“اطمئنان” إسرائيلي لعدم إعلان عباس دولة من جانب واحد
أثار تصريح رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات حول نية الفلسطينيين الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد ردود فعل إسرائيلية رافضة لهذه الخطوة، وسط تقديرات بأن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيمتنع عن تنفيذ خطوة كهذه.
وذكرت مصادر في القدس المحتلة عن مسؤولين في دولة الاحتلال الإسرائيلي أن التقديرات هي أن عباس سيمتنع عن الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد، ومن دون إجراء مفاوضات مع إسرائيل والتوصل إلى اتفاق.
ووفقا لهذه المصادر فإن هناك عدة أسباب تمنع عباس وقيادة السلطة الفلسطينية من الإقدام على مثل هذه الخطوة بينها أن الإعلان عن قيام دولة فلسطينية من جانب واحد سيكرس الاحتلال الإسرائيلي للضفة والتواجد العسكري والأمني الإسرائيلي فيها كما أنه سيكرس الانفصال بين الضفة وقطاع غزة.
وأضافت المصادر أن "عباس لن ينفذ هذه الخطوة رغم أنها خطوة قابلة للتنفيذ من الناحية التقنية".
ويقول محللون إن مسؤولي دولة الاحتلال يغمزون من قنوات سيناريوهاتهم المفترضة والمخطط لتنفيذها في حال إقدام الفلسطينيين على إعلان دولتهم بمعزل عن نتائج المفاوضات العقيمة والتي لم تسفر عن تنفيذ الاحتلال لأي وعد من وعوده لهم، وإن ذكرهم للأسباب التي تمنع عباس من اعلان الدولة هو تهديد مبطن له حتى لا يقدم على هذا القرار.
وكانت صحيفة "الأيام "الفلسطينية قد نقلت السبت عن عريقات قوله إن القيادة الفلسطينية هي الآن بصدد حشد التأييد لفكرة التوجه إلى مجلس الأمن الدولي لنيل اعتراف دولي بدولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران/ يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.
وبحث الرئيس الفلسطيني محمود عباس السبت، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، بعض الأفكار المتعلقة بتطورات الشرق الأوسط، لكنه لم يتداول فكرة إعلان الدولة الفلسطينية من جانب واحد.
وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" إن عباس، تلقى اتصالا هاتفيا من كلينتون، وبحث معه "آخر التطورات في الشرق الأوسط وبعض الأفكار".
ويتوقع أن يتطرق نتنياهو إلى إعلان عريقات الأحد خلال خطاب سيلقيه أمام مؤتمر "منتدى صبان" المنعقد في القدس المحتلة، وسيعلن رفضه لتنفيذ الفلسطينيين خطوة كهذه ويشدد على أن الحل لإقامة دولة فلسطينية هو من خلال مفاوضات مع إسرائيل.
وبدوره قال الرئيس الإسرائيلي شمعون بيرس المتواجد في زيارة للبرازيل إنه "لا يمكن إقامة دولة فلسطينية من دون اتفاق سلام، وهذا أمر مستحيل ولن ينجح، وليس مقبولا أن يغير الفلسطينيون موقفهم كل يوم وحالة الغضب "لدى الفلسطينيين" لا ينبغي أن تكون نهجا سياسيا".
من جانبه عبر وزير الخارجية الإسرائيلي افيغدور ليبرمان في خطاب أمام "منتدى صبان" مساء أمس عن معارضته لانسحاب إسرائيل إلى حدود العام 1967 وقيام دولة فلسطينية.
وقال ليبرمان إن "العودة إلى خطوط العام 1967 وإقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية لن يؤدي إلى نهاية الصراع وإنما سيتم نسخ الصراع إلى داخل حدود إسرائيل مع مطالب بالحصول على حكم ذاتي في الجليل والنقب لعرب إسرائيل وإنشاء رابط بينهم وبين السلطة الفلسطينية".
ويأتي هذا الحراك على ضوء الجمود الحاصل في العملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين ورفض نتنياهو الاستجابة لمطلب الفلسطينيين بتجميد أعمال البناء في المستوطنات ليتسنى استئناف المفاوضات بين الجانبين.