حديث السيد الدكتور بشار الأسد إلى صحيفة الحياة بتاريخ7/3/2000
عشـية تشـكيل حكومة جديدة في سـورية ، قـال العقيد الركن الدكتور بشار الأسد في حديث إلى صحيفة ( الحياة ) إن بلاده ( تحتاج إلى التغيير أكثر من أي وقت مضى ) وأشـار إلى أن المؤتمر العام لحزب البعث سيعقد في العام الجاري ..
" لكن الموعد لـم يحدد بعد " مؤكداً أن " طموحي هو خدمة بلدي وليس أن أكون رئيساً " ..
وكان الدكتور بشار يتحدث إلى " الحياة " عن التحديات التي تواجه أول تغيير للحكومة منذ ثلاثة عشر عاماً وقال : " نحن في حاجة إلى التغيير ، نحتاج إليه اليوم أكثر من أي وقت "
وكان واضحاً من خلال كلماته وعباراته أن التغيير ضروري في كل القطاعات المتعلقة بحياة المواطنين ، مثل الاقتصاد والإعلام والنظام التعليمي والتكنولوجيا والعلاقة بين الريف والمدينة وعلاقات سورية مع العالم الخارجي ، والبيروقراطية ، إضافة إلى تغيير في بعض العادات والتقاليد ..
وقال الدكتور بشار الأسد : إن أولى مهمات الحكومة الجديدة هي " تحديث الإدارة ثم تقليل مستوى الفساد " ومع أن هناك اقتناعاً واسعاً في دمشق بأن الدكتور بشـار أدى دوراً مهماً في اختيار أعضاء الحكومة ، أضاف بتواضع أن دوره اقتصر على " تزكية بعض الناس الأكفاء للرئيس وقيادة حزب البعث " ، موضحاً أن الصفـات المطلوبة في الحكومة الجديدة هي " الكفاءة والنزاهة والمهارات الإداريـة ، فـإذا توافرت هذه العناصر الثلاثة فإننا سنحقق نوعية الحكومة التي نريد " ..
وتابع العقيد الركن بشار الأسد : " قال بعضهم إننا نريد أناساً شباباً في الحكومة ، هم ليسـوا على خطأ ، لأننا بالطبـع نحتاج إلى دماء جديدة في النظام ، لكن هذا لا يعني الاستغناء عن الأعضاء ذوي الخبرة الكبيرة ، أي مثل عملية تطعيم الجسم بالأعضاء البشرية الجديدة . إن إدارة أفضل هي الهدف المفتاح في العملية ، لكن مفتاح هذا المفتاح هو تغيير السيئ من العادات والمفاهيم التي تعوق حركة الإدارة ، لا نستطيع فصل الإصلاح الإداري عن التطويـر الاجتماعي والثقافي والإعلامي والتعليمي ، يجب أن نطور في كل القطاعات معاً " ..
ويذكـر أن الدكتـور بشـار مشغول جداً بالحوارات والنقاش والانفتاح بما في ذلك الحوار بين الأجيال ، وقـال إن ذلـك هـو " أفضل طريقة ، إننا نريـد أولاً معرفـة ما يفكـر فيـه الناس ثـم التنسيق مع القيادة والحزب ورجال الأعمال وكل فئات المجتمع ، لا شـك في أنه ستكون هناك خلافات في وجهـات النظـر ، لكـن الهدف هو خلق فـرص للمواطنين " . ولفت إلى وجود " اتجاه نحو الانفتـاح الاقتصادي ، لكن السؤال هو عن مستوى هذا الانفتاح " ..
ولـدى سؤالـه عـن مستقبله السياسـي وهل يطمح إلى رئاسة سوريـة ، أجـاب بأنه جـاهز لما يطلبه الناس منه " إذ عندي علاقة مباشرة مع الناس ، وأساعـد فـي أي مجـال أستطيـع المسـاعدة فيـه ، أستطيع القيام بذلك عبـر المؤسسات وبالطبع تحت سلطة القانون ". وزاد : أما ما يتعلق بدوره المستقبلـي فإن ذلك يتطـلب أمرين : الأول استعداده الشخصي ، والثاني قـرار قيادة البعـث وبطبيعـة الـدور الـذي سيعرض عليه ، وأوضح أنه ليس لديـه الآن منصـب رسمي باستثناء كونه ضابطاً في الجيش ، وبالتالي فإن أي منصـب آخر في حاجة إلى انتخاب من قبل الحزب ..