البيان الختامي لمنتدى التعاون :تطابق الرؤى تجاه أمن ورفاه الشرق الأوسط..
اختتمت في دمشق أمس أعمال الاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى العربي التركي بمشاركة سورية وتركيا وليبيا وقطر والسودان والصومال والعراق والأمين العام للجامعة العربية.
وصدر في ختام الاجتماع بيان مشترك أكد فيه المشاركون تطابق رؤية الدول العربية وتركيا تجاه تحقيق وصون الأمن والاستقرار والرفاه في الشرق الأوسط من أجل تحقيق حل عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي في مساراته الثلاثة الفلسطيني والسوري واللبناني وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد ومبادرة السلام العربية لتأمين قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية وتسوية قضايا القدس واللاجئين والمستوطنات. مطالبة إسرائيل بوقف كل أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية وطالب المشاركون في ختام أعمال المنتدى بدمشق إسرائيل بوقف كل أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة والتزامها بالاتفاقات المبرمة مع الجانب الفلسطيني ووضع حد لإجراءاتها غير القانونية في القدس الشرقية ورفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني وخاصة في قطاع غزة. وأكدوا أن استئناف المفاوضات يتطلب التزام إسرائيل بوقف كل الأنشطة الاستيطانية وإزالة الحواجز والقيود والانسحاب الى خطوط 28 أيلول عام 2000 في الضفة الغربية والإفراج عن الأسرى والمحتجزين العرب والفلسطينيين ورفع الحصار عن قطاع غزة مشددين على أهمية دور الاتحاد الأوروبي في عملية السلام في الشرق الأوسط وضرورة اعتماد لغة الحوار والانفتاح على الآخر والمشاركة البناءة كمنهج لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم. وأعرب المنتدى عن ترحيبه بنجاح تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية ودعمه للبنان في سعيه للحفاظ على وحدته وسيادته مشددا على ضرورة تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل فوري ومطالبة الأطراف الفلسطينية بالاستجابة بشكل إيجابي لمطالب المجتمع الدولي في هذا الإطار ومجددا دعمه للجهود المصرية من اجل تحقيق المصالحة. وأكد المشاركون التزامهم الراسخ بالقرارات السابق اعتمادها من قبل المؤتمرات الوزارية الموسعة لدول الجوار العراقي والنتائج التي توصلت إليها والتي أكدت دعمهم للجهود المبذولة من قبل الحكومة العراقية في مجال تحقيق الأمن والاستقرار ودعم وحدة العراق واستقلاله والحفاظ على هويته العربية والإسلامية مجددين إدانتهم لجميع الأعمال الإرهابية والعنف الذي يتعرض له الشعب العراقي مرحبين بالانسحاب المرتقب للقوات الأجنبية بنهاية عام 2011 ونوهوا بأهمية إجراء الانتخابات التشريعية العراقية في وقتها مؤكدين استعدادهم لمد يد المساعدة للمهجرين العراقيين في الخارج لإعادتهم الى وطنهم بسلام وكرامة. وعبر المنتدى عن دعمه للجهود الرامية لتحقيق حل شامل للوضع السياسي في دارفور معربا عن ترحيبه بالمبادرة التي تقودها الجامعة العربية والاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة لحل أزمة دارفور ودعمه للجهود التي تبذلها دولة قطر في هذا الشأن. وشدد المشاركون على أهمية الحفاظ على وحدة تراب اليمن وضرورة الحفاظ على وحدة وسيادة الصومال والعمل على تقديم دعم فاعل للصومال لمواجهة ظاهرة القرصنة التي تهدد