الصين تنشر أدلة عن تدبير زمرة الدالاي لأحداث الشغب
ذكرت وزارة الأمن العام في الصين (الثلاثاء) انها جمعت أدلة كافية تظهر ان احداث الشغب التي وقعت في الرابع عشر من مارس في لاسا لم تكن منفصلة أو عرضية لكنها جزء من “حركة انتفاضة شعب التبت” بتآمر من زمرة الدالاي.
وذكرت الوزارة ان الحقائق الصلبة اظهرت ان الاضطراب في لاسا، عاصمة منطقة التبت ذاتية الحكم جنوب غرب الصين، كان بتنظيم وتعمد وتدبير وتحريض من زمرة الدالاي وقوى "استقلال التبت".
واشارت انه "مهما كان التنكر الذي يستخدمونه، فإن الحقائق غير القابلة للدحض لا يمكن تغييرها."
كيف بدأت الحركة
سوف تستضيف بكين الالعاب الاولمبية الصيفية الـ 29 في عام 2008، الذي يمثل ايضا الاحتفال بالذكرى الـ 30 للاصلاح والانفتاح في الصين.
وقد جذب الحدث الرياضي الدولي اهتماما عالميا، ويشمل زمرة الدالاي، التي تعيش في المنفى لأكثر من 40 عاما، حسبما ذكرت الوزارة.
وذكرت الوزارة ان زمرة الدالاي اعتقدت ان هذه ستكون "الفرصة الاخيرة" لهم وقررت بدء "حركة انتفاضة شعب التبت" داخل وخارج الصين، في محاولة "لخلق أزمة في الصين خلال ايقاظ وتنسيق المناورة في التبت. "
وأدرجت الوزارة سلسلة من الاحداث الاخيرة تظهر ان الاعمال التي قامت بها عصبة الدالاي لتأييد "حركة انتفاضة شعب التبت":
— في مايو 2007، عقدت الزمرة "المؤتمر الدولي الخامس لجماعات تأييد التبت" في بروكسل، والذي حضره سامدونج، "رئيس وزراء" ما يسمى "حكومة التبت في المنفى". ومررت الزمرة "خطة استراتيجية" في المؤتمر وقررت بدء أنشطة معارضة اولمبياد بكين.
— بعد ذلك، اقترحت قوى "استقلال التبت" في الولايات المتحدة فكرة "حركة انتفاضة شعب التبت" ودرس مسئولون بارزون في زمرة الدالاي الخطة ووافقوا عليها. واعتقدوا أن عام 2008 سيكون فرصتهم الاخيرة لتحقيق "استقلال التبت" وقرروا استخدام "الفرصة المناسبة" قبل الاولمبياد للقيام بأنشطتهم التخريبية في المناطق التي يقطنها التبتيون في الصين.
— وفي نهاية العام الماضي، اجتمع عدد من المنظمات الانفصالية "لاستقلال التبت"، ومنها "مؤتمر شباب التبت" و"رابطة سيدات التبت" و"طلاب من أجل تبت حرة" في الهند، حيث اتفقوا على المطالب التى ستقدم للحكومة الصينية.
وتضمنت هذه المطالب: "ضرورة السماح بعودة الدالاي لاما للتبت، ومغادرة كل الصينيين للتبت واطلاق سراح كل السجناء السياسيين."
وقالوا انه إذا فشلت الحكومة الصينية في الوفاء بمطالبهم، سيبدءون في "حركة انتفاضة شعب التبت" داخل وخارج الصين، كما سيقيمون أيضا شبكة اتصال بين التبتيين في المنفى والتبتيين في الصين للقيام بأنشطة منسقة في الصين.
— في 4 و25 من يناير، عقدت سبع منظمات "لاستقلال التبت" وتضم "مؤتمر شباب التبت" و"رابطة سيدات التبت" و"طلاب من أجل تبت حرة" و"حركة قو-تشو-سوم للتبت" و"الحزب الوطني الديمقراطي للتبت" و"شبكة التأييد الدولي للتبت" و"منظمة كتاب التبت" مؤتمرا صحفيا في نيودلهي، حيث اصدروا ما يسمى "اعلان حركة انتفاضة شعب التبت" ونشر على الانترنت.
فيما يسمى "الاعلان"، غضوا الطرف عن حقيقة ان التبت جزء من الاراضي الصينية من العصور القديمة، وزعموا ان "التبت والصين دولتان مختلفتان" وان "الصين غير مؤهلة لاستضافة اولمبياد بكين بدون حل قضية التبت."
كما أعلنوا انهم سيطلقون "حركة انتفاضة شعب التبت" الضخمة والحالية من العاشر من مارس، في محاولة لجعلها "نقطة تحول كبيرة في تاريخ نضال التبت من أجل الحرية."
