ما وراء ظاهرة تدخل إدارات الأندية الرياضية في عمل كوادرها التدريبية
كثيراً ما نسمع أن هناك تدخلاً في عمل هذا المدرب وكادره التدريبي أو ذاك ,من قبل إدارة ناديه و المسؤولين والقائمين في هذا النادي , فقد أصبح هذا الموضوع ظاهرة منتشرة في وسطنا الرياضي بشكل عام ..
والوسط الكروي بشكل خاص , وبالتالي نلاحظ آثار وسلبيات هذا التدخل وما قد تجنيه أنديتنا من هبوط في المستوى والنتائج ما يعود بشكل سلبي على دوري كرة القدم في بلدنا ..
لأهمية هذا الموضوع وحساسيته في الشارع الرياضي عامة ً, والكروي خاصة , ( زهرة سورية ) رصدت آراء عدة لمدربين ولاعبين ومشجعين ومهتمين وإليكم التحقيق التالي ..
تأثير على المستوى وفشل في النتائج ..
تظهر تدخلات إدارة النادي والمقيمين عليه في عمل المدرب من خلال التأثير عليه في وضع تشكيلة الفريق واختيار اللاعبين الأساسيين والاحتياط وكذلك في عملية انتقال اللاعبين من خلال الشراء والبيع والإعارة , وأحياناً قد يتم التدخل في سير ومسار التدريب عبر التأثير في خطة اللعب والتكتيك داخل الملعب ..
يقول المدرب بسام عيسى ( مدرب رجال نادي الساحل الرياضي بطرطوس ) ..
أي تدخل من قبل أي جهة كانت سواء إدارة النادي أو غيرها في عمل المدرب سيؤدي في النهاية إلى الفشل داخل أرض الملعب وسيكون ذلك ظاهراً على نتائج الفريق, وبرأيي السبب الرئيسي لتواجد هذه الظاهرة في بعض الأندية يعود لضعف المدرب وسوء تصرفه وعدم قدرته على قيادة الفريق بالشكل الأمثل وفرض شخصيته على إدارة النادي وكذلك على اللاعبين ..
اللاعب فاطر ياغي ( لاعب نادي الساحل بطرطوس ) ..
إن تدخل إدارة النادي في عمل الكادر التدريبي ,ذو آثار سلبية تظهر من خلال أداء اللاعبين في أرض الملعب والنتائج التي يحققونها, خاصة حين يصل هذا التدخل إلى تشكيلة الفريق فيضطر المدرب لإشراك لاعب أو أكثر من اللاعبين غير المؤهلين والمفروضين عليه كأساسيين بينما من يستحق اللعب يجلس على مقاعد البدلاء, وهذا بدوره يؤثر على خطة اللعب التي يصبح على المدرب أن يضعها لكي يغطي نقاط الضعف الناتجة عن التشكيلة الخاطئة ..
عمار علي , متابع ومهتم ..
إن عملية التعاقد مع اللاعبين من خلال الشراء والبيع والإعارة تخضع لتدخل كبير من قبل إدارات الأندية والتي قد تفرض التعاقد مع لاعبين معينين دون غيرهم وبغض النظر عن رأي المدرب, والهدف الرئيسي من ذلك هو السمسرة والاستفادة المادية الغير مشروعة.
اللاعب مقداد سوادة ( لاعب نادي المحافظة بدمشق ) ..
التدخل الذي يتم من قبل إدارة النادي في وضع تشكيلة الفريق والاختيار بين الأساسيين والبدلاء يؤدي إلى تزعزع العلاقة بين المدرب واللاعبين وغياب الاحترام والثقة وبالتالي تدهور أوضاع الفريق مما يسبب الأداء السيئ والنتيجة السيئة.
شخصية المدرب وعلاقته بالإدارة ..
إن تدخلات إدارة نادٍ معين في الأمور التي تتعلق بعمل كادره التدريبي بالتأكيد لها أسباب كثيرة, منها يعود للطمع والرغبة بالمنفعة المادية الغير مشروعة, ومنها ما يرجع إلى المحسوبيات والعلاقات ذات المكاسب المتبادلة , ومنها ما يتأثر بضعف المدرب وعدم قدرته على فرض شخصيته وما يريد من الإدارة واللاعبين ..
