قرر الرحيل من الوطن لعله يجد حضارة .. بقلم نزار أبو حلب
بعد انتهاء دراسته من الجامعة قرر الرحيل من الوطن عله يجد فسحة أمل في العيش الرغيد لما كان يشكو منه وضعنا في ضائقة معيشية وبطالة
وعدم وجود وظيفة لشهادته الجامعية كم انتظرها ليحقق حلمه ولكن ليس لديه من المؤهلات الدنيوية تسنده بجرة قلم أو دعم مسـؤول , قرأ وسمع عن حضارة الغرب ونظامها , وكرامة الإنسان في أنظمتها , قرر الرحيل وهو يحمل عبئ الأيام التي مر بها ولم يحظى بخيرها.
اللهم إلا وظائف عرضت عليه كعامل مثقف يا إلهي علَّني أجدي طريقاً للمهجر وهناك إما أن أحقق حلمي أو أرجع إلى وطني عامل مثقف في متجر, ولكن هي الأيام تمر وصديقي قد حقق حلمه وأصبح مواطنا من الدرجة الثانية في المهجر .
بعد أن غادر للمهجر شعر بالحنين لكنه تسأل عن حضارة الأنظمة ..
أخبرني أنه في عشق دائم للجمال وتكوينه وللنظام وفن تطبيقه ونظافة الأماكن وحسن ترتيبها وأنظمتها .. تسري على الجميع لا من حيلة ولا واسطة ودفع مال لتمزيقه , هي الحياة هي الحلاوة بجمال طبيعتها هي الدقة في مواعيدها هي الصدق في أهدافها هذا النظام وترتيبه واحترام دساتيره وسريانها على الجميع بدون خوف أو وعيد هذا لعمري شيءُ جميل لو كان عندنا و طبّقناه أليس لنا أحسن سبيل لنرقى ونرتقي ماذا ينقصنا غير إزالة الجهل عن العقول والتبصر الهادئ الجميل , من يومنا هذا وإن مررنا بصعاب فبعدها سيكون كل شيء جميل , ماذا ينقصنا حتى نصبح مثلهم هم ونحن خلق الله ولكن ؟ لماذا هم يتقدمون لماذا نحن نتقهقر وسأسرد عليكم قصة صاحبي العائد من المهجر …
بعد عودته من المهجر ماذا كان موقفه ..
خرجنا بسيارته الألمانية نتجول وحنينه إلى الوطن وعشقه لترابها كان همه أن يشاهد حلب كلها, قلت في نفسي جربه وخذ منه واقعاً نتعلمه , يا صديقي أنعطف و ادخل إلى الشارع .. أجابني الاتجاه ممنوع .. يا حبيبي ادخل الطريق لا شرطي و لا رقيب , قال لي : لا تجبرني على شيء أرفضه هذه فلسفتكم لن تغيروها ومازلتم على ما كنتم ، وبعد أن ضغطت عليه دخل الشارع بشكل مخالف وبعد برهة صديقي جن جنونه وعاتبني بغيظ قال كأنك عملت مني مجرماً
وبدأ يؤنب نفسه على فعلته لماذا يا أخي كل هذا الانفعال ما بك وماذا حدث لك ؟
كان رده : هذه ترهات تخلصوا منها أنتم تعيقون الدسـاتير و الأنظمة همكم مخالفة النظام لتكونوا رجالاً وتشكون الفساد في البلد وأنتم من أفسده كمواطنين أنتم تخنقون القانون بأيديكم وترشون برضاكم فقط لعلة في طبعكم أنتم والله رجال لا تكترثون .
أنتم يا حبيبي من خرّب البلد وليس الموظف ولا القائمين على تطبيق القوانين أنتم من سهلتم لهم الرشوة بل وأجبرتموهم عليها وتعودوا عليها أنتم السبب .
أم أنك لا تخالف القوانين فأنت تعمل بالصحيح وليس عليك أن تدفع و ترشي وتقول في بلدنا فساد ومفسدين أنتم أبناء شعبي بدأتم بعدم إطاعتكم للقوانين وأنتم أردتم تأخير نهوضها قلت له هدأ من روعك لما الانفعال ، قالها بغصّة : يلزمنا ألف عام لنغير هذه القصة قصتكم قديمة يا أبناء بلدي في الجهل و الغفلة لعمري فرحت بكلامه كثيرا وقلت لو كانت محاضرة عن ثقافة النظام و التنظيم …. عن ثقافة الجهل و العابثين …. عن ثقافة الواو و الناس المناسبين عن ثقافة الكل للوطن ولا أحد فوق القانون إذاً أين ثقافة السقف للقــوانين أهي قوانين أم ترانيم تعزف ألحانها تشد وترخى متى أراد وكيف يســتفيد هل تأخرنا ســببه إننا لا نسمع إلا ما يحمل لنا وإن سمعنا لا نجيب أم إننا نسمع ما يغني أنانيتنا أم أن القوانين سطر ديوان على النسناس ودواوين على ناس .