ومن أجل التنفيذ عقدت "حركة انتفاضة شعب التبت" و"مؤتمر شباب التبت" ومنظمات اخرى "لاستقلال التبت" فصلين للتدريب على كيفية تنفيذ أنشطة العنف والارهاب.
— ومن الثالث إلى العاشر من فبراير، حضر الدالاي لاما انشطة دينية في معبد في الهند واثار المشاعر بين المؤمنين به زاعما انه "رغم ان شعب التبت تحت حكم الحزب الشيوعي الصيني، فإن قلوبهم على الجانب الاخر."
وأعدت زمرة الدالاي "خطة عمل" من أجل "حركة انتفاضة شعب التبت": وبدأت "المسيرة السلمية للتبت" في الخارج في العاشر من مارس; مطالبة التبتيين حول العالم ومن بينهم هؤلاء في التبت، ان يخرجوا للشوارع في العاشر من مارس لاطلاق انشطة مثل "تتابع شعلة الحرية" و"تتابع الشعلة العالمي" و"يوم العمل العالمي" ونظمت هجمات عنيفة على مختلف السفارات الصينية وشنت عمليات اضراب عن الطعام واحتجاجات ضخمة.
قال متحدث لدى وزارة الأمن العام "ان (حركة انتفاضة شعب التبت) بتآمر من زمرة الدالاي تعتزم تخريب الوضع الاجتماعي السلمي والثابت والموحد في الصين واستخدام الالعاب الاولمبية للضغط على الحكومة الصينية لتحقيق اهدافهم السياسية."
وقال "إن كلمة (انتفاضة) تعني الاطاحة بالنظام الحالي من خلال القوة المسلحة والعنف. ولذا فأنا أتساءل، هل هناك دولة تسمح لمثل هذه (الانتفاضة) ضد حكومتها المركزية؟ هل هناك دولة تتحمل مثل هذه الانشطة الطائشة المحرضة على هدم نظام الدولة؟"
الصلات التى لايمكن لانكارها لزمرة الدالاى بأحداث الشغب
نفذت قوى "استقلال التبت" سلسلة من الانشطة بتوجيه وتدبير من زمرة الدلاى منذ 10 مارس.
عقدت زمرة الدالاى فى 10 مارس اجتماعا حاشدا فى دارامسالا فى الهند لاحياء ذكرى ما يسمى ب"انتفاضة التبت" فى عام 1959 وتحدث الدالاى وسامدونج وشخصيات اخرى هامة فى الزمرة خلال هذا الاجتماع.
وقال الدالاى لاما الـ14 خلال هذه المناسبة "قمع التبتيين فى الصين على مدار الاعوام القليلة الماضية غير مسبوق".
وعلم المدربون أعضاء "طلاب من أجل تبت حرة" ان الدالاى لاما هو الزعيم الروحى والملهم ومرشد هذه الانتفاضة.
ذكر الدالاى لاما مباشرة عقب أحداث شغب لاسا يوم 14 مارس ان "هذه المظاهرات هى مظهر للسخط المتأصل لسكان التبت فى ظل الحكم الحالى".
وصرح الدالاى لاما يوم 16 مارس فى مؤتمر صحفى: "انه سواء الامر كان عن عمد او بدون عمد، فإن الابادة الثقافية تحدث فى مكان ما" وان "الجيش الصينى مصمم على سحق الانتفاضة وان الجانب التبتى مصمم على المقاومة".
جمع الدالاى لاما فى أواخر مارس زعماء "مؤتمر شباب التبت" و"رابطة نساء التبت" و"طلاب من اجل تبت حرة" لكى يناقشوا كيفية التعامل مع هذا الوضع فى التبت.
ودعا سامدونج "رئيس الوزراء" ل"حكومة التبت فى المنفى" عقب أحداث شغب لاسا الى اجتماع عاجل لبحث كيفية توسيع نطاق "نتائج الثورة".
طالب الاجتماع بمساندة كاملة لاحداث الشغب، وتلقت "وزارة الامن" و"وزارة الدين والثقافة" و"وزارة الشئون الخارجية والصحافة" و"وزارة المالية" جميعها تكليفات.
وأقامت زمرة الدالاى فى منتصف مارس "لجنة وحدة التبت" المكونة من سبعة اعضاء برئاسة جاما كوينبى "رئيس مجلس نواب شعب التبت" لقيادة وتنسيق "حركة الانتفاضة" فى جميع أنحاء العالم.
وأصدرت "حكومة التبت فى المنفى" يوم 22 مارس اعلانا لجميع التبتيين فى العالم زعمت فيه أن "الانتفاضة السلمية فى التبت عظيمة للغاية ومجيدة وذات مغزى تاريخى وتبرهن تماما على روح وشجاعة مجموعة التبت العرقية" و"نحن التبتيين ينبغى علينا ان نتصرف فى ضوء تعليمات زعيمنا السياسى والدينى العظيم الدالاى لاما من اجل سعادتنا المستحقة".
