كلمة السيد الرئيس بشار الأسد أمام القمة العربية الطارئة في القاهرة
ألقى السيد الرئيس بشار الأسد كلمة الجمهورية العربية السورية في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر القمة العربية غير العادية هذا نصها ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
السيد الأمين العام لجامعة الدول العربية ..
بداية نشكر السيد الرئيس محمد حسني مبارك وشعب مصر العربية على استضافة مؤتمرنا
وأود أن أعبر عن سروري لمشاركتي في هذه القمة وهذه أول مشاركة لي وهي قمة غير عادية بظروفها وغير عادية بعدم انتظامها أو عدم دوريتها ونتمنى أن تكون غير عادية في إمكانيتها ، أن تزاوج بين حماسة الشباب وحكمة الكهول والشيوخ وأقول حماسة وليس اندفاعاً هي حماسة تدفع وليس اندفاعاً بحماسة الآخرين ..
كما أنقل إليكم تحية الشعب العربي السوري وتمنياته للمؤتمر بالتوفيق والوصول إلى النتائج التي تنتظرها منه الأمة العربية والإسلامية , وإذا كانت الظروف المختلفة تفرض في بعض الأحيان أن لا يتكلم الإنسان في كل ما يفكر فيه حرصاً منه على نجاح عمل ما فإن الأمانة تقتضي أن أنقل معي وأضع أمام المؤتمر كل ما أعرفه من الأفكار والهواجس التي تجول في خاطر المواطن السوري والتي لا أعتقد أنها تختلف بحال من الأحوال جوهرياً عن الآمال والتطلعات التي تحملونها نيابة عن مواطنيكم في الأقطار العربية المختلفة خاصة في هذه المرحلة البالغة الخطورة والتعقيد ودماء الشهداء والجرحى لم تجف بعد بل ما زالت تسيل حتى الآن لأن العدوان الإسرائيلي على العرب بشكل عام ما زال مستمراً وقد تصاعد هذا العدوان مؤخراً ليطول حرمة المسجد الأقصى المبارك ويهدد وجود الشعب الفلسطيني وحقه في حياة كريمة وآمنة على أرضه وأرض أجداده .
أيها الإخوة ..
لقد دخل شارون إلى باحة المسجد الأقصى ليس محبة بنا ولا بالسياحة بل لكي يقول لكل فلسطيني ولكل عربي ولكل مسلم إنه يحتقر كل شعائرنا ومشاعرنا ومقدساتنا ومعتقداتنا .
وعلى كل الأحوال فهذا لا يهمه فشارون مجرم وتاريخه معروف ومذابح صبرا وشاتيلا ما زالت تشهد على هذا الشيء لكن الغريب أن البعض أتى إلينا ليقول لنا إن شارون هو المسؤول الوحيد عن كل ما جرى وإن باراك لا علاقة له بكل ما حصل فانتبهوا يا عرب وقدموا المزيد من التنازلات لكي تحفظوا باراك وتحافظوا عليه من السقوط وتقطعوا الطريق على شارون .
لكنهم نسوا آلاف العسكر الذين أحاطوا بشارون خلال زيارته المشؤومة وابتدؤوا أعمال القتل هم أفراد يتبعون مباشرة لباراك ويأتمرون بأمره بوصفه رئيساً للحكومة ووزيراً للدفاع وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على تنسيق تام بينهما بشأن ما حدث وما يحدث الآن لأسباب داخلية انتخابية وقودها أرواح الشعب الفلسطيني وكرامة الأمة العربية والمسلمين في كل مكان .
وإذا كان ثمن العملية الانتخابية في إسرائيل هذا العدد من الشهداء الذين سقطوا حتى الآن فماذا يكون الحال لو كان الموضوع أكبر من ذلك وطال بلداناً عربية أخرى ومساحات أكبر من الوطن العربي ؟ أعتقد بأن الثمن سيكون باهظاً جداً.
ومن متابعة الأعمال الإجرامية الدموية التي مارستها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا في فلسطين يثبت لنا يوماً بعد يوم بما لا يدع مجالاً للشك عجز قادة إسرائيل عن إخفاء طبيعتهم العنصرية العدوانية بل إنهم تجاوزوا هذا إلى حد الإعلان عنها أسلوباً معتمداً في التعامل مع العرب وما تغيير الأسلوب الإسرائيلي في القمع من إطلاق الرصاص الحي على الأرجل إلى التسديد مباشرة على الرأس والصدر إلا دليل واضح على رغبة عارمة لدى الإسرائيليين في القتل تم التخطيط لها مسبقاً وعلى أعلى المستويات .