السلام والأمن في المنطقة. وجدد الوزراء تأكيدهم ضرورة أن تقوم العلاقات بين دول المنطقة على أساس الاحترام الكامل للسيادة والاستقلال ووحدة تراب كل دول المنطقة في اطار الالتزام بمبدأ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. ورحب المنتدى بدور المملكة العربية السعودية في تعزيز الحوار بين الديانات المختلفة التي عبر عنها المؤتمر العالمي للحوار الذي عقد في مدريد تموز2008 تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والملك خوان كارلوس ملك اسبانيا إضافة إلى ترحيبه بالتطور الذي شهدته العلاقات العربية التركية خلال العام الجاري والتي تمثلت بجملة من الاتفاقيات حول حرية التجارة والإلغاء المتبادل للتأشيرات مع عدد من دول الجامعة العربية مجددا دعمه لإنشاء مجالس تعاون إستراتيجية عليا كآلية للتعاون بين تركيا والعراق وتركيا وسورية وكنموذج يمكن الاقتداء به لتطوير التعاون الاقتصادي والتكامل الإقليمي. وعبروا عن دعمهم الكامل للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم في قبرص وفق المعايير ذات الصلة من أجل إقامة دولة شراكة في منطقتين ومجتمعين متساويين في الحقوق السياسية لافتين إلى الحاجة الماسة لتشجيع مزيد من الحوار والتفاهم والاحترام بين مختلف الثقافات مجددين دعمهم الكامل لمبادرة تحالف الحضارات تحت رعاية اسبانيا وتركيا والتي تبنتها الأمم المتحدة بشكل كامل بالتعاون مع الجامعة العربية وبقية المنظمات الإقليمية الأخرى. وأعرب المنتدى عن دعمه لمسار برشلونة الاتحاد من اجل المتوسط وعن قناعته بان مسار برشلونة يجب أن يبقى مفتوحا للمشاركة بشكل كامل أمام كل الدول والمنظمات الإقليمية والدولية الراغبة والقادرة على ذلك موضحا ضرورة أن تأخذ كل المشاريع الإقليمية وشبه الإقليمية الحساسيات السياسية والقانونية في حوض المتوسط بعين الاعتبار وأن تبني كل الدول الأعضاء في الاتحاد المشاريع بالتوافق. دعم إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وعبر المنتدى عن قلقه البالغ من انتشار أسلحة الدمار الشامل ودعمه لإقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، معربا عن ضرورة متابعته الحثيثة للمفاوضات بين إيران ومجموعة الخمس زائد 1 عن كثب والعمل من أجل التوصل الى حل دبلوماسي لهذه القضية مع التأكيد على حق الدول في تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية في إطار معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية وتحت المراقبة الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية. زيادة التعاون في مجال الاستثمارات والطاقة والتنمية المستدامة والأمن الغذائي وأعرب المشاركون عن حرصهم على زيادة التعاون في مجال الاستثمارات والتجارة والتمويل والأعمال المصرفية والسياحة والطاقة والمياه والبيئة والتنمية المستدامة والأمن الغذائي والمقاولات وتقنية المعلومات والإحصاء، مؤكدين عزمهم تطوير التعاون في مجالات وسائل النقل البري والجوي والبحري بهدف دعم تدفق التجارة بين الجانبين وعبروا عن دعمهم إمكانية إقامة شبكة للربط السككي تربط ما بين منطقة الخليج العربي وأوروبا عبر تركيا. ورحب المنتدى بتعميق التعاون بين تركيا والدول العربية في مجال الطاقة ولاسيما في قطاع الهيدروكربون منوها بالخطوات التي تم اتخاذها مؤخرا ما بين الحكومتين السورية والتركية لتطوير وتنفيذ مشروع خط أنابيب الغاز