وأعدت "وزارة الامن" فى زمرة الدالاى لاما اموالا خاصة لتنفيذ "حركة انتفاضة شعب التبت" فى المناطق التى يقطنها التبتيون فى الصين.
وعقدت "وزارة الامن" يوم 11 مارس احتفالا صغيرا ومنحت جوائز لمنظمى أعمال شغب 10 مارس، وذكر "مسئول" ان "حركة انتفاضة شعب التبت" قد بدأت للتو وسيتم اجراء انشطة اضافية.
عقدت "الحكومة فى المنفى" يوم 14 مارس اجتماعا شاركت فيه الادارات المختلفة وامرت "وزارة الامن" بإِشعال المزيد من الصراعات فى المناطق التى يقطنها التبتيون.
شكلت زمرة الدالاى يوم 17 مارس لجنة طارئة رفيعة المستوى لنقل الرؤساء المسئولين عن احداث شغب لاسا الى دارامسالا.
قررت اللجنة أن أحداث الشغب والصراعات المفتوحة ينبغى ان تتوقف وتفسح الطريق امام "الانشطة الدينية" السرية لمواصلة المواجهة مع الحكومة الصينية.
وذكر المتحدث ان هذا هو بالضبط ما يدعى بخطة "يوم الانتفاضة" المدبرة بواسطة "حركة انتفاضة شعب التبت" وتم تنفيذها بما يتماشى تماما مع هذه الخطة.
قال المتحدث ان الادلة المادية تثبت أن زعم الدالاى القائل بأنه لم يشارك فى أو يساند أية أنشطة عنف أو أنشطة انفصالية ليس الا كذبا.
صلات مثيرى الشغب بزمرة الدلاى
كشفت وزارة الامن العام عن أدلة كافية اليوم (الثلاثاء) اظهرت ان عنف 14 مارس فى لاسا كان جزءا من "حركة انتفاضة شعب التبت" المدبرة بواسطة زمرة الدالاى لاما.
عثر رجال الشرطة ايضا على نسخ من "اعلان حركة انتفاضة شعب التبت"، ونسخ من الخطاب الذى القاه الدالاى لاما فى يوم 10 مارس، وصور لاعضاء الزمرة الذين يقومون بأنشطة انفصالية، واجهزة كومبيوتر مستخدمة فى الاتصال بمسئولى زمرة "الحكومة فى المنفى" فى مقر اقامة شخص متهم بالتورط فى أحداث الشغب.
تم إلقاء القبض على المشتبه فيه يوم 15 مارس بتهم تتعلق بقبول اوامر الزمرة والقيام بأنشطة انفصالية من بينها الضرب والتحطيم والنهب والحرق العمد فى لاسا يوم 14 مارس.
اوضحت الادلة ان المشتبه به هو عضو رئيسى من مثيرى الشغب الذى ارتبطوا بزمرة الدالاى منذ نوفمبر من عام 2006 بهدف تنفيذ الانشطة التالية:
– زرع المشتبه به 12 عميل مخابرات واقام شبكة مخابرات سرية محكمة فى التبت للقيام بأنشطة انفصالية دعا إليها المسئول من "وزارة الامن" فى زمرة الدالاى.
– استخدم العملاء كلمات شفرية للاتصال ببعضهم البعض فى شبكة المخابرات مثل اطلاق اسم "العم" على الدالاى لاما واسم "التنورة" على العلم التبتى واسم "الضيوف" على رجال الدين المهربين الى التبت.
– نقل المشتبه به معلومات 36 مرة الى مسئول الزمرة عبر الانترنت، وتضمنت المعلومات التى جمعها محليا خلال الفترة من مارس 2007 الى مارس 2008، ما يدعى ب"رفض انتقاد الدلاى لاما" لعلماء الدين المحليين وما يدعى ب "قتل الحيوانات البرية وتدمير البيئة" فى التبت.
— تلقى المشتبه به ايضا معلومات حول انشطة الدالاى لاما من زمرة الدالاى وانتج اسطوانات ووزعها فى التبت.
وكشفت الوزارة عن ان المشتبه به وشبكة مخابراته قد نشرا ايضا دعاية مساندة لزمرة الدلاى وشككا فى سياسات الصين الدينية فى الاديرة التبتية.
وبعد احداث الشغب فى لاسا الذى وقع 14 مارس، عقد العملاء فى التبت ومسئولو الزمرة اتصالات أكثر، وبعث المسئول ب "إعلان حركة انتفاضة شعب التبت" الى المشتبه به الذى طبع منه فيما بعد نسخا ووزعها فى لاسا. وحشد المشتبه به أيضا عملاء فى شبكة المخابرات لجمع معلومات وإبلاغها إلى زمرة الدلاى.
