ايران تعتبر ان الفرصة الدبلوماسية قائمة.. وتنديد غربي بقرارها بناء 10 مفاعلات
أمرت روسيا بأن تكون محطة توليد الطاقة الايرانية جاهزة للتشغيل بحلول منتصف اذار/ مارس المقبل ، وفق ما نقلت رويترز عن مصدَرْين قريبين من المشروع. وذكر أحد المصدَريْن ان الاختبارات في المحطة تجري بشكل جيد.
ورأى وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو في لقاء مع نظيره الايراني مسعود مير كاظمي في طهران ان مفاعل بوشهر النووي الايراني اصبح رمزا للتعاون القائم بين الجمهورية الاسلامية الايرانية وجمهورية روسيا الاتحادية ولا احد يجرؤ على الإضرار بهذا الرمز في قلوب الشعبين الروسي والايراني.
الفرصة الدبلوماسية قائمة
وقد اعلن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني الاثنين في مؤتمر صحافي انه لا يزال بالامكان تسوية ازمة الملف النووي الايراني عن طريق الدبلوماسية. وقال لاريجاني "اعتقد انه لا تزال هناك فرصة دبلوماسية وان من مصلحتهم انتهازها" داعيا الغربيين الى قبول البرنامج النووي الايراني. واضاف ان "احد الخيارات سيكون قبولهم بان تطور ايران التكنولوجيا النووية باشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. اذا لم يقبلوا بذلك فسيكون على ايران حماية قدراتها النووية ".
قرار الوكالة يرمز الى "شريعة الغاب"
من جانبه اعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي في مؤتمر صحافي الاثنين ان قرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يدين ايران يرمز الى "شريعة الغاب". واكد متكي مجددا ان ايران لن تتخلى ابدا عن حقوقها "المشروعة" في مجال التكنولوجيا النووية المدنية. وقال متكي "ان القرار ضد ايران ليس منطقيا انه عمل ظالم. انها شريعة الغاب". وراى متكي "ان مثل هذه الاجراءات تعرقل اسس مجلس الامن الدولي والوكالة الدولية للطاقة الذرية". واضاف "لا يمكننا قبول التمييز في العلاقات الدولية. فاما ان تكون هناك حقوق او لا تكون", مشددا على ان من حق ايران تخصيب اليورانيوم طبقا لبنود معاهدة حظر الاتشار النووي.
روسيا تامل في تجنب تصعيد مع طهران
بدوره اعلن وزير الطاقة الروسي سيرغي شماتكو الاثنين ان بلاده تامل في تجنب تصعيد مع طهران بشأن برنامجها النووي, مبديا "امله بأن تتواصل المفاوضات" بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية. وقال شماتكو خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي ان "التوصل الى اتفاق بناء بين طهران ومجموعة 5+1 ينطوي على اهمية كبرى بالنسبة الى المصالح الروسية. ولا نريد اطلاق تصعيدا". وتابع مبديا "امله الكبير بان تتواصل المفاوضات" بين طهران والدول الكبرى.
لندن قد تبدأ بالتفكير في فرض عقوبات
من جهته اعلن المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الاثنين ان بريطانيا قد تفكر مع نهاية العام بفرض عقوبات جديدة على طهران. وذلك بعد اعلان ايران عزمها على بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم. وقال المتحدث في مؤتمره الصحافي اليومي ان "الاولوية" لا تزال للعمل في شكل تؤتي المباحثات ثمارها. لكنه تدارك ان الحكومة البريطانية قد تفكر عندما يحين الوقت. "وربما سيحصل ذلك بحلول نهاية العام".
ودعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند طهران الى قبول "اليد الممدودة" من جانب الغربيين. وقال ميليباند ان هذا الاعلان "يختصر مشكلتنا الاساسية مع ايران". واضاف "لقد قلنا ايضا وايضا اننا نقر بحق ايران ببرنامج نووي مدني. لكن عليهم بناء الثقة الدولية في نواياهم". واضاف ان "ايران تختار التحريض والتكتم بدلا من المناقشة. يمكن لايران ان تعلن انعزالها. لكن ذلك لن يؤدي الا الى زيادة هدوء وتصميم ووحدة المجتمع الدولي".
مواقف غربية منددة
وقد صدرت مواقف غربية منددة بقرار ايران بناء 10 منشآت نووية جديدة اضافة الى تلميحها بنية تخصيب اليورانيوم حتى 20 بالمئة وذلك بعد يومين من تبني الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا يدين طهران بسبب برنامجها النووي .
واعتبر البيت الابيض ان الوقت ينفد بالنسبة بالنسبة الى ايران للامتثال الى التوجيهات الدولية بشأن الطاقة النووية . وقال المتحدث باسم البيت الابيض "روبرت غيبس" في بيان تلاه: اذا كان ذلك صحيحا فإنه سيشكل انتهاكا جديدا خطيرا لواجبات ايران الواضحة الواردة في عدد كبير من قرارات الامم المتحدة ، وذلك سيعطي مثالا جديدا على ان ايران اختارت عزل نفسها وفق تعبيره . اضاف غيبس ان الوقت ينفد امام ايران لكي تأخذ في الاعتبار المخاوف المتنامية للمجتمع الدولي حيال برنامجها النووي .
واعتبر وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في مقابلة صحافية الاثنين ان ما وصفه "عناد (ايران) لجهة تجاهلها طلبات" الوكالة الدولية للطاقة الذرية من خلال قرارها بناء مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم امر "بالغ الخطورة ".
وقال كوشنير لصحيفة "لوفيغارو" الفرنسية "ان عناد ايران لجهة تجاهل طلبات وكالة كبرى مستقلة مثل الوكالة الدولية للطاقة الذرية. امر بالغ الخطورة بكل المقاييس ". واضاف متسائلا "لماذا الاعلان اليوم عن برنامج لبناء عشرة مصانع جديدة لتخصيب اليورانيوم في حين لا تملك ايران مفاعلا نوويا واحدا لاستهلاك هذا الوقود". وتابع "نحن لا نتحرك ضد ايران بل من اجل السلام ".
بريطانيا رأت عبر متحدث باسم خارجيتها ان اعلان ايران بناء عشر منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم يشكل مصدر قلق بالغ ، وان من شأنه ان يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الامن الدولي.
من جهته رحب رئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو بعصا العقوبات التي لوح بها المجتمع الدولي تجاه ايران ، داعياً الغرب الى الانتقال الى مرحلة التنفيذ .