الطبيعي الذي سينقل الغاز الطبيعي المصري عبر سورية الى تركيا واعتبر أن الربط الكهربائي بين كل من مصر والعراق والأردن ولبنان وسورية وتركيا وفلسطين مشروعا ذا أولوية في إطار التعاون العربي التركي. وأوضح المنتدى أهمية تطوير العلاقات في مجال السياحة بين الدول العربية وتركيا والعمل على توطيد العلاقات بين الأجهزة والمؤسسات السياحية المعنية. وبين المنتدى ضرورة الحفاظ على الإرث الحضاري من خلال إنشاء مراكز ثقافية لدعم التعاون وتطوير البرامج في مجالات الثقافة والمؤسسات التعليمية والمتاحف والأرشيف ووسائل الإعلام، مؤكدا الحاجة إلى تشجيع الاستثمارات المشتركة بين دول الجامعة العربية وتركيا ودعم الجهود الكفيلة بخلق مناخ استثمار جاذب لرجال الأعمال والمستثمرين من الجانبين. وأكد المنتدى أهمية تفعيل التعاون الدولي في مواجهة التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية معبرا عن أمله في التوصل الى نتائج ايجابية في قمة كوبنهاغن . الترحيب بدعوة سورية لاستضافة ورشة عمل الأمن الإقليمي العام القادم ورحب المنتدى بدعوة سورية لاستضافة ورشة عمل الأمن الإقليمي التي ستعقد في الربع الأول من العام القادم وبدعوة تركيا لاستضافة ورشة عمل الثقافة والتعليم والبحث العلمي في الربع الثاني من عام 2010 إضافة إلى ترحيبه بدعوة السودان لاستضافة ورشة عمل حول الزراعة والأمن الغذائي في النصف الثاني لعام 2010. كما رحب المنتدى بقرار الجامعة العربية فتح بعثة لها في أنقرة خلال الربع الأول من العام القادم مؤكدا أهمية الدور الذي ستضطلع به في تعزيز التعاون العربي التركي في كل المجالات وتفعيل آليات المنتدى. ودعا المنتدى لجنة كبار المسؤولين لعقد اجتماع في مقر الجامعة العربية بالقاهرة في نهاية كانون الثاني 2010 لمتابعة تنفيذ المشروعات المدرجة على خطة التحرك عن كثب ورفع نتائج أعمالها الى الدورة المقبلة لاجتماع المنتدى على المستوى الوزاري . وقرر المشاركون عقد الاجتماع الوزاري الثالث لمنتدى التعاون العربي التركي في اسطنبول خلال حزيران القادم. المعلم في مؤتمر صحفي مع أوغلو وموسى: الاجتماع أقر خطة عمل مستقبلية في المجالات كافة وفي مؤتمر صحفي مشترك أكد السيد وليد المعلم وزير الخارجية ونظيره التركي أحمد داود أوغلو وعمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية أن الاجتماع الوزاري الثاني للمنتدى العربي التركي خلص إلى خطة عمل مستقبلية لتعزيز التعاون الثنائي بين الدول العربية وتركيا وأن هذا المنتدى يعبر بوضوح عن رغبة الجانبين في دعم العلاقات والتقدم بها إلى مستوى استراتيجي. وقال المعلم إن الاجتماع أقر وثيقتين هامتين هما البيان المشترك وخطة العمل في المجالات كافة كما تمت مناقشة مقترح الأمين العام للجامعة العربية من أجل تفعيل العلاقات العربية التركية والذي ستتم مناقشته وعرضه على المجلس الوزاري العربي في آذار القادم والمتعلق باستضافة تركيا للمنتدى الثالث في اسطنبول في حزيران المقبل بفعاليات واسعة قد تمتد أسبوعا تشمل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية ونشاطات في القطاعين الخاص الاقتصادي والثقافي ومهرجانات بحيث يعكس هذا المنتدى طبيعة وحقيقة العلاقات العربية التركية بمختلف جوانبها. وأكد المعلم أن الاجتماع كان ناجحا والمواضيع التي نوقشت كلها متفق عليها ولا يوجد أحد في العالم العربي لديه ملاحظة أو اعتراض على