاحبت التصميم لم تساعد على انتشارها، إلى أن جاء الألماني انتوني بلانتر سنة 1518م بأول تصميم لآلة إطفاء مبسطة مُنح بسببها حق المواطنة في مدينة أوغسبيرغ.
ولاحقاً، تطورت المضخة على يد الفرنسي بيرولت لتصل إلى مدى أبعد، ما سهل مهمة رجال الإطفاء في الوصول إلى النيران بكفاءة، دون الحاجة إلى الاقتراب منها، وكان التطور الأبرز هو اختراع الخرطوم على يد الهولندييَن جان ونيكولاس فان دير هيدن سنة 1672م.
وكان حينئذ من الجلد، ما شكل إضافة أخرى، وسهَّل عملية السيطرة على الحرائق التي بدأت تنتشر مع زيادة السكان وتكدسهم في المدن. وأيضاً قام الاثنان بإضافة مضخة يمكنها سحب المياه من أي مصدر آخر عند نفاد الخزان الملحق بالعربة.
وبحلول عام 1721 قام المخترع البريطاني ريتشارد نيوشام بتطوير أولى مضخة تدار بواسطة رجلين فقط عن طريق عتلة تحرك جيئةٍ وذهاباً، فيتحرك مكبس ضاخاً الماء إلى صنبور نحاسي يدفعه حتى ارتفاع أربعين متراً، بمعدل مئة غالون في الدقيقة وقد اشتهر هذا النموذج.
وفي غضون سنوات عشر وصل إلى أمريكا حيث طلبت منه مدينة نيويورك مضختين سنة 1731.
وفي عام 1828 قام البريطاني جون بريثوايت بتطوير مضخة تعمل بطاقة البخار، ثم أخيراً جاء اختراع المضخات التي تعمل بالوقود، وأحيلت الخيول إلى التقاعد. ومنذ ذلك الوقت، تغيرت عربات الإطفاء من آلات بسيطة تجرها الخيول إلى عربات مجهزة بأحدث المعدات، ولكن مهمتها بقيت كما كانت ولم تتغيَّر
مشكرو زميلي العزيز فؤاد على هذه المقالة وهذه المعلومات القيمة
مع أن كنت أحب التوسع أكثر من ذلك
مع فائق التقدير والإحترام.
ألف ألف مبروك أستاذ فؤاد يبدو من مقالتك هذه أن حربك ضد الفساد قد تكللت بالنصر فها نحن نرى أن مقالاتك أخذت منحى جديد بارك الله فيك ولو كنت أعلم أنك ستقدم لنا مثل هذه المقالات بعد نصرك لدعونا لك منذ البداية أن ينصرك الله
نريد منك المتابعة في هذه المقالات
وحبذا لو قرأنا لك تجارب شخصية مع حرائق واقعية
وفقك الله و أكثر من أمثالك .
والله المقالة جيدة بشوف الغريب باللامر انه مساحين الجوخ كتار ياصاحبي نيالك تمكنت ان تكون مجموعة مساومين
ألف سلام لرجال الإطفاء الأبطال
ما زال حسهم الوطني عاليا وإحساسهم بالسمؤولية تجاه الوطن والمواطن جزاكم الله كل خير تابعوا في عطائكم
إنها لمهنة نبيلة وشريفة تحسدون عليها