الرئيس الأسد يدشن مشروع غاز جنوب المنطقة الوسطى

دشن السيد الرئيس بشار الأسد صباح أمس مشروع غاز جنوب المنطقة الوسطى والمرحلة الاولى من مشروع خط الغاز العربي في محافظة حمص.

وبعد وصول السيد الرئيس إلى مشروع غاز جنوب المنطقة الوسطى في منطقة الفرقلس قدم وزير النفط والثروة المعدنية عرضاً تعريفياً حول قطاع النفط والغاز في سورية ومراحل الاستكشاف التي أنجزت حتى الآن والمنشآت القائمة لمعالجة الغاز حتى يصبح قابلاً للنقل والاستخدام ثم قدم شرحاً حول مشروع جنوب المنطقة الوسطى الذي نفذ بتمويل وطني ومن قبل شركات وطنية وجدواه الاقتصادية وعن المشاريع قيد الإنشاء.

بعد ذلك توجه الرئيس الأسد إلى غرفة التحكم الرئيسية حيث استمع من القائمين عليها إلى شرح مفصل عن المشروع وطريقة عمله وإنتاجه والوحدات التي يتألف منها وآلية المتابعة وطرق المراقبة في جميع محاور المشروع ثم قام سيادته بجولة ميدانية على الأقسام الأساسية في المشروع. 

وفي ختام الجولة عقد السيد الرئيس بشار الأسد في المبنى الإداري للمشروع اجتماعاً مع ايغور شيوغوليف وزير الاتصالات الروسي رئيس اللجنة السورية الروسية العليا المشتركة الذي حضر التدشين ومع رئيس شركة ستروي ترانس غاز الروسية التي تعهدت المشروع تم خلاله بحث التعاون القائم بين سورية وروسيا ولاسيما في قطاع الغاز حيث تم التأكيد على أهمية ما تم إنجازه في هذا المجال وضرورة مواصلة العمل لضمان الاستثمار الأفضل لمثل هذه المشاريع.

وأشاد الرئيس الأسد بجهود الشركة لتنفيذ المشروع وفق المواصفات المطلوبة وأشار إلى أهمية هذا المشروع الحيوي جداً لرفد المنظومة الوطنية للغاز معتبراً أن المشروع خطوة إضافية من خطوات تعميق التعاون بين سورية وروسيا 

الرئيس الأسد يدشن المرحلة الأولى من خط الغاز العربي ضمن الأراضي السورية

بعدها دشن الرئيس الأسد المرحلة الأولى من مشروع خط الغاز العربي ضمن الأراضي السورية والذي سيشكل مستقبلاً الشريان الرئيسي لنقل الغاز بين الدول العربية والربط مع الشبكة الأوروبية واستمع الى لمحة حول سير الخط في الأراضي العربية السورية والذي يمتد في مرحلته الأولى من الحدود السورية الأردنية حتى محطة غاز الريان في حمص بطول حوالي 320 كم فيما تمتد المرحلة الثانية من حمص حتى منطقة كلس عند الحدود السورية التركية بطول 250 كم. 

وزار السيد الرئيس المركز الوطني لتنسيق الغاز حيث استمع في غرفة التحكم والمراقبة إلى شرح حول آلية عمل المركز الذي يهدف إلى إدارة الشبكة السورية لنقل وتوزيع الغاز بالتنسيق مع المنتجين والمستهلكين بما يحقق الاستخدام الأمثل للغاز.

انتاج مشروع غاز المنطقة الوسطى يصل 7.2 ملايين م3 غازا نظيفا و4 آلاف برميل متكاثفات هيدروكربونية و50 طنا غازا منزليا و4 أطنان غاز البروبان و5 آلاف م3 نتروجين يوميا

ويقع مشروع غاز جنوب المنطقة الوسطى في محافظة حمص إلى الشرق من ناحية الفرقلس بحوالي 10 كم ويهدف إلى إنشاء معمل لمعالجة الغاز الطبيعي الذي ينتج من ثلاثة حقول غازية أبو رباح قمقم شمال الفيض وربط هذه الحقول بنظام تجميع من الآبار إلى المحطات ثم إلى وحدات المعالجة في المعمل حيث تبلغ الاستطاعة التصميمية للمعمل 56ر7 ملايين متر مكعب من الغاز الخام يومياً. 

وينتج المشروع غازاً نظيفاً معالجاً بكمية 15ر6-2ر7 ملايين متر مكعب في اليوم والمتكاثفات الهيدروكربونية بكمية حوالي 4000 برميل في اليوم والغاز المنزلي بحدود 50 طنا في اليوم وغاز البروبان بكمية حوالي 4 اطنان في اليوم وغاز النتروجين بكمية 5000 متر مكعب في اليوم.

ويهدف مشروع خط الغاز العربي في مرحلته الأولى لنقل وتوزيع الغاز الطبيعي المصري إلى الأردن وسورية ولبنان ويمكن أن يمتد المشروع ليسمح للعراق ومنتجي الغاز الرئيسيين الآخرين في المنطقة بتصدير غازهم الطبيعي إلى أوروبا أو بالعكس عبر شبكات وحلقات غاز اضافية وبذلك تتشكل شبكة الغاز العربية. 

حضر التدشين المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء والمهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية والمهندس محمد اياد غزال محافظ حمص وسفير روسيا في دمشق.