ماذا حصل لاحقاً ؟ ..
بدأت الجهات المختلفة تطالب بضبط النفس ، تساءلنا ما هي هذه الأطراف ؟ بمعنى أن كلمة أطراف تعني أن هناك جهات متقابلة لها مقومات متشابهة هناك طرفان إذا صح التعبير طرف إسرائيلي وطرف فلسطيني الطرف الأول الإسرائيلي لديه دولة الطرف الثاني الفلسطيني لم يحقق هذه الدولة بعد الطرف الأول لديه سيادة الطرف الثاني لم يحقق هذه السيادة الطرف الأول لديه جيش جرار الطرف الثاني لديه الحجر الطرف الأول قاتل الطرف الثاني مقتول فكيف تسمونهم أطرافاً وتطلبون منهم أن يضبطوا النفس ؟
مهمة القاضي أن يحدد من هو القاتل ومن هو المقتول ولا يطلب القاضي عندما تعرض عليه جريمة من الأطراف ضبط النفس عليه أن يحدد ويضع النقاط على الحروف ماذا تكون النتيجة لو أن القاضي قال لأهل المقتول عليكم أن تبحثوا عن تسوية؟ .
نحن بهذه الحال ندفع الناس إلى الانتقام والثأر وهذا يعني الفوضى .
أيضاً قيل إن المشكلة هي أن المنطقة فيها مشكلة المنطقة في حالة خطرة نحن في مأزق الحقيقة أن المشكلة هي لدى إسرائيل وهي الواقعة الآن في مشكلة حقيقية وليس من مهامنا في هذا المؤتمر أن ننقذ إسرائيل من مشكلتها وأن نخرجها من مأزقها ..
البعض يقول إن الحق ينتصر صحيح أن الحق ينتصر لكن لا ينتصر بدون عمل فاعل .. الحق لا يأتي بعمل منفعل الحق هو عمل فاعل وعندما نصل إلى الحق الذي نريد سيكون نتيجة لعمل نحن نحدده وليس الآخرون .
تكلموا معنا بمفاهيم مختلفة مفاهيم نسبية ومطلقة قالوا باراك أفضل من نتنياهو لأنه قدم أكثر قلنا من الممكن أن يكون باراك أفضل من نتنياهو هذا مفهوم نسبي يمكن أن يطبق على الأشخاص أما على الحقوق فلا تطبق مفاهيم نسبية الحق خاصة عندما يكون أرضاً هو مفهوم مطلق محدد واضح الأرض تحدد بالكيلومترات وبالأمتار وبالسنتيمترات ولا يمكن أن يكون هناك مفاهيم نسبية في الأرض .. الأرض محددة بإحداثيات بعد أن يتم الحصول على الحق كاملاً في الأرض يمكن أن تناقش بقية الأمور وهذا يرجع للأطراف المتفاوضة .
طالبوا بحلول وسط قلنا مجرد أن العرب وافقوا على القرار 242 بعد حرب 1967 هو حل وسط من العرب إسرائيل احتلت فلسطين من بدايتها لنهايتها وقال العرب أمر واقع إسرائيل أمر واقع نحن نتنازل عن أراضينا في الأراضي الفلسطينية التي احتلت عام 1948 أعطونا الأراضي التي احتلت عام 1967 ولكنهم طالبوا بحل وسط بالنسبة لأراضي عام 1967 .
لا نستغرب في المستقبل أن يطالبوا بحل وسط بالنسبة للأراضي التي نحن نعيش فيها الآن .
طبعاً هناك بعض التعابير التي تستخدم وهي مفاهيم عامة إذا بقينا نستخدمها لا نصل إلى شيء السلام ليس كلاماً ليس كل من قال نريد السلام يعني فعلاً أنه يريد السلام .. السلام هو هدف ومع هذا الهدف نسلك طريقاً معيناً باتجاه هذا الهدف هذا الطريق هو ممارسة يومية سياسية أو غير سياسية تؤدي إلى هذا الهدف .
