حرب مصرية ـ جزائرية على أرض السودان
غيّر تدفق أنصار فريقي كرة القدم الجزائري والمصري عشية المواجهة الفاصلة التي يخوضانها للتأهل لنهائيات كأس العالم المشهد جذريا بالعاصمة السودانية الخرطوم.
وأشاع ضجيج المشجعين والتلويح برايات البلدين والهتاف بشعارات معادية، والحضور الكثيف لقوات الأمن بالشوارع وكذلك حركية وسائل النقل، وحتى كثافة حركة الطيران، أجواء أشبه ما تكون بالاستعداد لـ"معركة حربية"، فيما لم تخل القلوب وملامح الأوجه من مخاوف بشأن انفلات أمني محتمل قد لا تكون السلطات السودانية وجدت متسعا من الوقت للتحسب له، رغم الجهد الواضح من تلك السلطات لتطويق أي تصادم بين جماهير فريقي البلدين التي وصلت إلى السودان مشحونة إثر مباراة السبت الماضي وما حف بها من أحداث.
يأتي ذلك فيما تجاوز التجاذب بين طرفي المباراة حدود الإعلام والشارع ليرتقي إلى مستوى الدولتين ممثلتين بأعلى هرم السلطة فيهما.
ونقلت وكالات الأنباء الثلاثاء عن مصدر جزائري وصفته بالمطلع قوله "إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة كان وافق، بعد مناشدة من الرئيس المصري حسني مبارك، على إبقاء مباراة السبت الماضي في القاهرة بعدما عرض الاتحاد الدولي لكرة القدم على الجزائر إمكانية نقلها إلى مكان آخر عقب الاعتداء على البعثة الجزائرية، لكن مبارك لم يرد الجميل".
وأوضح ذات المصدر أن "بوتفليقة اندهش لوقوع اعتداء ثان على البعثة الجزائرية مباشرة بعد نهاية المباراة، واتصل بمبارك ليستفسر عن ذلك فكان رد مبارك؛ لا أستطيع السيطرة على ردة فعل 80 مليون مصري، رغم أن بوتفليقة تفهم حاجة مبارك لإرضاء الجماهير خوفا من ردة فعل عنيفة".
ولم يعد الزج باسمي الرئيسين بوتفليقة ومبارك في المواجهة الكروية أمرا مستغربا بعد أن قبل كل منهما بأن يكون طرفا فيها سواء بالتعبير عن مساندته المعنوية لفريق بلاده أو بالتدخل شخصيا لتسهيل سفر وإقامة جماهيره بالسودان.
ويؤمّن جسران جويان قوامهما حوالي ستين طائرة، منذ الأحد تدفق آلاف الجماهير الكروية المصرية والجزائرية على السودان.
وقالت مصادر ملاحية مصرية إن سلطات الطيران المدني المصري سمحت الثلاثاء بالاقلاع لطائرة عسكرية جزائرية تقل على متنها مشجعين جزائريين إلى العاصمة السودانية الخرطوم رغم عدم حصولها على التصاريح اللازمة.
وحاولت ذات المصادر إبراز موقف جزائري مضاد لخطوتها قائلة إن "هذا الموقف المصري الكريم جاء نابعا من منطلق حرص مصر على الأخوّة العربية ومقابلة الاساءة بالحسنى رغم الموقف الجزائري الغريب برفض استقبال طائرة مصرية خاصة في مطار وهران لإجلاء أكثر من مئة شخص من العاملين المصريين في شركات خاصة يتعرضون للإعتداء من مواطني الجزائر هناك".
وذهبت وسائل إعلام جزائرية حد اتهام الرئيس المصري حسني مبارك باستمالة وسائل إعلام عربية مؤثرة.
وقالت صحيفة "الشروق" الجزائرية الثلاثاء إن مبارك أجرى اتصالاً نادراً مع أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، "وتركز الاتصال على شكوى من محاولات قناة الجزيرة التأثير في المباراة". ونقلت الصحيفة عن مصدر صحفي لبناني تعليقه بأن "الكرة أعادت قنوات مغلقة منذ ساءت العلاقات المصرية- القطرية أخيراً، ولم يتبادل الزعيمان أي رسائل أو اتصالات علنية منذ تغيّب مبارك عن حضور القمّة العربية التي عقدت في الدوحة العام الماضي. لكن مباراة كرة قدم كانت كفيلة بإعادة الحرارة إلى هواتف الزعيمين المصري والقطري".
وفي نطاق ذات الحرب الإعلامية التي تواصلت على أشدها رغم دعوات التهدئة في ظل المخاوف من تحولها إلى مواجهة حقيقية بين جماهير فريقي البلدين اليوم على أرض السودان، زجت الصحافة الجزائرية باسم اسرائيل في المواجهة.
وإثر مباراة السبت خرجت صحيفة جزائرية ناطقة بالفرنسية بعنوان بارز "الثلاثاء كان تل أبيب ستاديوم" للتعبير عن الجو العدائي الذي ساد ملعب القاهرة. وسارت صحيفة الشروق في ذات الاتجاه قائلة الثلاثاء إن "إسرائيل أولت أهمية كبرى للمباراة التي جمعت مصر والجزائر السبت المنصرم مشيدة بالانتصار الذي سمته بالساحق للفراعنة على الخضر، وناصر معظم الاسرائيليين أشبال شحاتة مؤكدين وقوفهم معهم في المباراة الفاصلة التي تجمع المنتخبين "اليوم" الأربعاء".
وبالمقابل اتهمت وسائل إعلام مصرية السلطات الجزائرية بالتقصير في حماية المصالح والرعايا المصريين بالجزائر إثر حادث تحطيم مقر شركة مصرية عاملة في مجال الاتصالات بالجزائر.
وكانت وزارة الخارجية المصرية استدعت الاثنين السفير الجزائري بالقاهرة لتعرب له عن قلقها من أحداث عنف وقعت ضد مصريين في الجزائر.
كما وجّه وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط رسالة الى نظيره الجزائري "أبدى خلالها قلقه من أوضاع الجالية المصرية بالجزائر وطالب السلطات ببذل كافة الجهود من أجل تأمين سلامتهم"، وفق ما ورد على لسان ناطق رسمي باسم الوزارة.
من الممكن انو هالمباراة اخذت اكثر من حقها بكثير يعني اخذت ابعاد سياسية وهذا شيء معيب بالنسبة للعرب لانو مجرد مباراة ممكن ثير النقمة بين شعب الدولتين حتى انو اليوم سمعت على احد القنوات انو احد علماء المسلمين المعرفين يدعو إلى عدم إثارة الأمور أكثثر من ذلك .. وأضاف انو بعض العلماء بدل ما يهدو الوضع كانو عم يشجعو كل مين على الطرف الثاني .. وبالنهاية لازم نتمتع بالروح الرياضية ..
وألف مبروك للجزائر