ماهي الأعمال التي تمنع نزول الرحمة الإلهية عليك في يوم عرفة ؟
في البداية لابد لنا من الإشارة إلى مكانة وأهمية يوم عرفة لدى الشعوب الإسلامية فكما هو معروف بأن يوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، الشهر الثاني عشر والأخير في التقويم الإسلامي ويحدث في اليوم الثاني من الحج إلى مكة المكرمة «والمعالم الدينية المحيطة بها» حيث أن المسلمين ملزمون بأدائها مرة واحدة على الأقل في حياتهم ، إن أمكن ذلك ..
ويعتبر يوم عرفة، المسمى أيضاً يوم الوقف، مهماً لأنه أقدس أيام السنة القمرية الإسلامية «تمامًا مثل ليلة القدر، ليلة قضاء التمكين في رمضان أقدس ليلة في السنة الهجرية» ففي يوم عرفة، من قبل الظهر إلى حد ما حتى غروب الشمس، يلتقي الحجاج، مراعين قواعد الإحرام واللباس الرمزي ، إلى سهل عرفات ويقفون أمام الله تعالى طالبين رحمته ومغفرته ومن هذه الشعيرة أخذت عرفة اسمها الشائع الآخر يوم الوقف حيث يأتي من بعد ذلك اليوم أول أيام عيد الأضحى المبارك ..
من الأعمال المحببة التي أوصى الله ورسوله الكريم في أدائها بهذا اليوم :
– ذبيحة قرباني ( تقديم الأضحية في سبيل الله وتوزيعها على الفقراء )
– الصوم (يخفف الله عن خطايا الإنسان عن عام مضى وعام قادم )
– ذكر الله ( التكبيرات والتسبيحات – الله أكبر ، الله أكبر .. الحمد لله الحمد لله .. لا إله إلا الله .. لا إله إلا الله .. سبحان الله سبحان الله )
– الإكثار من الأعمال الصالحة التي تقربك من الله والعباد
– التوبة الصادقة التي تتجلى بالنوايا الحسنة والابتعاد عن المعصية وغسل الذنوب وعدم تكرارها
موانع الرحمة في يوم عرفة والتي لابد من المؤمن أن يعرفها لكي يبتعد عنها فهذه التصرفات تمنع نزول الرحمة على الإنسان في يوم عرفات وهي :
- المماطلة بسداد الدين والتقصير بحقوق العباد فمن كان له دين برقبتك عليك تسديده قبل أن يحل عليك يوم عرفة فقد حذر الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم بالقول : من كانت عنده مظلمة لأخيه من مال أو عرض فليتحللها من صاحبه من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم، فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه
- القطيعة بصلة الرحم حيث تُعَدّ صلة الرحم من أفضل ما يتقرّب به العبد إلى الله – عزّ وجلّ -، وهي تُعدّ من الأمور الواجبة على كلّ مسلم، كما أنّها تحقّ له؛ وذلك بأن يصل رحمه ويصلوه، وقد ربط الله – تعالى- بين صلة الرحم، والبركة في الوقت، والرزق، وجعلها سبباً لهما، فقد قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم : (مَن أحَبَّ أنْ يُبْسَطَ له في رِزْقِهِ، ويُنْسَأَ له في أثَرِهِ، فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
- أكل المال الحرام وإن أبشع صور المال الحرام أكل مال اليتيم الذي سيُصلي صاحبَه النّار، قال تعالى: «إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنّما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً»، ومن الحرام منع النساء من حقهن في الميراث حتى لا ينتفع أولادهن وأزواجهن به، وهناك من يأكل حقّ الأجير فيكون خصماً لرسول الله يوم القيامة.