منذ عملية السلام نحن صادقون وجادون في أن نصل إلى السلام العادل والشامل نسير في طريق مباشر نحن كعرب أما بالنسبة للإسرائيليين فإننا نرى أنهم يسيرون باتجاه معاكس لكنهم يقولون إنهم يريدون السلام وبالتالي علينا أن نصدق أعتقد أننا يجب أن ننزل إلى التفاصيل أكثر قليلاً لكن علينا إذا أتت إلينا جهة سواء من الإسرائيليين أو من أية جهة غربية أو غير غربية لتتحدث معنا بهذا الموضوع أن نناقش صدق أو عدم صدق السعي للسلام من خلال هذا الطريق ومن خلال هذه التفاصيل .
أيضاً يتكلمون عن التوازن نتمنى أن نعرف كلمة توازن في المنطقة ماذا نقصد بها أو ماذا يقصدون بها ؟ إذا كانت الحرب غير مسموح بها أو غير مرغوبة أيضاً فأي توازن هو المقصود ؟ لنحدد كلمة توازن لندخل بالتفاصيل ونكون واضحين ونبتعد عن الكلام العام الخطابي , المؤسف أنه عندما تحصل أزمات ترتفع الدعوات الإحباطية .
ـ اسمحوا لي أن أسميها إحباطية أو تنازلية بحجة إيقاف إراقة الدماء الفلسطينية أنا أعتقد بأن الشعب الفلسطيني لا يطلب من هذه القمة إيقاف إراقة الدماء لأن الحل موجود يستطيع كل مواطن فلسطيني أن يدخل إلى منزله ويختبئ ولن يراق دمه يستطيع أن لا يمسك هذا الحجر ويرميه أن لايقاوم وأعتقد أو قل متأكد لم نسمع أي مناضل فلسطيني يطلب وقف إراقة الدماء .. الدماء التي سفكت لم تسفك لكي نأتي نحن ونوقف هذا السفك بل لكي تدفع إسرائيل الثمن .. طبعاً بعض الحجج تكون أحياناً هي الواقعية يجب أن نكون واقعيين كلما تكلم الإنسان شيئاً يقولون له كن واقعياً أيضاً لنحدد الواقعية لنعرف ماذا تعني الواقعية أو لنحدد ماذا يعني الواقع هناك شخص يخضع للواقع وهناك شخص يقرأ الواقع بدقة وهناك شخص يغير الواقع نحن ندعو لقراءة الواقع بوضوح وبدقة ومن ثم تغيير الواقع ..
وأنا لا أتحدث بكلام نظري هناك تجربة قديمة حديثة وهي تجربة لبنان وبالإذن من فخامة الرئيس إميل لحود فهي لم تعد تجربة لبنانية بل هي تجربة عربية يحق لكل واحد منا أن يتكلم عنها وأن يفخر بها احتلت إسرائيل لبنان منذ اثنين وعشرين عاماً وأعني احتلت الجنوب اللبناني منذ اثنين وعشرين عاماً بهدف طرد المقاومة الفلسطينية من الجنوب أو من لبنان أو إبعادها في المرحلة الأولى عن شمال فلسطين وفي عام 1982 وصلت القوات الإسرائيلية إلى بيروت ثم خرجت القوات الفلسطينية من لبنان ومن ثم خرجت سورية من بيروت خرجت إسرائيل بالتراجع خرجت أولاً من بيروت ومن ثم من الجبل أتت القوات المتعددة الجنسيات وأخرجت من قبل المقاومة واستمر التراجع الإسرائيلي يوماً بعد يوم وكانت دائماً هذه الدعوات تقول للكل وللمقاومة أولاً ماذا تفعلون ؟ هذا العمل غير واقعي هذا العمل لن يوصل لشيء لن تستطيعوا التأثير على إسرائيل أنتم تخمشون ولا تحررون وكلام من هذا القبيل ..
ماذا كانت النتيجة ؟ في أيار هزيمة إسرائيلية عمل لم يتحقق منذ عام حرب 1973 في عام 1973 دخلت القوات العربية المشاركة في عمق الأراضي المحتلة ومن ثم تراجعت لحدود معينة نتيجة الهجوم الإسرائيلي المعاكس الآن إسرائيل تحشد قواتها في الاتجاه اللبناني لكن ما حدث في أيار أعتقد أنه رادع ولن تعود إسرائيل لخوض هذه التجربة مرة أخرى ..