العلاقات العربية التركية والجميع يتمنى ويرغب في تطوير هذه العلاقات بالنظر إلى مواقف تركيا من قضايانا العادلة التي تجلت خلال العدوان الإسرائيلي على غزة والقدس والمسجد الأقصى والاستيطان وغيرها من الممارسات الإسرائيلية الوحشية. من جانبه أكد داود أوغلو أن تركيا تولي اهتماما بالغا لتطوير علاقاتها وتعاونها مع كافة الدول العربية والدول المجاورة لأن هذا التعاون ضروري ولاسيما مع وجود إمكانات وطاقات متاحة ومتوافرة في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية تقوم على تاريخ طويل من الحياة المشتركة لفترة طويلة عشناها جنبا إلى جنب وكتفا إلى كتف وتركت إرثا من العادات والتاريخ والثقافة والتقاليد المشتركة. وأشار إلى أن تركيا بدأت تؤسس لهذا التعاون الاقتصادي الاستراتيجي رفيع المستوى وقد شكلت مجالس تعاون استراتيجي مع سورية والعراق وبدأت الآن تؤسس لنفس الآلية مع الأردن ومع ليبيا ونحن نتطلع إلى تكامل اقتصادي بين تركيا وكافة الدول العربية بما يحمله من حرية تامة لتبادل البضائع التجارية وتبادل الأموال وتنقل الخدمات والأموال بين تركيا والدول العربية إضافة إلى إلغاء سمات الدخول بين سورية وتركيا ومع لييبا وفي الفترة القادمة مع الأردن. وقال داود أوغلو إن تاريخنا واحد أهدافنا واحدة واليوم توصلنا إلى قرارات هامة لتعزيز التعاون الثقافي سنبدأ بتنفيذها اعتبارا من كانون الثاني في القاهرة في مقر الجامعة العربية خلال الاجتماع التمهيدي للدورة الثالثة للمنتدى العربي التركي الذي سيعقد في اسطنبول في حزيران القادم. وعبر وزير الخارجية التركي عن شكره لسورية ولجامعة الدول العربية على الجهود التي بذلت لتنظيم هذا المنتدى. بدوره قال الأمين العام لجامعة الدول العربية إن المنتدى يعبر بوضوح عن رغبة عربية وتركية في دعم العلاقات والتقدم بها إلى مستوى استراتيجي يؤثر في العمل الإقليمي لهذه المنطقة وما حولها. وأشار موسى إلى أنه تم الاتفاق خلال الاجتماع على عدد من الخطوات العملية التي ستتمثل بإقامة ورشات عمل في الشهور القادمة منها استضافة سورية لورشة عمل حول الأمن الإقليمي في الربع الأول من العام القادم واستضافة تركيا ورشة عمل حول الثقافة والبحث العلمي في الربع الثاني من العام المقبل وكذلك استضافة السودان لورشة عمل حول الزراعة والأمن الغذائي يسبقها اجتماع في جامعة الدول العربية في نهاية كانون الثاني القادم لإعداد البرامج والاتفاق على إستراتيجية عمل في إطار هذا المنتدى تصب جميعها في تظاهرة كبيرة تعقد في اسطنبول في حزيران القادم برعاية من الحكومة التركية وجامعة الدول العربية تشمل أنشطة اقتصادية وتنموية وثقافية إضافة إلى اجتماع المجلس الوزاري لاستمرار التشاور السياسي. وأضاف أن هذا الاجتماع كان مؤشرا على إعادة إطلاق هذا المنتدى على أسس هامة فاعلة ونشطة ومنتجة معرباً عن تفاؤله بتفعيل التعاون من خلال الرغبة المشتركة لخلق مجال غير مسبوق في التعاون العربي مع تركيا لعمل إقليمي أكثر نشاطا واتساعا وشمولية. وحول توسيع مفهوم المنتدى وإقامة منتدى للعلاقات العربية الإيرانية قال المعلم إن هذا الموضوع يطرح في إطار الجامعة العربية وعندما أقيم منتدى التعاون العربي التركي أقر في مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري وهناك مجالس ومنتديات مماثلة مع الصين واليابان والهند وهناك أيضا تعاون مع دول قارية مثل الاتحاد الأوروبي وأمريكا