بعد سنوات من تداول «الوطن ليس فندقا» ناشطون يروجون لـ هاشتاغ «سافر ولا تتردد»
ظل هاشتاغ #الوطن_ليس_فندقاً رائجاً عبر صفحات السوريين لفترات طويلة وخاصة خلال الحرب الإرهابية الدائرة في بلادهم ضمن إطار التنويه لكثافة الهجرة التي ضربت البلاد خلال فترة الحرب وجعلت بعض المدن والقرى فارغة من أهلها ..
وبعد أن حرر الجيش العربي السوري والقوات الرديفة له معظم المدن والقرى من التنظيمات الإرهابية عصف بالبلاد وباء كورونا وحصار قصير الاقتصادي وبدأ فصل جديد من الحرب على سوريا بقيادة القطب الأمريكي لتصبح واحدة من الدول الغير مؤهلة للعيش الكريم فيها ..
ومع تصاعد حدة القوانين الجائرة وتطبيق الحصار الاقتصادي على سوريا وانتشار حالات الفساد في معظم المطارح والأماكن نتيجة سوء الأخلاق واللعب بالقوانين وتوجيهها للمصالح الشخصية إضافة لحرمان عدد كبير من الشباب حقهم بالتوظيف الصحيح والأمثل لإمكانياتهم وطول فترة الخدمة الوطنية وترتدي المعيشة والاختناقات التي تشهدها منافذ بيع المحروقات والخبز والمواد التموينية وباقي الأساسيات الضرورية للعيش ..
بدأت مساعي الكثير من السوريين نحو الهجرة والسفر خارج سوريا في إطار سعيهم لإنقاذ سنين عمرهم المتبقية كما وصفها البعض وترافق ذلك مع اطلاق هاشتاغ #سافر_ولا_تتردد فقط وصلت ساعات تقنين الكهرباء إلى حوالي 14 ساعة باليوم في ظل ارتفاع كبير للحرارة بالتزامن مع الارتفاع الأكبر بأسعار السلع والخدمات وانخفاض جودتها حيث بات حلم الشاب السوري بين شراء القميص أو تغير الحذاء وفي أقصى درجات البطولة يكون بتبديل الجوال أو الحاسب الشخصي ولم يعد البحث عن حياة كريمة هو الطريق بل أصبح السعي لتأمين أبسط حقوق المواطن هو الطريق ..
كتب أحد الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي بوست يناشد فيه السوريين بالقول :
#سافر_ولا_تتردد ..
انقذ ما تبقى من سنين عمرك المهدور ..
سافر وسترى شعوباً غيرنا ..
وتفهم معنى الإنسانية والحياة ..
ستعرف أننا لسنا أحسن شعوب العالم ولا أعرقهم، وستكتشف أن بلادك صفراء وليست خضراء ..
ستعلم أننا عبئ على البشرية وعلى الحضارة ..
ستكتشف أنك تعيش وسط ذهنيات متحجرة ومجتمع يسبح في النفاق ومليء بالتناقضات والخرافات والأساطير الخيالية ..
ستتأكد أن لا وقت ولا طاقة ولا رغبة للغرب في التآمر علينا .. نحن فقط من نتآمر على بعضنا
ستستغرب لطف سائق التاكسي والشرطي وعامل المطار أو حتى نادل القهوة !!
نعم هم يسعون لكسب المال بكل جد لكن ليسوا بطامعين في مال أو رشوة، ذلك فقط دورهم الحقيقي ..
ستتبادل الأقداح مع رجل غريب في مطعم أو مقهى وتتبادل الابتسامات مع امرأة حسناء في الشارع دون أن تنظر إليك على أي شكل من الأشكال غير أنك إنسان فقط ولا يهمهم غير ذلك منك ..
ستتعلم احترام غيرك لتنال احترامه ..
وستخجل لأشياء كنت تقترفها كبديهيات في وطنك ..!!
سوف تشتاق للأهل والأصدقاء والكثير من الأشياء، لكن تتمنى أن لا تعود يوماً ..
وإن عدت، فستكون عائد زائر أو ميت لا محالة ..
فلا تلوم من هاجر وطنه ..
فلو كان وطناً ما تركه. .