ولكن كيف وصلت المقاومة لهذا النصر في أيار ؟ هل وصلت بقوة السلاح ؟ لم تحقق ما حققته بقوة السلاح بل حققته بقوة الإرادة وبقوة العقيدة وحققته بالتصميم على تغيير هذا الواقع قالوا نغير الواقع ومن ثم نحرر لم يقولوا فقط نريد أن نقاتل وأعتقد أن ما يحصل الآن في فلسطين وكأنه رسالة من الإخوة الفلسطينيين داخل الضفة وداخل أراضي فلسطين 1948 رسالة بأننا نحن فهمنا الدرس وسنعمل على تغيير الواقع وبالتالي نحن كعرب في هذه القمة لا نستطيع أن نكون بين بين إما مع القاتل وإما مع المقتول ولابد من تحديد موقعنا .
وعن بعض الأسباب في الوضع الذي وصلنا إليه ولو بشكل مختصر لا نطيل وهي عناوين عريضة أعتقد أن كل واحد منها بحاجة لدراسة مستفيضة كلمة خيار السلام الإستراتيجي هي أحد أسباب ما وصلنا إليه إننا اخترنا السلام الإستراتيجي وهذا صحيح لكن هذا الخيار لم يكن واضحاً تماماً ، عندما نقول خيار السلام الإستراتيجي فإن كلمة خيار تعني أنه هناك خيارات مختلفة ولا تعني فقط خيار السلام أو خيار الحرب هناك خيارات مختلفة أمامنا وأمام أي دولة طبعاً ..
طبعاً هناك على سبيل المثال خيار السلام الإستراتيجي خيار الحرب الإستراتيجي خيار القوة الإستراتيجي خيار الردع الإستراتيجي وخيارات اجتماعية واقتصادية وإلى آخره طبعاً هذه ليسـت دعوة للحرب وإنما كلمة أو تحليل بسيط وعام حتى في خيار الحرب الإستراتيجي هناك خيار حرب دفاعي إستراتيجي وهناك خيار حرب هجومي إستراتيجي نحن عندما اخترنا خيار السلام الإستراتيجي كان بديلاً لخيار الحرب الذي كنا نفكر بأننا سوف نهاجم لنحرر أراضينا هذا صحيح لكن هل يكون خيار السلام بالتخلي عن خيار الدفاع على الأقل ؟ هذا أولاً ..
النقطة الثانية السلام بحاجة للقوة السلام بحاجة للردع ولا أتكلم عن الناحية العسكرية لكي لا يفهمني البعض بشكل خاطئ القوة هي عوامل متعددة والردع أيضاً هو عوامل وعناصر مختلفة خيار القوة والردع ليس بالضرورة عسكرياً قد تكون له أشكال مختلفة قد يكون بشكل عسكري وقد يكون بشكل تضامني ..
التضامن العربي هو خيار قوة وخيار ردع وقد يكون من خلال مشروع قومي قيام المشروع القومي أيضاً هو عامل رادع وهو عامل قوة ..
إذاً أمامنا خيارات مختلفة بشـكل عام سلام حرب قوة ضعف أفضل الخيارات هو السلام مع القوة أي سلام الأقوياء يأتي بعده خيار الحرب مع القوة أي حرب الأقوياء وأنا لا أقول ماذا نريد هو كلام أعتبره أكاديمياً أسهل شيء هو سلام مع ضعف أو حرب مع ضعف حرب الضعفاء هي خسارة وسلام الضعفاء هو خسارة فإذاً إذا كنا اخترنا السلام , فليكن سلام القوة أو سلام الأقوياء أما ونحن ضعفاء فلا نستطيع أن نقول بأن هناك خياراً بل هناك فرض يفرض علينا من الخارج ..
أيضاً غياب المشروع القومي أنا من الجيل الذي شهد نهاية أو تراجع المد القومي الرومانسي الذي كان في الخمسينيات وامتد حتى السبعينيات وفي الثمانينيات كانت هناك الطروحات القطرية ومن ثم في التسعينيات الطروحات أو المشروع القومي الاقتصادي أي السوق العربية المشتركة وفي كل مرحلة كنا نقول هذا الطرح هو الطرح الواقعي ..
في الحقيقة ما من طرح من هذه الطروحات هو واقعي إلا إذا تكاملت هذه الطروحات أي أن المشروع القومي العربي فيه عاطفة فيه سياسة فيه اقتصاد .
