الشرع أمام اجتماع قيادات فروع الجبهة: أجواء اليوم أفضل من السنوات الست الماضية نتيجة المعنويات العالية للشعب السوري والثقة المتبادلة بينه وبين الرئيس الأسد
قدم السيد فاروق الشرع نائب رئيس الجمهورية عرضا سياسيا أمام المشاركين في الاجتماع الدوري لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة حول مواقف سورية في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية والأحداث التي تشهدها الساحة العربية.
واعتبر الشرع أن مجريات هذا اللقاء السنوي لقيادات فروع الجبهة الوطنية في سورية تجري هذا العام وسط أجواء أفضل من التي سادت في الأعوام الستة الماضية بفضل الروح المعنوية العالية التي لازمت الشعب السوري على امتداد الوطن فحافظ عليها بأقصى ما يملك من طاقة وإيمان في مواجهة المصاعب متمسكا بهوية أمته العربية وبالتوازي يعود الفضل أيضا إلى قائد هذا الوطن السيد الرئيس بشار الأسد الذي كان وفيا لهذا الشعب وصادقا معه في كل الأزمات والملمات واستطاع من خلال الثقة المتبادلة بينه وبين الناس أن يحول قلقهم المشروع إلى ثبات على المبادىء وقدرة على الصمود في وجه الأعاصير والعقوبات والأضاليل لافتا إلى أن الرئيس الأسد في كل خطاباته وتصريحاته ومواقفه قال إن الرهان على المقاومة الوطنية لا يمكن أن يكون خاسرا وإن المشروع الأميركي الإسرائيلي لم يكتب له النجاح لأنه اعتمد على حصار الشعوب الأخرى وشن الحروب عليها.
وأشار الشرع إلى أن سورية وبالرغم مما تعرضت له من ضغوط استطاعت أن تصمد ولم تنطل عليها الخدع والأباطيل مؤكدا أن أصحاب هذا المشروع الأجنبي فشلوا في تحقيق أهدافهم بفضل خيار الشعب السوري الذي نجح وسوف يواصل النجاح.
ورأى الشرع أن ادعاءات تبرير الحرب على العراق في العام 2003 سقطت على أصحابها وفشلوا في إسقاط المقاومة ولن ينجحوا في التحريض على سورية وإجبار الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على الاستسلام.
وبين الشرع أن مشروع المحافظين الجدد الأميركيين كان خاليا من أي قضية يمكن الدفاع عنها بشهادة خيرة الخبراء والشخصيات ومراكز البحوث منوها بهذا الصدد بدور تركيا ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية والإعلامية التي رفضت تقديم أي تسهيلات لغزو العراق ووقوفها ضد اجتياح غزة وسعيها المستمر لرفع الحصار عن قطاع غزة.
كما تطرق الشرع إلى أهمية الدور الذي لعبته إيران في ردع المشروع الصهيوني معبرا عن أسفه لقيام عدد ضئيل من الأقلام والمعلقين بوضع تركيا وإيران في خانة إسرائيل بحجة حرصهم على التضامن العربي في مواجهة العدو الصهيوني في الوقت الذي يتجاهلون فيه التهديد الإسرائيلي المحدق بالفلسطينيين والعرب.
وفي معرض رده على تساؤلات المشاركين في الاجتماع أوضح الشرع أن سورية مع السلام العادل والشامل الذي يعيد الحقوق لأصحابها مشيرا إلى أن سلوك إسرائيل العدواني يؤكد أنها لا تريد السلام وتقرير غولدستون شاهد على ذلك.
كما أوضح الشرع أن المرحلة الانتقالية الحالية تتبلور تجاه تشكيل نظام اقتصادي دولي جديد أقل إجحافا وأكثر عدالة والأزمة المالية والاقتصادية العالمية التي تجتاح العالم اليوم دليل واضح على وجود خلل في النظام الدولي السائد ولذلك تجري محاولات عديدة تشارك فيها دول عدة ذات شأن في القضايا الاقتصادية والسياسية الهامة وسورية تؤيد هذا التوجه وتعمل من أجله.
وعبر الشرع عن أمله في أن يسهم تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اللبنانية بفتح الطريق أمام آفاق إيجابية للشعب اللبناني وللعلاقات السورية اللبنانية المتميزة.
وقد اختتم الاجتماع الدوري لقيادات فروع الجبهة الوطنية التقدمية والقيادات السياسية لأحزاب الجبهة أعماله أمس بجلسة ترأسها الدكتور سليمان قداح نائب رئيس الجبهة الوطنية التقدمية وذلك في مجمع صحارى بدمشق.
الجلسة الختامية تبحث تعميق دور الجبهة في الحياة العامة
وناقشت الجلسة واقع العمل الجبهوي خلال الفترة الماضية في المحافظات وسبل تطويره حيث تركزت مداخلات أعضاء المكاتب السياسية لأحزاب الجبهة حول تطوير عمل الجبهة وتعميق دورها في الحياة العامة.
ودعت المداخلات إلى تفعيل التنسيق والتعاون بين أحزاب الجبهة والتشاركية السياسية والارتقاء بالحوار الجاد بين الأحزاب كما تم طرح مسالة التفرغ لأحزاب الجبهة وتأمين المقرات لها في المحافظات ورفع نسبة تمثيل الأحزاب في المنظمات والنقابات ومجالس الإدارة المحلية ومكاتبها التنفيذية على قاعدة المشاركة للجميع.
وأكدت المداخلات ضرورة الارتقاء بعمل الجبهة وأدائها الفكري والتنظيمي والسياسي وتعميق الثقافة الجبهوية بين الجماهير وتفعيل دورها في السلطتين التنفيذية والتشريعية وتطوير أداء الأحزاب وتحسين فعاليتها بأدواتها الذاتية لامتلاكها القدرة على الاستقطاب التنظيمي والارتقاء بالحياة السياسية مشيرة إلى ضرورة إيلاء الإعلام الجبهوي مزيدا من الاهتمام والارتقاء به والتركيز على نشاطات الجبهة.
وقال قداح في ختام أعمال الاجتماع إن جميع ما طرح في الاجتماع سيكون موضع اهتمام الجبهة والقيادة السياسية والحكومة تجاه مختلف القضايا الاقتصادية والخدمية والاجتماعية داعيا إلى التعاون والتنسيق بين أحزاب الجبهة بما يسهم بالارتقاء بالعمل الجبهوي.
وأشار قداح إلى أن العلاقة بين حزب البعث وأحزاب الجبهة علاقة قائمة على توسيع المشاركة أمام الجميع بناء على الكفاءة والخبرة والتجربة والنزاهة لأن بناء الوطن مهمة الجميع.
وقال إن لأحزاب الجبهة دورا رئيسيا في المجتمع يتمثل بالتواصل مع الجماهير وتوسيع اللجان الجبهوية في الأحياء لتضم كافة ممثلي أحزاب الجبهة داعيا إلى رفع مستوى الأداء في جميع مواقع العمل.