نصرالله يدعو لـ”هدنة” لبنانية وحزبه يصعّد الجدال حول الـ1559
أرسل حزب الله مجموعة من الرسائل في مختلف الاتجاهات الداخلية والدولية خلال الساعات الماضية، حيث دعا أمينه العام، حسن نصرالله، إلى “هدنة” لبنانية لمدة عام لا يتخللها إثارة مواضيع خلافية جديدة، وذلك إفساحاً في المجال أمام الحكومة لمعالجة القضايا المعيشية.
لكن هذه الدعوة – التي تزامنت مع شن هجوم كبير من قبل نصرالله على الولايات المتحدة وإداراتها التي وصفها بأنها "الأكثر وحشية وطمعاً في العالم" تناقضت مع إطلاق قيادات في حزبه دعوات إلى "دفن" قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1559، الذي يدعو إلى سحب سلاح القوى والتنظيمات المختلفة في لبنان.
وقال نصر الله، في كلمة ألقاها ليل الجمعة ضمن خطبه المخصصة لمناسبة عاشوراء، إن على الطبقة السياسية اللبنانية: "إعلان هدنة داخلية عمرها سنة كي نرتاح ويرتاح اللبنانيون لا أن نخترع كل يوم نزاعا أو قصة جديدة."
وطال نصر الله بإعطاء الحكومة الحالية "التي تتمثل فيها أغلب القوى السياسية فرصة لتعمل."
وشدد الأمين العام لحزب الله على أن تنظيمه يريد "استعادة الأرض والسيادة لكل اللبنانيين،" وأضاف: "نحن لا نخاف من أحد ولا نحتاج إلى أحد، وإن اعترفوا بنا هذا شرف لهم ونحن لسنا ضعفاء بل ما نريده هو مصلحة المسيحيين والمسلمين في لبنان."
وانتقد نصرالله بعض اللبنانيين الذين قال إنهم يقدمون الولايات المتحدة على أنها دولة متحضرة قائلاً: "الولايات المتحدة هي معادية للإنسانية ومتوحشة والنخبة الحاكمة فيها تعتبر الاوحش والاطمع في العالم،" معتبراً أن قنبلة هيروشيما النووية هي :نزهة أمام المستقبل الذي تقودنا إليه أمريكا التي هي وحش يسكن خلف الدبلوماسية والأناقة."
وعلى غير عادته، تطرق نصرالله إلى "الأخطار الطبيعية التي تتهدد الأرض" بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري وذوبان الجليد، داعيا الدول الصناعية الكبرى التي تتسبب بالاحتباس الحراري إلى اتخاذ إجراءات لوقف ما يجري.
وبالتزامن، قال مسؤول منطقة الجنوب في حزب الله، الشيخ نبيل قاووق، إن الحديث عن القرار الدولي الرقم 1559 "أصبح من الماضي"، مشددا على "أن بند نزع السلاح (من الحزب) في هذا القرار دفن مع أشلاء الدبابات الإسرائيلية في حرب تموز 2006، وأصبح رمادا عصفت به رياح المقاومة."
أما رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" التابعة لحزب الله، النائب محمد رعد، فقد تحدث في الإطار عينه قائلاً: "العالم كله احتشد ضدنا ليقولوا اسقطوا سلاحكم لان العدو سيعتدي عليكم."
وتابع: "صدر القرار 1559، وكان عنوانا لحقبة سوداء ظللت الأزمة السياسية في البلد أكثر من 4 سنوات، اليوم نقول نحن نعتقد أن صيغة 1559 قد مضت."
واستدعت هذه المواقف رداً من النائب عماد الحوت، ممثل الجماعة الإسلامية في البرلمان والمتحالف مع تيار المستقبل برئاسة رئيس الوزراء سعد الدين الحريري الذي قال إن "القرار 1559 شكل عامل عدم استقرار وفتنة في لبنان، ولكنه يبقى قرارا دوليا ينبغي التعامل مع الجوانب الايجابية فيه."
وأضاف الحوت: "ليس لأي جهة أن تعتبر أن هذا القرار قد انتهى سوى الحكومة اللبنانية، وهذا الأمر لم يطرح من قريب أو بعيد على جدول أعمال الحكومة،" وفقاً لوكالة الأنباء اللبنانية.
يذكر أن القرار 1559 صدر في الثاني من سبتمبر/أيلول 2004 عن مجلس الأمن بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة ذلك العام، لكنها عُطلت بتدخل خارجي لصالح التمديد للرئيس السابق أميل لحود، ودعا إلى انسحاب "جميع القوات غير اللبنانية من لبنان."
وأعرب مجلس الأمن في القرار عن "قلقه من استمرار تواجد مليشيات مسلحة في لبنان، مما يمنع الحكومة اللبنانية من ممارسة كامل سيادتها على جميع الأراضي،" فحض على حل جميع المليشيات اللبنانية ونزع سلاحها،" وهو ما اعتبر إشارة إلى حزب الله.