الجنوبية وأفريقيا كقارات لذلك هذا الأمر يحتاج إلى موافقة مجلس وزراء الخارجية العرب. من جانبه قال موسى إن الجهات المعنية في المنتدى العربي التركي تعمل على توسيع مشاركة جميع الدول العربية فيه حيث تم الاتفاق على إعادة تشكيل المنتدى حتى يكون هناك تمثيل ومشاركة كاملة من المغرب والمشرق العربي وتركيا لعرضه على المجلس الوزاري. بدوره علق وزير الخارجية التركي فأكد أن تركيا لا تسعى لتطوير علاقاتها مع دول الجوار فحسب بل تعمل على إقامة علاقات تعاون متميزة مع كافة الدول العربية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا مشيرا إلى العلاقات التي تربط بلاده مع مجلس التعاون الخليجي والدول العربية في شمال إفريقيا. وأعرب داود أوغلو عن رغبة أنقرة بأن يتم هذا التعاون في إطار منتدى التعاون التركي العربي لما لهذه العلاقات والتعاون من فائدة كبيرة لتحقيق الأهداف المنشودة في هذه المنطقة لأن هناك إمكانيات وطاقات يمكن أن تعود بالفائدة على الجانبين. وردا على سؤال فيما إذا كانت تركيا تتحمل أعباء إضافية نتيجة تنمية علاقاتها مع الدول العربية قال الوزير داود أوغلو إن علاقاتنا مع كافة الدول العربية تاريخية وهامة ولا نسعى من خلالها لإزعاج أي جانب وهي ليست بديلة من علاقاتنا مع أي طرف آخر لأنها علاقات تكاملية وليست علاقات تنافسية. وعلق الوزير المعلم فأكد أن من يرد خيرا في العالم العربي يجب أن يشجع تركيا على مثل هذه العلاقات مع العالم العربي بسبب الثقة المتبادلة بين تركيا والعالم العربي وأن تستثمر هذه العلاقات لتحقيق الأمن والاستقرار في هذا المنطقة. وحول البعد الاستراتيجي الذي تسعى إليه تركيا من خلال علاقاتها مع الدول العربية وآسيا قال وزير الخارجية التركي: نحن نتحرك في سياستنا الخارجية التي لا بد أن تكون مبنية على هدف وقد بدأنا مع دول الجوار الأشقاء لتركيا ويمكن أن تكون هذه الدول في القوقاز وآسيا لكن الدول العربية لها مكانة خاصة ومتميزة عند تركيا ونحن نتقاسم ونتشاطر أمورا كثيرة ولنا أهداف واحدة ومصالح إستراتيجية ولتركيا علاقات اقتصادية كبيرة مع بعض الدول العربية ونريد أن نترك للأجيال القادمة ميراثا مفيدا يحقق المصالح المشتركة والتعاون في الجانب الاقتصادي والتجاري. وردا على سؤال حول تطرق المنتدى لعملية السلام في ضوء المساعي السلمية في الشرق الأوسط وخاصة الوساطة التركية في المفاوضات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل وفي ضوء القرار الأخير للكنيست الإسرائيلي حول الجولان قال المعلم إنه لم يتم التطرق في المنتدى إلى ما قامت به إسرائيل من تصرفات من شأنها أن تؤكد مجددا أنها دولة غير راغبة بالسلام وفي هذا المنتدى تطرقنا إلى عزم عربي لإقامة علاقات عربية تركية ولذلك لم نأت بمثل هذه الشوائب إلى هذا المنتدى. وأضاف المعلم: أما فيما يتعلق بالدور التركي في عملية السلام بالنسبة لسورية فقد أوضح الرئيس بشار الأسد في باريس موقف سورية مرارا ونحن نثق بدور تركيا كوسيط نزيه في محادثات السلام غير المباشرة لكننا الآن لا نجد شريكا إسرائيليا لصنع السلام بل نجد إجراءات إسرائيلية تؤكد هذه القناعة. وحول المقترحات لتفعيل التعاون الأمني بين تركيا والدول العربية أشار موسى إلى أن هناك دعوة موجهة من سورية لاستضافة ورشة عمل حول الأمن الإقليمي لأن هذا الموضوع أساسي ورئيسي في ضوء الأوضاع في المنطقة والعنصر الأساسي في تحقيق