اعترف المشتبه به الذى نظم وشارك مباشرة فى أحداث شغب لاسا يوم 14 مارس بجميع هذه الاتهامات السابقة.
وألقى رجال الشرطة ايضا القبض على عدة أشخاص يشتبه فى انهم شاركوا فى أحداث الشغب، واكتشفت تحقيقات الشرطة المبدئية أدلة على هذه الانشطة والاتصال بين المشتبه بهم ومسئولى زمرة الدلاى.
اعترف المشتبه به، نجاجوانج نامجى، بأنه قام بأنشطة انفصالية لقرابة 20 عاما، وقد تمت معاقبة نجاجوانج نامجى قانونيا فى عام 1989 وهو راهب فى دير تشيبونج فى لاسا لمشاركته فى احداث شغب فى عاصمة منطقة التبت ذاتية الحكم خلال ذلك العام.
قال نجاجوانج نامجى الذى شهد ضده المشتبه بهم الآخرون "اننى امتلك خمسة متاجر بقالة فى دويلونجديتشن (محافظة على ضواحى لاسا) وان ستة من الموظفين لديهم سجل اجرامى، لقد قمنا بأنشطة انفصالية".
اكتشفت الشرطة ان الانترنت اصبح وسيلة هامة لزمرة الدالاى لكى تصدر اوامرها واجزاء كثيرة من "اعلان حركة انتفاضة شعب التبت" وخطط العمل.
اكتشفت زمرة الدالاى وسائل جديدة للاتصال بالانفصاليين فى التبت، حيث حددوا مواعيد معهم من خلال الهاتف والانترنت. وفى الموعد المحدد، استمعوا لبرامج اللغة التبتية فى اذاعة ((صوت امريكا)) التى من خلالها ارسلوا تعليمات من الخارج وابلغوا عن آخر التطورات داخل الصين.
وبهدف نقل تأثير أعمال الشغب، تسلل العناصر الرئيسيون لزمرة الدالاي الى الصين لنشر الشائعات، وقاموا بدفع الاموال للاشخاص من اجل مشاركتهم فى أعمال الشغب وحتى تبنوا ايضا سياسة "من يعمل أكثر، يكسب اكثر".
قال تشويما من ناحية نينجتشى فى التبت ان "حوالى 50 منا حطموا عدة متاجر فى قرية شويشين بعد ظهر يوم 15 مارس وحصلت على بضعة مئات من اليوانات".
وتنظر زمرة الدالاى الى ناحية جارتسه التبتية ذاتية الحكم فى مقاطعة سيتشوان على انها "منطقة نموذجية" للانشطة الانفصالية.
ومنذ اندلاع العنف، قد اتصلت القوى الانفصالية الخارجية مرارا بالاشخاص المحليين فى جارتسه ودعتهم الى "تضخيم الامور".
وقد سعى الانفصاليون فى الخارج بشدة مؤخرا الى نشر الكتب الرجعية والاسطوانات والصور فى جارتسه.
صادرت جمارك تشينغدو منذ منتصف فبراير كميات ضخمة من المواد التى تدعو الى استقلال التبت والتى تم جلبها من الهند الى الاديرة والقرى المحلية.
وأصدرت احدى المنظمات الانفصالية التبتية وهى "مؤتمر شباب التبت" مؤخرا اوامر بالقيام بحرب عصابات طويلة الامد فى جارتسه.
توضح تفاصيل اعمال الشغب انها كانت مخططة جيدا سلفا.
وقد نجت جميع المتاجر التى كانت تعلق هادا (قطع طويلة من الحرير) خارجها من التدمير.
خلال احداث الشغب التى وقعت فى محافظة شياخه فى مقاطعة قانسو يومى 14 و15 مارس، كان هناك اعضاء رئيسيون يرتدون اشرطة سوداء على رؤوسهم او حول سواعدهم فى جميع المظاهرات تقريبا.
ذكر المتحدث ان المعلومات توضح ان المخابرات اظهرت ان الاجراء القادم الذى ستتخذه القوى الانفصالية الخاصة ب"استقلال التبت" هو ارسال فرق اعدام تقتحم الاراضى بالقوة.
قال المتحدث انه يأمل فى ان يظل الناس فى جميع انحاء العالم متيقظين فى مواجهة الانشطة التى نظمتها زمرة الدالاى والانفصاليون ل"استقلال التبت".
قال المتحدث "اننا نؤمن بشدة بأن الاكاذيب لا يمكنها ان تخفى الحقيقة وان الحقائق ستفضح فى النهاية النية الحقيقية لزمرة الدالاى الذى يهدف الى تقسيم البلاد".