عائلة زهير الصديق تتهم فرنسا ومروان حمادة بقتله
فيما أكدت فرنسا للمرة الأولى أمس الثلاثاء، على لسان وزير خارجيتها برنار كوشنير، نبأ اختفاء شاهد الزور في قضية مقتل الحريري، محمد زهير الصديق، اتهمت عائلة الصديق المقيمة في دمشق السلطات الفرنسية بإخفاء شقيقهم، بغرض تصفيته جسدياً من قبل جهة أخرى متهمةً
أطرافاً لبنانية على رأسها مروان حمادة بالتعاون مع الفرنسيين بتصفية شقيقهم، وفي لقاء مع صحيفة الوطن السورية نشر اليوم الأربعاء اعتبر عمر الصديق شقيق زهير الأكبر أن من قتله "سيسعى إلى تحويل الأنظار باتجاه سوريا على أساس أنها المستفيدة الوحيدة من قتله"، فيما اوضح عماد، الشقيق الآخر لزهير، "إن العائلة ستتوجه خلال اليومين القادمين إلى السفارة الفرنسية وستتقدم بطلب من السفارة لاستبيان مكان وجوده وإذا ما كان حياً أو مقتولاً"، موضحاً "إن شقيقنا موجود تحت حماية السلطات الفرنسية وموضوع تحت إشراف القضاء الفرنسي فكيف يمكن أن يختفي في فرنسا؟"، مشيراً إلى أن "السلطات الفرنسية قد تكون سهلت إخفاءه ، أو أن تكون السلطات الفرنسية هي نفسها التي صفته"، علماً أن الصدّيق كان يحظى بحماية مكثفة طوال فترة إقامته في فرنسا ووفرت له هذه الحماية بطلب خاص من سعد الحريري الذي كان يعتبره «الشاهد الملك» في قضية اغتيال والده، قبل أن يتحول الصديق من شاهد إلى مشتبه فيه في جريمة الاغتيال ورفض السلطات الفرنسية تسليمه للقضاء اللبناني.
من جانبها أعدت السلطات السورية مذكرة تتضمن طلباً رسمياً بالقبض وجلب شاهد الزور في قضية اغتيال رفيق الحريري، زهير الصديق، وحسبما افادت صحيفة الوطن القطرية الاثنين الماضي، فإن الصديق مطلوب لدى للقضاء السوري لفراره من الخدمة العسكرية، ولقيامه بسلسلة من عمليات النصب والاحتيال، وكان الصديق اختفى من فرنسا؛ حيث قالت السلطات الفرنسية انه سافر فجأة إلى إحدى الدول الخليجية، إلا أن مصادر إعلامية في أبو ظبي، أكدت لصحيفة الوطن السورية، أن قدمي زهير الصديق لم تطأ الأراضي الإماراتية خلافاً لما حاول البعض ترويجه في الإعلام اللبناني، وأكدت المصادر في الوقت ذاته أن الهدف من نشر خبر توجه الصديق إلى الإمارات هو "محاولة يائسة لزعزعة العلاقات الطيبة بين سوريا والإمارات وخاصة بعد الدعم الكبير الذي قدمته الإمارات لسوريا لإنجاح القمة العربية وحضور الشيخ خليفة بن زايد مؤتمر القمة".
يذكر أن محمد زهير الصديق تحول من شاهد ملك في قضية اغتيال الحريري إلى مشتبه فيه، ما دفع القضاء اللبناني الى اصدار مذكرة استدعاء بحقه، لكن فرنسا رفضت تسليمه الى السلطات اللبنانية، وشككت لجنة التحقيق الدولية برئاسة سيرج براميرتس بمصداقية محمد زهير الصديق، وبالمعلومات التي أدلى بها إلى رئيس اللجنة السابق، ديتلف ميليس، كما ذكرت مجلة درشبيغل الالمانية في 22 تشرين الأول/ أكتوبر 2005 أن الصديق شخص مشكوك بأمره وله سوابق جنائية وأنه سجن كمجرم وكمحتال، وذكرت المجلة ان لجنة التحقيق كانت على علم مسبق بأن الصديق يعطي معلومات كاذبة إذ قال في البداية إنه غادر بيروت قبل شهر من اغتيال الحريري ليعود ويعترف في أواخر أيلول / سبتمبر 2005 باشتراكه في تنفيذ، وفي وقت لاحق اعترف أشقاء الصديق انهم تلقوا منه في أواخر الصيف اتصالاً هاتفياً من باريس يخبرهم فيه أنه "أصبح الآن مليونيراً " .