أي أمن إقليمي في الشرق الأوسط يجب أن يقوم على إخلاء المنطقة من الأسلحة النووية. موسى: الاتفاق على إقامة تظاهرة عربية تركية في اسطنبول وفي تصريحات على هامش الدورة الثانية للمنتدى قال موسى: إن المنتدى بحث عدة موضوعات وتم الاتفاق على إقامة ورش عمل أولها سيكون في أواخر شهر كانون الثاني القادم للاتفاق على استراتيجية العمل وترتيب الندوات التي ستعقد والنظر في عدد من المشروعات العربية التركية المشتركة. وأوضح موسى أن ورش العمل تضم إقامة ندوة عن الأمن الإقليمي وندوة عن التعليم والبحث العلمي وندوة عن المياه والأمن الغذائي وهذه القضايا حيوية بالنسبة للعلاقة العربية التركية والوضع في المنطقة وهي تهم تركيا كما تهم الدول العربية. وأكد موسى وجود رغبة عربية تركية مشتركة لإقامة علاقات وثيقة وإيجابية وتدفع تجاه تحقيق المصلحة المشتركة. وتابع موسى أنه تم الاتفاق على إعادة إطلاق المنتدى مرة أخرى وإقامة تظاهرة عربية تركية في اسطنبول خلال شهر حزيران القادم لاجتماعات القطاع الخاص بحضور برلمانيين وإعلاميين عرب وأتراك وتشارك فيه المرأة من الجانبين ويكون جدول أعماله واضحاً مشيراً إلى أنه سيتم عقد اجتماع وزاري عربي تركي بمناسبة التظاهرة إضافة إلى إقامة عدد من الفعاليات الثقافية،ونوه موسى بالدور السوري الفاعل والمؤثر بشكل كبير في المنطقة برمتها. وأكد موسى أن موقف تركيا من الصراع العربي الإسرائيلي تطور تطورا إيجابيا واضحا ولاسيما بخصوص العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وعملية السلام في المنطقة داعيا إلى تشكيل موقف عربي موحد وصارم في مواجهة الغرور والتعنت والتنكر الإسرائيلي لمبادئ القانون الدولي الإنساني وحقوق الشعب الفلسطيني. واعتبر موسى أن مذكرة الاعتقال البريطانية ضد تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تعد رد الفعل الطبيعي والصحيح من قبل أوروبا عموما وبريطانيا خصوصا تجاه جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني مشيرا إلى أن هذه المذكرة تاتي بعد تقرير القاضي الأممي ريتشارد غولدستون الذي أكد ارتكاب القادة الإسرائيليين جرائم حرب خطيرة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة. وقال موسى إن مواصلة إسرائيل لأعمال الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة يؤدي إلى إعادة تغيير التركيبة السكانية والجغرافية للأراضي المحتلة محذرا من أن اتباع سلطات الاحتلال سياسة فرض الأمر وتنفيذ تغييرات خطيرة في القدس المحتلة والضفة الغربية يجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية.
المعلم في افتتاح المنتدى: التعاون العربي التركي ركيزة هامة من ركائز نمو واستقرار المنطقة
وكان الوزير المعلم أكد في كلمة له خلال الافتتاح ان التعاون العربي التركي يشكل ركيزة هامة من ركائز النمو والتقدم والاستقرار في منطقتنا وهو ليس وليد الإرادة السياسية وحدها وانما ينطلق من اساس متين صنعته روابط التاريخ والثقافة والجغرافيا ويستند الى تقاطع المصالح وتشابك القواسم المشتركة فيما بيننا عرباً واتراكاً.
وأضاف الوزير المعلم أن العام المنصرم شهد على الصعيد الثنائي حركة نشطة في مجال العلاقات العربية التركية فقد تم التوصل إلى اتفاق للتعاون الاستراتيجي بين سورية وتركيا وإلى اتفاق مماثل بين العراق وتركيا وإلى اتفاقين اخرين بين تركيا وكل من الأردن والجماهيرية الليبية.