يقول المدرب باسم الشيخ يوسف (مدرب شباب نادي الساحل) ..
على المدرب أن يثبت جدارته وقدرته في قيادة اللاعبين ويفرض شخصيته في أوساط النادي ويبني علاقته مع الإدارة على أساس من المهنية والاحترام المتبادل, بحيث يقوم كل طرف بدوره وذلك بالتعاون مع الطرف الآخر ..
بينما إذا كان المدرب ضعيفاً في إثبات مكانته وفرض نفسه وكذلك أسلوبه, فهو يتيح المجال أمام الإدارة أو غيرها للتدخل في عمله وإملاء الكثير من الأمور التي لا تخدم مصلحة الفريق عليه, دون أن يكون قادراً على رفضها وعدم قبولها ..
ديمة خضور , مهتمة ومتابعة ..
إن تدخل إدارة النادي في مهام المدرب وعمل كادره تأتي نتيجة العلاقة الغير سليمة بين المدرب والإدارة, وكذلك فإن المكاسب المادية التي تحوز في كثير من الأحيان على المرتبة الأولى في اهتمامات بعض أعضاء إدارة النادي بحيث يكون هدفهم المصلحة الشخصية قبل مصلحة النادي هي التي تؤدي إلى مثل يلك التدخلات. ويكون الخاسر الأكبر هو النادي والجمهور وكرة القدم ..
وجود إدارة قوية لا يلغي عمل المدرب ..
الإدارة القوية والتي تمتلك المال والقدرة على توفير كل الظروف المناسبة لعمل الكادر التدريبي هي عامل رئيسي من عوامل النجاح, ولكن وجود هذه الإدارة يجب أن يكون متزامناً مع وجود كادر تدريبي مؤهل وفعال يأخذ دوره بالشكل الأمثل والأكمل ..
يقول المدرب حازم السهوي (مدرب في نادي الشهباء الرياضي في السويداء) ..
بالتأكيد إن نجاح أي فريق لا يكون إلا إذا كانت جميع أسسه وقواعده قوية, فلا بد من تواجد إدارة واعية وداعمة وكذلك مدرب متميز ومهني وكادر تدريبي مثابر وبالطبع لاعبين جيدين وموهوبين. ومن خلف هؤلاء جميعاً جمهور كبير ومحب. فيكون النجاح من خلال التعاون بين هذه الأسس والأعمدة مجتمعة بحيث يلعب كل واحد دوره بالشكل الأمثل والإيجابي ..
رشا عمران, مشجعة ومتابعة ..
إن عمل إدارة النادي والمعنيين والقائمين عليه يجب أن يكون ذو تأثير إيجابي وليس سلبي ,بحيث يوفر كل ما يلزم للكادر التدريبي حتى يقوم بعمله على أكمل وجه ,دون أن يكون هناك تدخلات بالمعنى المهني أي في دور المدرب في الملعب عبر الخطة والتكتيك والتشكيل ..
اللاعب حسام العقباني ( لاعب نادي العربي بالسويداء ) ..
إن كل الأندية التي تحقق نجاحاً متميزاً سواء محلياً أو خارجياً تمتلك إدارة قوية وفعالة ,وتكون هذه الإدارة عاملاً أساسياً في تحقيق النجاح ,ولكن وجود إدارة قوية لا يلغي أبداً دور المدرب فلكلٍّ منهم عمله ودوره وتأثيره, ومن خلال التعاون والتنسيق وتقديم كل ما يلزم بحرفية ومهنية يتحقق النجاح ..
و من هنا نجد أن كل ركن من أركان النادي الكروي بدءً بالإدارة ومروراً بالمدرب وجهازه التدريبي وانتهاءً باللاعبين, كل منهم يجب أن يأخذ دوره ويقوم به على أكمل وجه دون أن يتعدى هذا الدور و يؤثر بشكل سلبي على عمل الفريق المتكامل , وبالتالي يضمن تحقيق النتائج الجيدة التي ترضي جماهيره.