جولة طارئة للسيد الرئيس بشار الأسد والسيدة عقيلته في حلب
بدأ السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد جولتهما في حلب بزيارة مشفى الأسد الجامعي والاطلاع على أحوال المصابين المتضررين من جراء الزلزال الذي ضرب البلاد فجر يوم الاثنين 6 شباط 2023م ثم قاما بزيارة موقعاً تعمل فيه فرق الانقاذ على رفع الأنقاض والدمار لانتشال المصابين والضحايا بحي المشارقة بمدينة حلب.
ففي أول محطة من الزيارة توجها إلى مشفى حلب الجامعي للاطمئنان على حالة المصابين والمتضررين من الزلزال واستمعا منهم الى أوضاعهم واحتياجاتهم كما استمعا من الكوادر الطبية إلى طبيعة الدعم الطبي الذي تم تقديمه للمصابين والتحديات التي واجهتهم في محنة الزلزال غير المسبوقة.
وقال الرئيس الأسد مخاطباً الأطباء والكوادر العاملة في المشفى : نفتخر بالكوادر الوطنية في كل الأزمات وفي أزمة الزلزال شاهدنا الكثير من البطولات والأطباء الذين يعملون في الظل هم جزء من هذه البطولات وما سمعناه من المرضى وهم بمعنويات عالية يدل على قيامكم بواجبكم وهذه هي الوطنية والبطولة.
وفي تصريح للسيد الرئيس لوسائل الاعلام في أحد مواقع إزالة الأنقاض وانتشال المصابين في مدينة حلب أكد بالقول : “الحالة الإنسانية غير موجودة لدى الغرب وبالتالي فإن تسييس الوضع في سورية هو أمر طبيعي بالنسبة لهم”.
وللجهود الأهلية والمجتمعية دور كبير في معالجة تداعيات الزلزال، وتقديراً لهذه الجهود ودعمها زار الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد المطبخ الميداني الذي أقامته جمعية ساعد في حلب لإعداد وجبات الطعام والتي تصل الى ثلاثة آلاف وجبة يوميا وتوزيعها على المتضررين من الزلزال.
كما زارت السيدة أسماء الأسد مدرسة غرناطة الحكومية الابتدائية التي يقيم فيها حاليا عدد من العائلات المنكوبة من الزلزال يتم تأمين احتياجاتهم بجهود تشاركية حكومية وأهلية.
وفي ختام الجولة اطلع الرئيس الأسد والسيدة أسماء على واقع مركزين لإيواء المتضررين من الزلزال في كل من جامع زين العابدين وكنيسة مار إلياس للروم الأرثوذوكس في مدينة حلب ويطمئنان على حالة العائلات الموجودة فيهما.
خمسة أيام انقضت على الزلزال المدمر الذي ضرب سورية ولا بد من الانتقال الآن من الاستجابة الأولية الطارئة التي انطلقت بها الدولة والمجتمع الى الاستجابة المنظمة لمعالجة تداعيات وآثار الزلزال.
ولهذه الغاية اجتمع السيد الرئيس بشار الأسد والسيدة أسماء الأسد بأعضاء غرفة العمليات في مدينة حلب والتي تضم الجهات الحكومية والمنظمات والجمعيات الأهلية والفعاليات التجارية والصناعية القائمة على إدارة ملف الإغاثة في مناطق حلب المتضررة من الزلزال، وذلك بحضور وزيري الإدارة المحلية والشؤون الاجتماعية والعمل.
واستمع سيادته والسيدة أسماء إلى توصيف للواقع الراهن إثر الزلزال والأبنية التي تهدمت بشكل مباشر وعدد الضحايا الذي نتج عن هذا الدمار، والآلية التي تم وضعها سواء لجهة إزالة الأنقاض وانتشال الضحايا والمصابين، أو لجهة الاستجابة الطارئة من أجل توفير مواد إغاثية للأهالي المتواجدين في مراكز الإيواء.
وبيّن أعضاء الغرفة أنه تم القيام بجرد ميداني سريع ومباشر لوضع قوائم بالأهالي الذين يحتاجون إلى إغاثة وتقسيم المدينة إلى قطاعات من أجل تسهيل العمل، ونتج عن هذا الجرد وضع قاعدة واحدة للبيانات من أجل تحديد الفئة المستهدفة وتصنيف الأشخاص بين المتضررين بشكل كلي أو جزئي وبالتالي تحديد الاحتياجات، إضافة إلى التنسيق مع الجهات الهندسية لتقييم واقع الأبنية.
الرئيس الأسد في نقاشه مع أعضاء الغرفة قال ” نحن نعلم محبة أهل حلب لمدينتهم وهذه نقطة قوة تستند عليها مؤسسات الدولة في عملها خلال الأزمات”، واعتبر أن الدعم الحكومي في هذه الأوقات يصبح دون قيمة إن لم يكن مستنداً إلى رؤية أهلية ومحلية تقوم بشكل أساسي على تحديد الأولويات للاحتياجات.
وأشار الرئيس الأسد إلى أهمية التفكير بشكل منهجي كي يكون لدينا خلال الأيام المقبلة خطة بالمشاريع التي يمكن أن تساعد حلب على النهوض بعد كارثة الزلزال، واستغلال خطط التعافي من الكارثة لوضع رؤى تنموية تخدم المدينة دون التوقف عند آثار الكارثة فقط، مؤكداً على أهمية وضع جدول زمني مع تحديد مسؤولية ومهمة كل جهة بدقة.
بدورها أشارت السيدة أسماء الأسد إلى أنها لمست خلال الجولة التي قامت بها مع الرئيس الأسد على عدد من المناطق في مدينة حلب التعاضد والتكافل بين أهاليها، واعتبرت أن أهالي حلب أصبح لديهم خبرة كبيرة في التعامل مع الأزمات بعد 12 سنة من الحرب القاسية على مدينتهم لذا فإنهم قادرون على التعامل مع كارثة الزلزال ومعالجة تداعياتها.
كما التقى الرئيس الأسد والسيدة أسماء بعدد من الفرق التطوعية التي تعمل في عمليات الإنقاذ والإغاثة في مدينة حلب والتي انضم إليها أشخاص من مختلف المحافظات، وأشادا بجهودهم ومساهمتهم مع الجهات الحكومية من أجل معالجة تداعيات الزلزال وإغاثة المناطق المتضررة..