عازف تركي يحكي بالموسيقى عن علاقات الأخوة السورية التركية
استلهم عازف البيانو التركي طولويهان أوغرلو تاريخ بلاده عبر مزيج موسيقي جمع بين حساسية أوتار البيانو وحنين صوت كاوالا مراد تورامان وذلك في الذكرى الحادية والسبعين لوفاة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك ..
وقال أوغرلو في الأمسية إنه اعتاد في جميع حفلاته أن يقدم رسالة من خلال الموسيقى وإن رسالته في هذه الأمسية هي إلقاء الضوء على علاقات الأخوة الأبدية بين تركيا وسورية.
وأضاف.. تجولت في دمشق القديمة وانتابني شعور أنني في بيتي وإن قرعت على أي باب سأقابل بالترحيب ويقول لي أصحاب البيت أنك في بيتك ونحن أشقاء للأبد لافتاً إلى أنه سيغادر دمشق بعد الأمسية لكنه سيترك نصف قلبه فيها.
تضمن برنامج الأمسية سبعة مقطوعات أولها بعنوان الأناضول .. بلاد الشمس وهي التسمية التي كان يطلقها المصريون القدماء على هذه المدينة العريقة حيث أن المفكرين كانوا يسعون إليها للاستزادة من العلوم والروحانيات والحكايات فهي بلاد هوميروس وطاليس وفيثاغورث ومركز العالم القديم.
وانتقل بعدها أوغرلو مع تورامان إلى نوع من الحفر الموسيقي عبر مقطوعة شمس الحثيين والتنويع على التناغم بين الموسيقى وقدرتها التعبيرية وإمكانيتها التصويرية بما يتيح لها أن تكون بمثابة جسر بين الماضي والحاضر.
ويكمل العازفان الصورة الموسيقية بالتركيز على الحبكة الموسيقية إن جاز التعبير بين الآلتين والتي جاءت بأناقة بالغة وروحانية عالية من خلال مقطوعة السفر إلى بلاد الضوء إذ تم التركيز على حواريات موسيقية أبرزت التناغم بينهما والقدرة على خلق أبعاد جديدة من خلال هذا المزيج اللحني.
واستمر أوغورلو باستقصاء تأثير الثقافات الموسيقية المغايرة وبروحه المرحة كان يطلق صيحات فرح تتآخى مع البيانو والكاوالا لإحكام المزيج الموسيقي السلس معبراً عن شفافية عالية من خلال مقطوعة السلاجقة.. التسامح الكوني التي تمتعت بحيوية أخاذة ونوتات منخفضة وهادئة في الوقت ذاته فضلاً عن مقطوعتين اقتربتا من صيغة مارش رومانسي اقترب من إيقاعات الماهتران التي استفاد منها موزارت في لحن روندو ألاتوركا.
ورافق المقطوعات الموسيقية مشاهد من الحضارة والتاريخ التركي على شاشة احتلت عمق القاعة متعددة الاستعمالات بحيث جاءت الموسيقى كخلفية للأحداث التاريخية وهذا ما جعلها تأخذ أبعاداً جمالية أخرى زادت من انشداد الجمهور إلى هذه الألحان التي ما زالت تحافظ على سلام الموسيقى.