صديقي شاب ابن هذا البلد عندما اغترب كان يحمل معه مورثات الجهل و التخلف لكن هناك شاهد وراقب وعمل مثل أهل الغربة وتعلم منهم إن القانون والنظام و الدستور أمر يحترمه الجميع .. هنا أجد أن مازال في شعبنا بقعة نور في ضميره ممكن أن نجعلها تشعّ بنشر الوعي وتثقيفهم بأهمية تطبيق النظام وتأثيرها إيجابياً على حياتهم والارتقاء بمستوى معيشتهم الاجتماعية والحضارية .
إن القانون يعزف على وتر و الجميع يسمعون نفس اللحن وبنفس الوقت يرقصون لي أمل أن نحذو حذو الحضارة الغربية ونأخذ منهم ما أخذوه منا ألا وهي الصدق و الوفاء ومحاربة النفس الأمارة بالسوء وإلغاء الأنانية إذا الشعور بالمسؤولية يقع على عاتق الجميع من أبناء بلدي حتى نرتقي إلى مصافي الأمم المتحضرة حتى نرتقي بسوريا مهد الحضارة ..
ماصعب الغربة ولمل يكون الواحد متغرب عن اهله وبلده حنين دائم ولواعج في القلب ولم الغربة حكاية للحياة ممكن الواحد اما يكون عملاق او قزم
اخي الكاتب كلامك درر اتحفتنا بكلام والله يملك المعانى كلها ويخرج الأحزان وكأنك نقشت درر اشكرك على هذه اللفتة نعم هذا ماوجدناه وهذه حالة باقي الأمم
حبيبتي يا سورية هذا هو الوصف الذي يدور بذهني وذهن كل المغتربين والخواطر هي بالضبط نفس الخواطر التي تخالجنا فيو كل لحظة نذكرك يا سوريتي . الله يسامحك ايا سيد نزار أشعلت الحنين وفجرت انهار الذكريات والعواطف تحية لك ودقيقة صمت على روح هذه اللحظات المدفونة في تربة الغربة.
اما صديقك فاعتقد ان حاله حال معظم المغتربين الذي يعودون الى الوطن وينظروا اليه نظرة من فوق نظرة النظرة الفوقية
انا لا اقف كثيرا عند حركة المرور في سوريا ولا تلك التفاصيل الصغيرة
سوريا اكبر من ذلك بكثير
سورية هي تلك الرغبة التي تعتريك لتناول كأس شاي
> وأنت تأكل الجبنة البيضاء البلدية،
هي ذاك المزيج الفوضوي الذي يجري في شوارع العاصمة،
آلاف من السيارات والبشر المختلطة وفق منظومة معقدة لا
تستطيع أن
تدركها أو تفهم آلية عملها….
ولكنها في النهاية تعمل، تمتزج، تتحرك، وتنفصل
وتتلاشى الحركة في الشوارع لتبدأ الحياة في المنازل
التي تحب السهر،
وتبقى البيوت المتراكمة المتسلقة جبل قاسيون مضاءة حتى
يطفئوها الفجر
الذي يعلنه صوت الآذان..
سورية هي فيروز في الصباح.. و (سيرة الحب) في ليل دمشقي
طويل..
> أو موال شجي عتيق على أنغام قد حلبي
>
> سورية.. نشرة الأخبار بين عشق الرجال وكره النساء،
> هي السياسة التي ندمنها دون أن نتعاطها
>
> هي .. خوف صبية عائدة إلى البيت في مساء متأخر،
>
> هي حب مراهق لبنت الجيران..
>
> هي وجوه الناس التي ألفناها وقصص البيوت التي تناقلناها،
>
> هي النميمة بين قعدة رجالية في مقهى و
> في صبحية .. ” نسوان ”
>
> هي طاولة الزهر وعبق الدخان..
