المعلم : التعاون العربي التركي ركيزة مهمة لنمو وتقدم واستقرار المنطقة
بدأت في دمشق صباح اليوم أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى العربي التركي بمشاركة سورية وتركيا وليبيا وقطر والسودان والصومال والعراق والأمين العام للجامعة العربية.
وقال السيد وليد المعلم وزير الخارجية في كلمة له خلال الافتتاح ان التعاون العربي التركي يشكل ركيزة هامة من ركائز النمو والتقدم والاستقرار في منطقتنا وهو ليس وليد الإرادة السياسية وحدها وانما ينطلق من اساس متين صنعته روابط التاريخ والثقافة والجغرافيا ويستند الى تقاطع المصالح وتشابك القواسم المشتركة فيما بيننا عرباً واتراكاً.
وأضاف الوزير المعلم أن العام المنصرم شهد على الصعيد الثنائي حركة نشطة في مجال العلاقات العربية التركية فقد تم التوصل إلى اتفاق للتعاون الاستراتيجي بين سورية وتركيا وإلى اتفاق مماثل بين العراق وتركيا وإلى اتفاقين اخرين بين تركيا وكل من الأردن والجماهيرية الليبية.
وقال الوزير المعلم.. نريد على صعيد التعاون العربي التركي في إطار جامعة الدول العربية من الجانب العربي لهذا المنتدى أن يفتح الباب واسعاً أمام التدارس وتبادل الرأي فيما بيننا في الجوانب التي تشكل الأعمدة الأساسية للتعاون المنشود ونريد لثمرات هذا التعاون ومحصلاته الإيجابية المتوقعة أن تسهم في توسيع إطار التعاون العربي التركي وتعميق آلياته ومضامينه.20091215-170741.jpg
وأوضح الوزير المعلم أن فرق ولجان العمل التي انعقدت خلال العام الحالي تمهيدا للاجتماع الوزاري الثاني توصلت إلى تحديد محاور خمسة يجري العمل عليها هي.. السياسي والأمني والاقتصادي والمحور الثقافي والتربوي والعلمي ومحور التنمية الاجتماعية اضافة الى متابعة نتائج قمة اسطنبول لتحالف الحضارات وقد وضعت فرق العمل ولجانه توصيات ومقترحات تتناول آليات وسبل التحرك لوضع التعاون المنشود موضع التنفيذ في هذه المجالات السابقة وسوف ندرسها في اجتماعنا اليوم متطلعين إلى العمل بما نتوصل إليه.
وأكد الوزير المعلم أن العلاقات العربية التركية تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لمنطقتنا في المرحلة الراهنة حيث يسود التوتر المنطقة بشكل كبير بسبب استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية وتجاهلها لابسط حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والانسانية معا رافضة في تحد سافر متفرد قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ورأى المعلم أن المنطقة تمر في الوقت نفسه بظروف صعبة ومقلقة بسبب المشاكل الأخرى الساخنة في عدد من بلدانها هذا في زمن يتطلب منا أن نواجه تحديات كبيرة في مجالات أخرى وخاصة مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما يستتبعه من ضرورة سرعة اكتساب ومواكبة العلوم والتقنيات الحديثة.
وقال المعلم.. من هنا فإن العلاقات العربية التركية النامية في إطار تعاون بناء ضمن مفهوم استراتيجي متكامل منطلق من متطلبات وحاجات المنطقة تشكل ركيزة هامة في التحرك الإيجابي المشترك نحو مستقبل أفضل لنا جميعاً.
وأشار الوزير المعلم إلى الموقف التركي البناء من القضايا العربية عامة وخاصة منها الصراع العربي الإسرائيلي والحاجة لتحقيق السلام العادل والشامل.
وقال.. لقد لعبت تركيا دوراً موضوعياً كوسيط نزيه في المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل الامر الذي يؤكد أهمية مثل هذا الدور إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى اسرائيل لصنع السلام العادل والشامل.. وكلنا يحمل الكثير من التقدير للموقف التركي من العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة وصدق المثل الإنسانية والحس بالعدالة والإنصاف اللذين يعبر عنهما هذا الموقف وهذا كله يؤكد أن تركيا الجارة والصديقة وبالروابط والقواسم المشتركة الجامعة هي مركز ثقل إقليمي تسهم معنا كعرب في صنع مستقبل متقدم وامن ومستقر في منطقتنا.
