الجولة العشرين لمؤتمر أستانا تنتهي وبيان ختامي يدعو لتعزيز الاستقرار في سوريا
شهدت كازاخستان على مدى يومين جولة من المحادثات الخاصة بمسار “أستانة السوري”، ورغم أن هذه الخطوة العشرين سبقتها 19 جولة منذ عام 2017، إلا أنها تميزت من جهة بظلال “الاجتماعات الرباعية” الهادفة إلى تقريب العلاقة بين أنقرة ودمشق، ومن جهة أخرى بـ”المفاجأة والساحة الجديدة” التي تكشف الحديث عنها بعد نشر البيان الختامي.
وأكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف، خلال مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع الدولي الـ 20 بـ”صيغة أستانا”، أن هذه الصيغة “أثبتت فعاليتها وستتواصل” وتعليقاً على نتائج الجولة الـ20، قال “لافرنتييف” إن “آراء روسيا وتركيا وإيران بشأن التسوية في سوريا تتوافق إلى حد كبير”، مضيفاً أنه يوافق تقييم الزملاء من كازاخستان الذين وصفوا الاجتماع في أستانا “بالمثمر”.
وقال “لافرينتييف” إن المشاركين في الاجتماع “أكدوا ضرورة مواصلة العمل الدؤوب على تعزيز الاستقرار في سوريا”، مشيراً إلى أن “عودة سوريا إلى الجامعة العربية في غاية الأهمية وتساعد على تعزيز الاستقرار في المنطقة”، معرباً عن قلق أطراف صيغة أستانا إزاء ردود الفعل الأمريكية والأوروبية على عودة سوريا إلى الصف العربي.
كما جدد الدعوة لرفع العقوبات التي يفرضها الغرب على سوريا لتلبية الاحتياجات الإنسانية لشعبها مؤكداً سعي الأطراف لإعادة العلاقات بين سوريا وتركيا، مشيراً إلى أن لقاء اليوم كان مهماً جداً من حيث استمرار العمل على وضع خارطة طريق لذلك. وقال لافرينتييف إن “صيغة أستانا” ناجحة وستستمر وأكدت حيويتها ونجاعتها، مذكرا بأن “صيغة أستانا” والدول الضامنة هي التي أسست اللجنة الدستورية السورية.
وأشار لافرينتييف إلى أن “صيغة أستانا” ليست مرتبط بمكان معين وأنه سيتم لاحقا تحديد مكان جديد لمواصلة الاجتماعات حول سوريا، معرباً عن شكره وامتنانه لسلطات كازاخستان على استضافتها 18 من أصل 20 جولة من المحادثات على مدى أكثر 6 سنوات.
يأتي ذلك في وقت اقترحت فيه وزارة الخارجية الكازاخستانية جعل الاجتماع الأخير لمحادثات أستانا حول سوريا والذي انطلق أمس الثلاثاء، الجولة الأخيرة من اللقاءات بهذه الصيغة.
وقال نائب وزير الخارجية الكازاخستاني، في اختتام الجولة الـ20 للمباحثات بصيغة أستانا حول الأزمة السورية، “نوجه الشكر لكل جهود الوفود المشاركة في عملية تسوية الأزمة، الوضع حول سوريا يتغير جذرياً، ومن سماته سعي الدول العربية لإعادة العلاقات معها وعودة دمشق للجامعة العربية”.
وتابع “عودة سوريا للجامعة العربية وعودة العلاقات العربية مع دمشق يعتبر أحد منجزات العمل الحثيث الذي قامت به وفود الدول في مسار أستانا”، مضيفاً أن “خروج سوريا من الأزمة يمكن أن نعتبره أحد منجزات مسار أستانا”.
هذا وأعلن نائب وزير الخارجية الإيراني “علي أصغر حاجي”، رئيس الوفد الإيراني، عن رغبة الدول الأربع في عقد اجتماع آخر على مستوى نواب وزراء الخارجية.
جاء ذلك وفق ما ذكره علي أصغر حاجي لوكالة “نوفوستي”، متابعاً أنه “ليس هناك وقت محدد لاجتماع وزراء خارجية الدول الأربع، إلا أن اجتماعا آخر لنواب وزراء الخارجية على جدول الأعمال .. ولكن، إذا لزم الأمر، فمن الممكن عقد اجتماع الوزراء في هذه الفترة، ولا توجد مشكلة في ذلك”.
وأصدر المشاركون في الجولة الـ20 لمباحثات أستانا بيانا ختاميا، أبرز ما جاء فيه :
1- شددنا على الدور الرائد “لعملية أستانا” في تعزيز حل مستدام للأزمة السورية
2- الالتزام المستمر بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وفق مبادئ ميثاق الأمم المتحدة
3- تمت الإشارة إلى الطبيعة البناءة لمشاورات نواب وزراء خارجية (روسيا – تركيا – سوريا – إيران) والتي تم خلالها إعداد خارطة طريق لاستعادة العلاقات بين تركيا وسوريا (بالتنسيق مع عمل وزارات الدفاع والخدمات الخاصة للأربعة شدد على أهمية مواصلة الجهود النشطة في هذا المجال عملا بالاتفاقات التي تم التوصل إليها في الاجتماعات الرباعية في موسكو لوزراء الخارجية في 10 أيار/مايو 2023 ووزراء الدفاع في 25 نيسان/أبريل 2023.
