ما حسنوا على الحيتان فأكلها الشعب .. بين «قيصر» و«قسد» السوريين يصرخون
تتصاعد حدة الشائعات كل يوم عن نية لدى الجهاز الحكومي برفع أسعار أهم المواد الأساسية بعد موجة كبيرة من الارتفاعات طالت أسعار الأدوية والمواد الغذائية والبنزين والحديث الحالي عن رفع مادتي الخبز المدعوم والمازوت واللتان تشكلان عصب الحياة للسوريين ..
منذ وقت ليس بالطويل وأجور النقل بدون ضوابط فقلة السيارات والباصات والسرافيس الموضوعة بخدمة النقل العام لتكفي بسبب عدم قدرة المواطنين على التنقل بسياراتهم الخاصة لقلة المواد النفطية أو غلاء أجور التكاسي الخاصة بالإضافة لاستغلال بعض السائقين للمواد النفطية كالبنزين والمازوت المخصصة لسياراتهم وحافلاتهم وبيعها بالسوق السودة بدل من استعمالها بالنقل ..
الحديث عن رفع أسعار الخبز والمازوت ترافق مع إطلاق شائعات أخرى تقول بأن الهدف من تخفيف قيمة الدعم على الخبز والمازوت هو محاربة من يقوم الفاسدين الذين يقومون بالمتاجرة في المواد المقننة والمدعومة وبتعبير أوضح يكشف هذا الكلام الستار عن عجز بعض المؤسسات في محاربة الحيتان ليكون الضحية بالنتيجة المواطن ذو الدخل المحدود والذي عان من ويلات الحرب والآن يعاني من الجوع والحصار ..
في أغلب المدن الكبرى من حلب إلى دمشق فحمص وحماه واللاذقية وطرطوس وباقي المدن الأخرى الحركة المرورية شبه مشلولة رغم الكثافة السكانية والانتظار لساعات طويلة حتى يتمكن المواطن من الركوب واقفاً ومعلقين على الأبواب في حين أن أجور التكاسي ترتفع يوماً بعد يوم وسط استغلال لكبير للمواد النفطية في السوق السودة …
زيادة في الأسعار وتخفيض في الكميات
قرارات تتوافد وراء بعضها أدت لتزايد سريع بأسعار المواد فقرار تخفيض كميات مادتي البنزين والمازوت للسيارات السياحية وحافلات النقل العام والخاص الذي صدر بوقت سابق، كان قد سبقه قرار في 15 آذار الماضي، رفعت بموجبه الحكومة السورية أسعار هاتين المادتين، المحسوبتين على قوائم “المواد المدعومة التي يحتاجها المواطن بشكل يومي” بينما ارتفع سعر ليتر مادة البنزين الممتاز “أوكتان 90” إلى 750 ليرة سورية لليتر الواحد، تحدد سعر مبيع البنزين “أوكتان 95” للمستهلك بـ2000 ليرة لليتر الواحد ليصل سعره بموجب القرار الصادر أمس إلى 3000 ل.س …
أسطوانة الغاز المنزلي التي تزن عشرة كيلوغرامات تصل للمستهلك بسعر 4200 ليرة سورية وبعد أن كانت توزع بمعدل 23 يوم أسطوانة واحدة أصبح المواطن ينتظر أكثر من 75 يوم ليحصل عليها .. في حين ارتفع سعر المواد التموينية الأساسية الرز والسكر إلى 1000 ل.س للكيلو الواحد رغم تأخر عمليات التسليم بـ”البطاقة الذكية” فقد تم التسجيل على مستحقات الدورة الثالثة منذ بضعة أيام بعد انجاز توزيع مستحقات ( شباط وأذار ونيسان ) ليكون معدل التأخر عن تسليم المستحقات حوالي 3 شهور ..
وبحسب ماورد في صحيفة «الوطن»، فأن «كل المعطيات تشير إلى أن الاتجاه هو لزيارة أسعار ربطة الخبز وليتر المازوت المدعومين اللذين باتت تشكل أرقام دعمهما سنوياً عبئاً كبيراً على موازنة الدولة في ظل ارتفاع تكاليف الاستيراد والإنتاج وصعوبة توفير المواد الأولية» وأضافت الصحيفة بأن المؤشرات تؤكد أن الدولة لا يمكن أن تستمر في هذا النزيف اللامنتهي، وأن تقليص قيمة الدعم وزيادة الأسعار أمر لا مفر منه في حال أرادت الاستمرار في تدفق المواد، مؤكدة أن رفع سعر الخبز والمازوت قد يكون في أقرب وقت ..
وبحسب الصحيفة فأن دوافع الحكومة لرفع أسعار هاتين المادتين دون أن تتطرق بالطبع لمتوسط الدخل للمواطن السوري والذي لا يتجاوز الـ 15 دولاراً في الشهر، بسبب أن تكلفة سعر ليتر المازوت الواحد تتجاوز حالياً 1967 ليرة، في الوقت الذي يباع فيه للمواطنين لأغراض التدفئة بسعر 180 ليرة و135 ليرة للمخابز العامة والخاصة، أي إن السعر الذي يباع فيه يقارب حوالي 10 بالمئة من إجمالي تكلفته، وتوقعت أن يتم رفع سعر المازوت المدعوم إلى 500 ليرة لتقليص عجز الموازنة السنوي، أما الخبز، فادعت الصحيفة أن الدولة تدعم الأسرة بمعدل ما بين 30 إلى 60 ألف ليرة شهرياً، مشيرة إلى أن مبلغ الدعم المقدم للخبز ارتفع من 700 مليار ليرة إلى 1300 مليار ليرة سنوياً هذا العام، بسبب ارتفاع أسعار استلام القمح من الفلاحين من 475 إلى 900 ليرة، علماً أن الإنتاج المحلي من القمح لا يغطي سوى 30 بالمئة من حاجة البلاد من الخبز والباقي يتم استيراده من الأسواق الخارجية ..