في كلمة للسيد عمرو موسى أمين عام جامعة الدول العربية للشباب
إن إدراكنا بأهمية دور الشباب العربي الذي يمثل نسبة لها وزنها بين السكان العرب ازداد عمقا وشمولا وإصرارا على تفعيل مشاركته في كل ما يهم شئون الأمة العربية
إن إدراكنا بأهمية دور الشباب العربي الذي يمثل نسبة لها وزنها بين السكان العرب ازداد عمقا وشمولا وإصرارا على تفعيل مشاركته في كل ما يهم شئون الأمة العربية، باعتبارهم وكما يذهب – بحق – المعنيون بقضايا السكان هبة وثروة ديمغرافية تمنح الوطن العربي قوة عمل دافعة إذا أُحسن إعدادها تعليميا ومعرفيا ومهاريا لتشكل إضافة ملموسة للنمو الاقتصادي التنافسي على الصعيد الدولي.
وعلى الرغم من معرفتنا جميعا أن الشاب العربي يواجه تحديات متزايدة إذ يعيش ظروفا أكثر سرعة فى إيقاع تغيراتها وأكثر خطورة فى أبعادها، فإن المراهنة واردة على قدرته على تخطى هذه الظروف بما نراه من مؤشرات جلية، مثل انفتاحهم على الثقافات العالمية بقدر لم تتمتع به الأجيال الشابة السابقة، وكذلك بما تموج به مجتمعاتنا من رغبة فى التطوير والتغيير والإقدام عليه.
إن العالم العربي يتعرض حاليا لمؤثرات سلبية تطعن فى هويته الحضارية وثقافته الوطنية، كما تعانى مجتمعات العرب من مخاطر تتعلق بما يواجه شبابها من البطالة ونقص التدريب وتراجع الإعداد فى مواجهة عولمة متصاعدة تتطلب الكثير ممن يود الالتحاق بها او التعامل معها خاصة فى مناطق العالم العربي التى تتعرض لحروب ونزاعات مسلحة، الأمر الذى يزيد من الهموم الاقتصادية والاجتماعية ويرسخ ظواهر حياتية سلبية.
ولإدراكنا بأن المستقبل العربي مرهون بمدى الاستثمار فى الشباب، فقد حرصت الجامعة العربية ومتخذي القرار العربي على الاهتمام النوعي بقضايا الشباب فقد صدر قرار قمة الخرطوم فى مارس/آذار 2006 للدعوة إلى تمكين الشباب من المشاركة الفاعلة في المجتمع من خلال المساهمة الحقيقية فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. وحرصا من الجامعة العربية على الالتزام بهذا القرار، استجبنا إلى الدعوة لتأسيس منتدى جامعة الدول العربية للشباب ضمن مشروع المرصد العربي للشباب والذي ستعقد أولى اجتماعاته فى نوفمبر 2007 وهو منتدى سعينا من ورائه أن يكون: آلية دائمة للحوار وتبادل الخبرات ونشر المعلومات والتحفيز الإيجابي وكسب الدعم الإقليمي لقضايا الشباب ليشمل كافة المعنيين بقضايا الشباب .
كما اهتمت القمة العربية بالرياض، فى مارس/آذار 2007 وعلى نحو غير مسبوق بقضايا التعليم ومناهجه حفاظا على ثروات العالم العربي من الشباب أمل مستقبلنا، وعليه تبلور عدد من القرارات أهمها:
• إعطاء أولوية قصوى لتطوير التعليم ومناهجه فى العالم العربي، بما يعمق الانتماء العربي المشترك ويستجيب لحاجات التطوير والتحديث والتنمية الشاملة المستدامة. ويرسخ قيم الحوار والإبداع ويكرس مبادئ حقوق الإنسان.
• تطوير العمل العربي المشترك فى المجالات التربوية والثقافية والعلمية عبر تفعيل المؤسسات القائمة، ومنحها الأهمية التي تستحقها، وتوفير الموارد المالية والبشرية التى تحتاجها، خاصة فيما يتعلق بتطوير البحث العلمي، والإنتاج المشترك للكتب والبرامج والمواد المخصصة للناشئة، وتدشين حركة ترجمة واسعة من وإلى اللغة العربية، وتعزيز حضور اللغة العربية فى جميع الميادين بما فى ذلك وسائل الاتصال والإعلام والإنترنت، وفى مجالات العلوم والتقنية.
• الترحيب باقتراح الجمهورية التونسية الخاص بوضع خطة عربية نموذجية للتربية على مبادئ حقوق الإنسان للأعوام 2009-2014 وتكليف الأمانة العامة بالتنسيق مع المنظمات والمؤسسات العربية ذات العلاقة بقضايا حقوق الإنسان وفى مقدمتها اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان بإعداد الخطة وتحديد مبادئها وأهدافها وآلياتها.
إن كل هذه القرارات والتوجهات، وإن ألقت على الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بمسئولية عظيمة، فإنها تتطلب من المجتمع العربي جهودا مكثفة ومتواصلة.
إن الجامعة العربية تؤكد على دعمها وإصرارها على دعم الشباب العربي، وتمكينه، ليكون فاعلا رئيسيا فى نهضة أمته، وحاملا بالفعل لهموم وآمال الوطن العربي للنماء والازدهار، وهى عازمة على تفعيل دور منتدى الجامعة للشباب وعلى أن يكون منطلقا لتمكين الشباب العربي.
تمنياتى لشباب الوطن العربي بالتوفيق والسداد والتقدم والمستقبل المزدهر.
والسلام عليكم ورحمة الله ،،،،،،