التأكيد على النهوض بهذه العملية على أساس حسن النية وحسن الجوار من أجل مكافحة الإرهاب، وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الآمنة والطوعية والكرامة للسوريين بمشاركة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين
4- ممثلو الوفود أعربوا عن عزمهم على مواصلة العمل معاً لمكافحة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره ومعارضة الخطط الانفصالية التي تهدف إلى تقويض سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية وتهديد الأمن القومي للبلدان المجاورة، بما في ذلك الهجمات والتسلل عبر الحدود، كما أدانوا أنشطة الجماعات الإرهابية والهياكل ذات الصلة التي تعمل تحت علامات مختلفة في أجزاء مختلفة من سوريا
5- تم النظر بالتفصيل في الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب .. اتفقنا على بذل المزيد من الجهود لضمان التطبيع المستدام للوضع. شددنا على الحاجة إلى الحفاظ على الهدوء “على الأرض” من خلال التنفيذ الكامل لجميع اتفاقات إدلب الحالية.
6- ناقشنا الوضع في الشمال الشرقي من منطقة البحث والإنقاذ واتفقنا على أن تحقيق الأمن والاستقرار الدائمين في هذه المنطقة لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الحفاظ على سيادة سوريا وسلامتها الإقليمية. تم رفض جميع المحاولات لخلق حقائق جديدة “على أرض الواقع”، بما في ذلك المبادرات غير القانونية للحكم الذاتي بذريعة مكافحة الإرهاب.
وكرر المشاركون معارضتهم للاستيلاء غير القانوني ونقل عائدات النفط التي يجب أن تنتمي إلى سوريا.
7- تمت إدانة الهجمات العسكرية الإسرائيلية المستمرة في سوريا، بما في ذلك على أهداف مدنية. اعتبرنا أن هذه الإجراءات تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وسيادة سوريا وسلامتها الإقليمية، واعترفنا بها أيضا على أنها تزعزع استقرار التوترات في المنطقة وتزيدها.
إن الحاجة مستمرة إلى احترام القرارات القانونية الدولية المعترف بها عالميا، بما في ذلك أحكام قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة التي ترفض احتلال الجولان السوري، وخاصة قراري مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 242 و497، والتي بموجبها تعتبر جميع القرارات والخطوات الإسرائيلية في هذا الصدد لاغية وباطلة.
8- الصراع السوري ليس له حل عسكري، المشاركون أكدوا من جديد التزامهم بالنهوض بعملية سياسية قابلة للحياة وطويلة الأجل يقودها وينفذها السوريون أنفسهم بمساعدة الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2254.
9- شددنا على الدور الهام للجنة الدستورية السورية، التي أنشئت بمساهمة حاسمة من البلدان الضامنين في “مسار أستانا” في متابعة قرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي، في عملية تعزيز تسوية سياسية للنزاع.
10- دعونا إلى عقد الدورة التاسعة في وقت مبكر للجنة الصياغة التابعة للجنة الدستورية.
11- ممثلو الوفود أعربوا عن ثقتهم في أن اللجنة الدستورية يجب أن تمتثل في عملها للاختصاصات والنظام الداخلي الأساسي حتى تتمكن اللجنة من الاضطلاع بولايتها المتمثلة في إعداد وتطوير إصلاح دستوري رهنا بالموافقة الشعبية.
12.- التعبير عن القلق الشديد إزاء الوضع الإنساني في سوريا، المتمثل بعواقب الزلزال المدمر الذي وقع في 6 شباط/فبراير 2023. رفض الوفود جميع العقوبات الأحادية الجانب التي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة
13- أهمية الاستمرار في تقديم وزيادة حجم المساعدة الإنسانية وفقا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2672.
14- من أجل دعم تحسين الوضع الإنساني في سوريا والتقدم المحرز في عملية الاستيطان السياسي، دعى الأطراف المجتمع الدولي والأمم المتحدة ووكالاتها الإنسانية إلى زيادة المساعدة في جميع أنحاء سوريا.
15- الحاجة إلى تسهيل العودة الآمنة والكرية والكرية والطوعية للاجئين والنازحين داخليا إلى أماكن إقامتهم في سوريا، لضمان حقهم في العودة وحقهم في الدعم. وفي هذا الصدد، دعوا المجتمع الدولي إلى تقديم المساعدة اللازمة للاجئين والنازحين السوريين وأكدوا من جديد استعدادهم لمواصلة العمل مع جميع أصحاب المصلحة، بما في ذلك مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الدولية المتخصصة.
16 – أكد المجتمعون من جديد عزمهم على مواصلة عمليات الإفراج المتبادل عن المحتجزين/المختطفين في إطار الفريق العامل المعني بالإفراج عن المحتجزين/الرهائن ونقل جثث الموتى والبحث عن المفقودين، وهي آلية فريدة من نوعها أكدت أهميتها وفعاليتها في بناء الثقة بين الأطراف السورية.
17. رحبنا بمشاركة وفود الأردن والعراق ولبنان كمراقبين لشكل أستانا، وكذلك ممثلي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر.