انطلاق أعمال المؤتمر العالمي للسياسات الثقافية والتنمية المستدامة (موندياكولت 2022)
بمشاركة سورية، انطلقت اليوم أعمال المؤتمر العالمي لمنظمة اليونسكو حول السياسات الثقافية والتنمية المستدامة “موندياكولت 2022” في المكسيك والتي تستمر خلال الفترة من الـ 28 إلى الـ 30 من أيلول الجاري ويشارك فيه 140 وزيراً للثقافة حول العالم.
ويدعو المؤتمر إلى ضرورة أن تكون الثقافة بجميع أشكالها وتعبيراتها ومعانيها في جوهر أي مسار تحولي للتنمية البشرية، كما يسعى المؤتمر إلى صنع حوار عالمي حول دور الثقافة في التنمية المستدامة.
وألقت وزيرة الثقافة الدكتور لبانة مشوح كلمة مسجلة خلال أعمال اليوم الأول للمؤتمر أكدت فيها أن التنوع الثقافي هو السمة المميزة للهوية الوطنية السورية الجامعة، ودستور الجمهورية العربية السورية يكفل في الشكل والمضمون حماية هذا التنوع للمجتمع السوري بجميع مكوناته وتعدد روافده، ويؤكد أنه لا تمييز بسبب الجنس أو الأصل أو الدين أو اللغة أو المنشأ أو المعتقد، وللناس جميعاً فرصهم المتكافئة.
وأضافت الدكتورة مشوح: “إن سورية عبر تاريخها الذي يمتد بجذوره إلى الألف السابع قبل الميلاد ملتقى للحضارات… والحرب الإرهابية استهدفت تمزيق وحدتها الجغرافية، وضرب تنوعها الثقافي، وقد وصل الإجرام بحق المجتمعات المحلية ذات الخصوصية الثقافية التي تشكل مكوناً أساسياً في نسيجنا الوطني، حد التطهير العرقي والمذهبي، لذلك فإن حرصنا على حماية تنوعنا الثقافي يوازي حرصنا على وحدة وطننا أرضاً وشعباً”.
وأكدت وزيرة الثقافة أن الاستراتيجية الثقافية الوطنية في سورية تقوم على حماية وصون وضمان استدامة التراث الثقافي المادي واللامادي والحفاظ على تنوعه الكبير وتعدد مشاربه، باعتباره ركناً مهماً من أركان الهوية الوطنية الجامعة وأحد روافع التنمية المستدامة، وعاملاً حاسماً في تكريس التماسك والأمن والسلام.
وختمت الدكتورة مشوح كلمتها قائلة: “إن سورية العضو المؤسس في منظمة اليونسكو والتي كانت مساهمتها فعالة في أعمالها، وصدقت على معظم الاتفاقيات الدولية التي أقرت تحت مظلتها، أعطت العالم أبجديته الأولى، ودونت على رقم أوغاريت أول نوتة موسيقية عرفتها البشرية، سورية مهد الحضارات وملتقى الثقافات، تهيب بكل غيور على التراث الإنساني العالمي أن يدعم جهودها في الحفاظ على هذا التراث العظيم، تراثنا الثقافي ليس ملكنا وحدنا، إنه ملك للإنسانية، ومهمة الحفاظ عليه وصونه تقع على عاتق الإنسانية جمعاء”.
يذكر أن المؤتمر انطلق بعد أربعين عاماً من مؤتمر “موندياكولت العالمي الأول” حول السياسات الثقافية الذي عقد في المكسيك عام 1982، وبعد 24 عاماً من مؤتمر اليونسكو العالمي للسياسات الثقافية من أجل التنمية الذي عقد في ستوكهولم-السويد في عام 1998.