>
> سورية هي جلسة حول أركيلة،
> ” بحرة ” في دار قديم تجمعنا ” قرقعة ”
>
> هي عدوى الضحك على طرفة
> ” بايخة ” تنتشر بين الأصحاب وتتمادى لتصبح
> .. قهقهة عالية لا تعبأ لا بالمكان والزمان
>
> سورية هي محجبة وسافرة تعيش في بيت واحد،
>
> وطبخة شاكرية على مائدة كريم دعا إليها كل الجيران،
> مسيحي ومسلم الكل يحمدون الله على النعمة ويدعون أن
> يحفظها من الزوال..
>
> سورية هي نزعة طفل للتسرب إلى الشارع واللعب مع أولاد
> الجيران،
>
> هي رائحة طبيخ تفوح عند باب كل دار وقت الغذاء…
> وجلسة دافئة لأفراد العائلة حول مدفأة المازوت في ليلة
> باردة
>
> سورية هي الحارة والأصحاب،
>
> المدرسة والطريق الذي تسكعناه مئات المرات،
>
> هو الطاولة التي درسنا عليها والغرفة التي تشاركنا بها
> إخوة وأخوات،
>
> هي همومنا الصغيرة التي كبرت وأحلامنا الكبيرة التي
> تضاءلت،
سورية هي
الحب القديم، هي القلب الذي خفق في صدورنا أول مرة،
هي الغيرة التي اشتعلت على فتاتنا تضحك لرفيق لتترك في
النفس حرق لذيذ..
هي حلاوة اللقاء الذي كان وربما لن يتكرر،
هي الحياة التي انتزعناها من عمر مضى واحتفظنا بها مجرد
ذكريات..
هي ضحك، بكاء، مئات الكلمات، أحاديث وصور تبعثرت في
ذاكرتنا
يستحضرها الحنين ويحفظها الشوق ونحن نعرف بأنه لا أمل
لنا في اللقاء..
سورية هي أيام عشناها
في وطن.. نخاف أن يضيع،
سورية هي الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه،
سورية هي الماضي الذي منه ولدنا
وعلينا أن نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا
فيه
سورية كلمة عندما نسمعها، تشتعل قلوبنا بالمحبة، وتدمع
عيوننا الحائرة فرحا وحزنا،
وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة
أحبك
شكرا للاستاذ نزار واعذروني عن الاطاله
الغربة لواعج وآهات وحنين للحارة والبيوت العتيقة أخى الكاتب نعم تبهرك الغربة بأشياء كثيرة بكل المواصفات بس والله عنما تجلس لوحدك ولو للحظات تشعر بحنين الى تراب بلدك الى هواءه الى اصوات وضجيج بائع السحلب والى أصوات ابناء الحي والفوضى في المبنى هو حنين وألم الغربة قتالة وتشعر بنفسك انك في بلد الأغتراب لست أكثر من مجرد رقم على الله تعود ايامنا ونعود لنقبل تراب الوطن هي ألأم الحنون الغربة هي لعنة الأيام ابوس ترابك ياحلب واقدم تحيتى لأهلنا بحلب وأكبر نعمة انك في وطنك تأكل من قثائها وثومها لك الله ياحلب
نخاف أن يضيع، سورية هي الحبيب الذي هجرناه ولم نستطع أن نعشق سواه، سورية هي الماضي الذي منه ولدنا وعلينا أن نحرص لكي يكون المستقبل الذي يحيا أولادنا فيه سورية كلمة عندما نسمعها، تشتعل قلوبنا بالمحبة، وتدمع عيوننا الحائرة فرحا وحزنا، وتتلعثم ألسنتنا مثل مراهق يريد أن يبوح لفتاته بكلمة أحبك شكرا
الف شكر للدكتورة نعم كلماتك نغم وحنين بوركت فيك الأصالة العربية فعلآ انت أبنة هذا الوطن المعطاء ابنة سورية الأبية تمتلك مشاعرك الآيباء للوطن العزيز والله لاأعرف كيف اعبر لك انت اعطيت الظاهر والمضمون عبرت بمشاعرك واحاسيك صدق المواطن المخلص لوطنه عزيزة كريمة النفس لم تبهرها الغربة بأضوائها ولا الحضارة باوسع ابوابها ولكن الى سورية عودتنا مهما طال السفر انه الوجدان الحي انها الأصالة العربية دكتورة انت كبيرة بعلمك وعقلكاتمنى ان تعودي الى وطنك سالمة غانمة بعلمك نستفيد من خبرتك فالوطن بحاجة اليك
دمت بود بارك الله فيك انت الأصالة العربية شامخة شموخ الأبطال شامخة شموخ جبل الشيخ