طبعاً يعني السبب الثالث لما وصلنا إليه هو تراكم الأخطاء العربية والدولية في معالجة القضايا المختلفة التي طرحت على أمتنا خلال عقود عديدة وارتباط مواقف الدول الأجنبية إلى حد كبير بجدية قراراتنا التي لم تكن في الماضي على المستوى المطلوب .
أيها الإخوة ..
إن العالم وخاصة العالم العربي يشخص بأبصاره وعقوله وقلوبه نحو هذا المؤتمر وما لم نبرهن بمواقفنا وقراراتنا على أن مصير المنطقة نحن الذين نحدده ولن يكون متروكاً لتحكم الآخرين فإن التاريخ لن يرحمنا والشعب لن يغفر لنا وما سيتخذه المؤتمر من قرارات ستكون له نتائج حاسمة في الواقع العربي لذلك يجب أن نقدر خطورة اتخاذ قرارات هشة تخذل الأمة وتؤدي إلى تزايد حالة الإحباط وتداعياتها السلبية والتي لن يكون من نتائجها سوى المزيد من العنف والمزيد من الشهداء ..
وأذكر أيضاً أن قرارات قادة العالم والمراجع الدولية ستكون مرتبطة إلى حد كبير بفعالية هذا المؤتمر وبالتالي فإن ما سنتخذه من قرارات سيكون له مفاعيل عربية وإقليمية ودولية سلبية أو إيجابية وذلك بالعودة إلى أدائنا كقادة عرب أي إلى إمكانياتنا في اتخاذ موقف قوي وبعكس ما يعتقد البعض بأن عناصر القوة غير متوفرة لدينا كعرب فالواقع يدل على أن الضعف الذي نعيشه هو شعور ذاتي نقنع أنفسنا به لأسباب مختلفة في الوقت الذي نمتلك فيه الكثير من عوامل القوة وهذه هي الهزيمة من دون حرب هزيمة العقيدة والإرادة هي أصعب وأسوأ أنواع الهزائم ..
وأول ما نحن مطالبون بتحقيقه في هذه القمة هو الاتفاق على صيغ محددة للتضامن فيما بيننا والالتزام الجاد بتطبيق واحترام تلك الصيغ وللوصول إلى ذلك لا بد من الاستناد إلى موقف إستراتيجي دائم ومستمر وليس لحالات ظرفية طارئة تظهر وتختفي مع تزايد أو تناقص التهديدات الإسـرائيلية وبمعنى آخر لننتقل من حالة نكون فيها متأثرين ومنفعلين إلى حالة نكون فيها فاعلين ومؤثرين
لابد من تعزيز الأمن القومي العربي والتعامل مع أي عدوان تشنه إسرائيل على أي دولة عربية على أنه عدوان على كل الدول العربية الأخرى ..
ولنضع في اعتبارنا أن ما تقوم به إسرائيل الآن في القدس وبقية الأراضي الفلسطينية هو اختبار لمدى قدرة العرب على التعامل مع حالات العدوان سـتبني عليه تماديها المستقبلي على آمن وكرامة أي دولة من دولنا ..
وليس المطلوب هو إعلان الحرب ولا القرارات الارتجالية إنما المطلوب هو قرارات مدروسة تمكننا من الاستخدام السليم للطاقات والإمكانات المتوفرة بالشكل الذي يضمن ردع إسرائيل عن تكرار ما تقوم به الآن وما قامت به في الماضي من انتهاكات للمواثيق والقرارات الدولية ولحقوق الإنسان ويلزمها بعملية السلام العادل والشامل بالشكل الذي يحقق الاستقرار في المنطقة وليس البحث عن مجرد اتفاقات سلام لاتحقق السلام إلا على الورق أما على الأرض فهي تحقق كل ما تريده إسرائيل وكل ما لا يرتضيه العرب ..
كما يجب أن تؤمن هذه القرارات دعم صمود إخوتنا الصامدين في الأرض المحتلة ريثما يتحقق السلام الذي ننشده والذي يعيد إليهم حقوقهم الكاملة وفي هذا السياق نقترح إنشاء صندوق قومي تموله الدول العربية بنسبة مساهمتها في موازنة الجامعة العربية بالإضافة إلى التبرعات التي من الممكن أن ترد إلى هذا الصندوق وتحدد آلية معينة للإشراف على إنفاق أمواله ..
أيها الإخوة ..