من جانبه أشار أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده تولي أهمية كبرى لملتقى التعاون التركي العربي لافتاً الى أن التطورات التي جرت على كافة الأصعدة في العلاقات بين تركيا والدول العربية قد حققت قفزات نوعية ستتعمق في المستقبل بسبب وجود الإرادة المتبادلة بين الجانبين.
وقال وزير الخارجية التركي.. إن علاقتنا مع سورية تسير على أساس الثقة التامة وتشكل نموذجا يحتذى به لكافة الدول وفي إطار هذه الثقة باشرنا بالمحادثات غير المباشرة في العام الماضي بين سورية وإسرائيل ونحن على استعداد لمواصلة جهودنا نحو تحقيق هذا الهدف بناء على موافقة الجانبين ونتمنى أن نتوصل إلى حل لهذه المسالة على أساس مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأضاف أوغلو إن الوسيلة الأكثر شمولا لهدفنا الاستراتيجي الرئيسي نحو تحقيق السلام الإقليمي والعالمي هي استخدام العناصر الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية.
وأكد أوغلو أن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط محط اهتمام الجميع حيث إن سبب هذا الاهتمام ليس فقط التقارب بين تركيا وشعوب المنطقة وعلاقاتها التاريخية والثقافية والاجتماعية بل أيضا التطورات التي لها اثر مباشر على تركيا وبالتالي فان اقامة سلام دائم وترسيخ الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يعد من أولويات سياسة تركيا الخارجية.
وقال وزير الخارجية التركي إن القضية الفلسطينية هي قضية لتركيا كما هي لأشقائنا العرب ويجب التوصل إلى حل لهذه المشكلة على أساس الحل المتعلق بالدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق الدولة التي يتطلع إليها الأشقاء الفلسطينيون منذ عشرات السنين لافتاً إلى أن إنهاء حالة التفرقة بين الفلسطينيين التي تضر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والتفاف كافة الفلسطينيين حول الهدف الرئيسي هو الأمر الذي يحوز حاليا الأولوية في الاهتمام.
وطالب أوغلو إسرائيل بالالتزام بالتعهدات الناجمة عن الاتفاقيات الدولية إضافة إلى العزوف عن الأعمال التي من شأنها إيصال عملية السلام إلى طريق مسدود وعلى رأسها المستوطنات وتغيير وضع القدس
وأوضح وزير الخارجية التركي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا والعالم العربي الصديق والشقيق شهدت تطوراً ملحوظاً حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية 37 مليار دولار في عام 2008 وشكلت هذه الزيادة ما نسبته خمسة أضعاف حجم التبادل التجاري مقارنة مع العام 2002 كما وصل حجم التبادل التجاري خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي إلى 24 مليار دولار إلا أن هذا الرقم وصل في نفس الأشهر من العام الماضي إلى 32 مليار دولار.
وبين أوغلو أن قيمة المشاريع التي تولت شركات المقاولات التركية القيام بها في الدول العربية تجاوزت عام 2008 مبلغ 10 مليارات دولار.
من جانبه أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إطلاق منتدى التعاون العربي التركي عام 2007 جاء ليكون وعاء لأنشطة شاملة تتصل بالتشاور السياسي والنشاط الاقتصادي والتعاون في مجالات التنمية بكافة فروعها بين الجانبين العربي والتركي.
وأشار إلى ان العلاقات العربية التركية شهدت منذ ذلك التاريخ تقدما كبيرا لأسباب كثيرة فهي لم تقتصر على علاقات التعاون الثنائي بين تركيا والدول العربية بل اعتمدت على شعور عربي عام يرحب بالعلاقة العربية التركية وبدور تركي يتعاون مع الدور العربي للحفاظ على الاستقرار والدفع نحو التنمية والسلام في الشرق الأوسط .
واعتبر موسى أن تركيا تتبع سياسة إيجابية تهدف إلى منع حدوث الأزمات ولعب دور ايجابي في تسوية النزاعات القائمة موضحاً أهمية خلق الآلية اللازمة للتعاون العربي التركي في هذا المجال عبر صوت عربي جماعي وبمشاركة الجميع من اجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.