المعلم: نريد لهذا المنتدى أن يوسع إطار التعاون العربي التركي ويعمق آلياته ومضامينه
وقال الوزير المعلم.. نريد على صعيد التعاون العربي التركي في إطار جامعة الدول العربية من الجانب العربي لهذا المنتدى أن يفتح الباب واسعاً أمام التدارس وتبادل الرأي فيما بيننا في الجوانب التي تشكل الأعمدة الأساسية للتعاون المنشود ونريد لثمرات هذا التعاون ومحصلاته الإيجابية المتوقعة أن تسهم في توسيع إطار التعاون العربي التركي وتعميق آلياته ومضامينه.20091215-174701.jpg
وأوضح الوزير المعلم أن فرق ولجان العمل التي انعقدت خلال العام الحالي تمهيدا للاجتماع الوزاري الثاني توصلت إلى تحديد محاور خمسة يجري العمل عليها هي.. السياسي والأمني والاقتصادي والمحور الثقافي والتربوي والعلمي ومحور التنمية الاجتماعية اضافة الى متابعة نتائج قمة اسطنبول لتحالف الحضارات وقد وضعت فرق العمل ولجانه توصيات ومقترحات تتناول آليات وسبل التحرك لوضع التعاون المنشود موضع التنفيذ في هذه المجالات السابقة وسوف ندرسها في اجتماعنا اليوم متطلعين إلى العمل بما نتوصل إليه.
وأكد الوزير المعلم أن العلاقات العربية التركية تكتسب أهمية خاصة بالنسبة لمنطقتنا في المرحلة الراهنة حيث يسود التوتر المنطقة بشكل كبير بسبب استمرار إسرائيل في احتلال الأراضي العربية وتجاهلها لابسط حقوق الشعب الفلسطيني السياسية والانسانية معا رافضة في تحد سافر متفرد قواعد القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية.
ورأى المعلم أن المنطقة تمر في الوقت نفسه بظروف صعبة ومقلقة بسبب المشاكل الأخرى الساخنة في عدد من بلدانها هذا في زمن يتطلب منا أن نواجه تحديات كبيرة في مجالات أخرى وخاصة مجال التنمية الاقتصادية والاجتماعية وما يستتبعه من ضرورة سرعة اكتساب ومواكبة العلوم والتقنيات الحديثة.
وقال المعلم.. من هنا فإن العلاقات العربية التركية النامية في إطار تعاون بناء ضمن مفهوم استراتيجي متكامل منطلق من متطلبات وحاجات المنطقة تشكل ركيزة هامة في التحرك الإيجابي المشترك نحو مستقبل أفضل لنا جميعاً.
وأشار الوزير المعلم إلى الموقف التركي البناء من القضايا العربية عامة وخاصة منها الصراع العربي الإسرائيلي والحاجة لتحقيق السلام العادل والشامل.
تركيا لعبت دوراً موضوعيا كوسيط نزيه في المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل
وقال.. لقد لعبت تركيا دوراً موضوعياً كوسيط نزيه في المحادثات غير المباشرة بين سورية وإسرائيل الامر الذي يؤكد أهمية مثل هذا الدور إذا كانت هناك إرادة حقيقية لدى اسرائيل لصنع السلام العادل والشامل.. وكلنا يحمل الكثير من التقدير للموقف التركي من العدوان الاسرائيلي الوحشي على غزة وصدق المثل الإنسانية والحس بالعدالة والإنصاف اللذين يعبر عنهما هذا الموقف وهذا كله يؤكد أن تركيا الجارة والصديقة وبالروابط والقواسم المشتركة الجامعة هي مركز ثقل إقليمي تسهم معنا كعرب في صنع مستقبل متقدم وامن ومستقر في منطقتنا.
من جانبه أشار أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي إلى أن بلاده تولي أهمية كبرى لملتقى التعاون التركي العربي لافتاً الى أن التطورات التي جرت على كافة الأصعدة في العلاقات بين تركيا والدول العربية قد حققت قفزات نوعية ستتعمق في المستقبل بسبب وجود الإرادة المتبادلة بين الجانبين.
داود أوغلو: علاقتنا مع سورية تسير على أساس الثقة التامة
وقال وزير الخارجية التركي.. إن علاقتنا مع سورية تسير على أساس الثقة التامة وتشكل نموذجا يحتذى به لكافة الدول وفي إطار هذه الثقة باشرنا بالمحادثات غير المباشرة في العام الماضي بين سورية وإسرائيل ونحن على استعداد لمواصلة جهودنا نحو تحقيق هذا الهدف بناء على موافقة الجانبين ونتمنى أن نتوصل إلى حل لهذه المسالة على أساس مرجعية مدريد ومبدأ الأرض مقابل السلام.