لقد اختارت الأمة العربية السلام على أساس تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الأرض مقابل السلام الذي يؤكد على عودة جميع الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حزيران عام 1967 في الجولان وفلسطين وضمنها القدس بالإضافة إلى عودة الأراضي اللبنانية التي ما تزال تحت الاحتلال وضمان حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية كاملة وتحرير جميع الأسرى العرب والمعتقلين العرب في السجون والمعتقلات الإسرائيلية ..
وبينما نحن نسعى إلى السلام تسعى إسرائيل للحرب وبينما اخترنا نحن السلام خياراً إستراتيجياً كان بالنسبة لإسرائيل خياراً تكتيكياً أراد العرب الوصول إلى سلام عادل وشامل وأرادت إسرائيل سلاماً مجتزءاً منقوصاً وقد أقامت بعض الدول العربية علاقات مع إسرائيل بهدف دفع عملية السلام بحسب ما سمعناه منهم ولكن هذه العملية لم تتقدم بل كانت دائماً في حالة تراجع بفعل الممارسات الإسرائيلية والتصلب والتعنت المتزايد يوماً بعد يوم وكنا نلقي باللوم عل تبدل الأشخاص القائمين على السلطة في إسرائيل حيناً وعلى ظروف عربية ودولية أحياناً أخرى وتزايدت الغطرسة الإسرائيلية وثبت عدم جدوى كل تلك التحليلات والتبريرات لذلك لابد من وقف كل أشـكال التعاون مع إسرائيل بالإضافة لتفعيل قرار المقاطعة لها وما طرحناه من أفكار وما ذكرناه من مقترحات من شأنه أن يدفع قادة إسرائيل إلى التفكير بالسير على طريق السلام العادل والشامل ويجعلهم يدركون الفارق بين خيار السلام وخيار الضعف بالنسبة للأمة العربية ولا يفوتنا ونحن نطالب بإجراءات رادعة مباشرة أن نؤكد على إجراءات أخرى غير مباشرة تؤدي إلى نفس الأغراض وتساهم في تعزيز موقعنا في المنطقة والعالم وتفرض على الجميع احترام آرائنا وقراراتنا وتضمن إمكانية التأسيس لواقع عربي متحرر من كل عقد الخوف والتردد والضعف ..
وبعض هذه الإجراءات هو في نفس الوقت هدف نبتغي الوصول إليه وعلى رأسها الهوية العربية والقيام بكل ما يؤكد هذه الهوية ويرسخها بالإضافة لتمتين العلاقات العربية والعمل العربي المشترك من خلال تطوير العلاقات الثنائية بين دولنا أو من خلال تفعيل دور جامعة الدول العربية وسيكون للانعقاد الدوري للقمة دور هام في كل ذلك ولا نرى مبرراً لعدم انتظام انعقادها فالخلافات العربية مهما بلغت من الحدة تبقى أقل أهمية من خطر خارجي يهدد جميع دولنا وشعوبنا فنحن في النهاية أمة واحدة ومهما اختلفنا سنعود ونلتقي ..
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ..
السادة أعضاء المؤتمر ..
إننا إذ يجب علينا التأكيد للعالم مرة أخرى أننا حريصون أشد الحرص على تحقيق السلام والأمن للجميع في المنطقة وفي العالم أجمع فإنه يجب علينا وبنفس المقدار الارتقاء إلى المستوى الذي يتطلبه أداء الواجب القومي الأول وهو صون الحقوق العربية والذود عن مقدساتنا وكرامتنا وتحقيق إرادتنا في تقرير مستقبلنا ومصيرنا وتأمين غد آمن لأجيالنا المقبلة والسلام عليكم .
الله يوفق الدكتور الرئيس بشار الاسد الله يحفظه و يحميه و يرعاه و يديمه و يطول بعمره يا القمة العربية كوني مع سيدنا الدكتور بشار الاسد عاوني بعضكن و كونوا يد وحدي لوجه الله الدكتور بشار الاسد بطل و حنون و بيحب سوريا و القمة العربية كلها ما بدنا اليهود يهينونا وينك يا ملك عبد الله يا أمير الاردن و أمير قطر ؟ ؟؟؟ ما بدنا فتن تموا مع سيدنا الرئيس الدكتور بشار الاسد الله يقويه بيروح لهون و هون لوجه الله نشان ما تحاربوا بعض و تحبوا بضكن وسوريا فيها نظام