وزير النفط: القيمة الإجمالية لمشروع غاز المنطقة الوسطى310 ملايين دولار أميركي إضافة إلى 2 مليار ليرة سورية ومدته 36 شهرا

وفي تصريح لوكالة سانا قال المهندس سفيان العلاو وزير النفط والثروة المعدنية إن خط الغاز العربي يعد من المشروعات العربية المهمة والعملاقة باعتباره يربط بين مصر وسورية والأردن ولبنان ويسهم في نقل وتسويق الغاز من هذه الدول وعبرها إلى تركيا وأوروبا ويبلغ طوله الكامل من العريش في مصر مروراً بالأردن وسورية الى الحدود التركية اكثر من 1200 كم ويمتد في سورية بحدود 575 كم مع تفريعة الى لبنان بطول 80 كم.

وأضاف وزير النفط ان خط الغاز العربي يشكل منظومة غاز عربية تحقق التكامل الاقتصادي العربي وخاصة إذا تم في المستقبل ربط الخط مع العراق ودول الخليج ليكون لدينا منظومة غاز عربية كبيرة ترتبط بالمنظومة الاوروبية عبر تركيا وصولا الى شبكات الغاز في اذربيجان وايران وتركمانستان وروسيا. 

وأوضح الوزير العلاو أن مشروع غاز جنوب المنطقة الوسطى يعتبر من المشاريع الحيوية الكبيرة في سورية ويهدف إلى تطوير حقول غاز أبو رباح وقمقم وشمال الفيض الذي يبلغ احتياطي الغاز الطبيعي فيها حوالي 40 مليار متر مكعب ويتضمن المشروع إنشاء ثلاث محطات تجميع وفصل الغاز للحقول الثلاثة مع خطوط ربط الآبار مع محطات التجميع وكذلك انشاء معمل لمعالجة الغاز الطبيعي في منطقة الفرقلس لافتاً إلى أن شركة ستروي ترانس غاز الروسية قامت بتنفيذ المشروع الذي بلغت قيمته الاجمالية 310 ملايين دولار أميركي إضافة إلى 2 مليار ليرة سورية ومدته 36 شهرا وتبلغ حاجة المشروع التشغيلية من اليد العاملة بحدود 400 عامل من مختلف الاختصاصات. 

من جانبه اعتبر المهندس علي عباس المدير العام للمؤسسة العامة للنفط أن مشروعات الغاز في سورية تتطور بسرعة كبيرة من حيث العدد والطاقة الانتاجية حيث سيزيد انتاج الغاز النظيف خلال السنوات الثلاث القادمة بحدود 16 مليون متر مكعب يومياً ليصل إلى حوالي 27 مليون متر مكعب من الغاز النظيف الجاهز لتسليمه الى المستهلكين وهذا لا يتضمن الغازات المستهلكة من منشآت الغاز والنفط ضمن التجهيزات اللازمة لنقله.

وأشار إلى أن معمل غاز جنوب المنطقة الوسطى الذي تم تدشينه اليوم يقدم يومياً ما يعادل 5ر3 ملايين دولار للاقتصاد الوطني لافتاً إلى أن هذا الرقم سيزداد إلى أكثر من ضعفين مع تنفيذ مشروعات معامل معالجة الغاز التي هي قيد الإنشاء. 

وحول الاحتياجات المستقبلية للغاز في سورية قال عباس إن وزارة النفط أعدت دراسة استراتيجية للإنتاج والطلب على الغاز بينت وجود ازدياد كبير في الحاجة إلى الغاز مستقبلاً الأمر الذي يوضح أن الإنتاج المخطط لن يكون كافياً للاستهلاك المحلي ولذلك نسعى إلى الربط الاستراتيجي مع تركيا ومصر وإيران والعراق مستقبلاً من أجل تأمين منافذ لتوريد الغاز إلى سورية إذا لم يتم اكتشاف حقول جديدة علماً أن هناك مؤشرات ومعطيات إيجابية تبشر باكتشافات جديدة ترفد منظومتنا الغازية مستقبلاً.

بدوره بين المهندس حسين وداعة المدير العام للشركة السورية للغاز أن أهمية المشروعات التي تم تدشينها تأتي من العائد الاقتصادي الذي تحققه من خلال استثمار الغاز في حقول جنوب المنطقة الوسطى الأمر الذي يؤدي إلى توفير كميات من الغاز الجاهز للاستخدام بما يسهم بتقليل الاعتماد على مادة الفيول التي يتم استيرادها من الخارج بالقطع الأجنبي وبالأسعار العالمية بينما يتم بيعه بسعر مدعوم للمستهلكين. 

ونوه وداعة بالأهمية الاستراتيجية لخط الغاز العربي لما يحققه من عائد اقتصادي ولكونه يؤدي إلى جعل سورية حلقة ربط لشبكات الغاز العربية والإقليمية ونقلها عبر سورية مشيراً إلى أهمية المركز الوطني لتنسيق الغاز الذي يتم من خلاله مراقبة الشبكة العامة للغاز في سورية ويتم التنسيق بين المنتجين والمستهلكين لهذا الغاز من خلال مراقبة الكميات المنتجة ووضع الكميات الموجودة في الشبكة وتوزيعها على المستهلكين حسب نقاط الربط والاختناق فيها.