وأضاف أوغلو إن الوسيلة الأكثر شمولا لهدفنا الاستراتيجي الرئيسي نحو تحقيق السلام الإقليمي والعالمي هي استخدام العناصر الثقافية والاقتصادية والدبلوماسية.
وأكد أوغلو أن التطورات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط محط اهتمام الجميع حيث إن سبب هذا الاهتمام ليس فقط التقارب بين تركيا وشعوب المنطقة وعلاقاتها التاريخية والثقافية والاجتماعية بل أيضا التطورات التي لها اثر مباشر على تركيا وبالتالي فان اقامة سلام دائم وترسيخ الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط يعد من أولويات سياسة تركيا الخارجية.
القضية الفلسطينية هي قضية لتركيا كما لأشقائنا العرب
وقال وزير الخارجية التركي إن القضية الفلسطينية هي قضية لتركيا كما هي لأشقائنا العرب ويجب التوصل إلى حل لهذه المشكلة على أساس الحل المتعلق بالدولتين وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية وتحقيق الدولة التي يتطلع إليها الأشقاء الفلسطينيون منذ عشرات السنين لافتاً إلى أن إنهاء حالة التفرقة بين الفلسطينيين التي تضر بالقضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني والتفاف كافة الفلسطينيين حول الهدف الرئيسي هو الأمر الذي يحوز حاليا الأولوية في الاهتمام.
وطالب أوغلو إسرائيل بالالتزام بالتعهدات الناجمة عن الاتفاقيات الدولية إضافة إلى العزوف عن الأعمال التي من شأنها إيصال عملية السلام إلى طريق مسدود وعلى رأسها المستوطنات وتغيير وضع القدس.
وأوضح وزير الخارجية التركي أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين تركيا والعالم العربي الصديق والشقيق شهدت تطوراً ملحوظاً حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين تركيا والدول الأعضاء في جامعة الدول العربية 37 مليار دولار في عام 2008 وشكلت هذه الزيادة ما نسبته خمسة أضعاف حجم التبادل التجاري مقارنة مع العام 2002 كما وصل حجم التبادل التجاري خلال العشرة أشهر الأولى من العام الحالي إلى 24 مليار دولار إلا أن هذا الرقم وصل في نفس الأشهر من العام الماضي إلى 32 مليار دولار.
وبين أوغلو أن قيمة المشاريع التي تولت شركات المقاولات التركية القيام بها في الدول العربية تجاوزت عام 2008 مبلغ 10 مليارات دولار .
موسى: تركيا تتبع سياسة إيجابية تهدف إلى منع حدوث الأزمات
من جانبه أكد عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية أن إطلاق منتدى التعاون العربي التركي عام 2007 جاء ليكون وعاء لأنشطة شاملة تتصل بالتشاور السياسي والنشاط الاقتصادي والتعاون في مجالات التنمية بكافة فروعها بين الجانبين العربي والتركي.
وأشار إلى ان العلاقات العربية التركية شهدت منذ ذلك التاريخ تقدما كبيرا لأسباب كثيرة فهي لم تقتصر على علاقات التعاون الثنائي بين تركيا والدول العربية بل اعتمدت على شعور عربي عام يرحب بالعلاقة العربية التركية وبدور تركي يتعاون مع الدور العربي للحفاظ على الاستقرار والدفع نحو التنمية والسلام في الشرق الأوسط .
واعتبر موسى أن تركيا تتبع سياسة إيجابية تهدف إلى منع حدوث الأزمات ولعب دور ايجابي في تسوية النزاعات القائمة موضحاً أهمية خلق الآلية اللازمة للتعاون العربي التركي في هذا المجال عبر صوت عربي جماعي وبمشاركة الجميع من اجل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.
تجدر الإشارة إلى أن المنتدى العربي التركي انطلقت أول اجتماعاته في اسطنبول في تشرين الأول من العام الماضي ويهدف إلى إرساء قاعدة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والتعليمية والشعبية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.