مقالات وآراء

الأنثى بين الواقع و الخيال .. بقلم نزار أبو حلب

حديقة متوسطة الجمال تجمع الأطفال والأشبال و الكبار واليافعين , الأطفال صبيانا و بنات يلعبون و يلهون في الحديقة وأمهاتهم ترمقهم بنظرات كل منهم يراقب ولده ..

نادتها أمها كفاك لعباً حان وقت الغذاء , عادت إلى البيت فرحة نشطة , تناولي الغداء يا بنتي ومتى انتهيت يا حبيبيتي لي حديث معك .. نعم هل تودين أن أقوم بعمل ؟

نعم ستقومين بأشياء تحفظيها وتطبيقيها مدى حياتك , يا بنتي ما شاء الله كبرتي و نور وجهك بان , و كل يوم يا بنتي تظهر أنوثتك أكثر فأكثر , ولا أريدك أن تلعبي مع صبيان الحي أصبح جسدك ممتلئاً و وجهك يزداد نضارة و تألقاً و لهوك مع الصبيان يزيد من خوفي عليك يجب أن تكوني كالرداء الأبيض طهارة و نقاوة ..

عمرك اثنا عشر عاماً , نظرة الشباب إليك فيها غدر , وأنت أنثى عليك أن تتفهمي جسدك و تحافظي عليه بعقلك , مرت الأيام , وهي تحصل العلم , جسدها أصبح أكثر جاذبية وبدأت تشعر بأن جسدها يؤذي شعورها من نظرات الشباب و معاكساتهم , هنا أحسست كم أتعبها جسدها وأقلقها و كلما تعرضت لمضايقات كلما زادت حرصا على نفسها احتاجت. لدروس خاصة لتقوية معارفها .. 

استلطفها وهو في الخمسين من عمره لم تأبه به و الصمت علاج لحالتها تشعر بقراره نفسها كم هو مقرف ذلك الذئب المتطفل على جسدها .. 

و اجتازت الثانوية بتفوق و في السنة الأولى من الجامعة ابهرها ما شاهدت من اختلاط و علاقات بين الجنسيين و كانت تدعى لتكوين صداقات مع شباب و لكن لا, عتبها على بنات جنسها كبير تشاهدهم مع الشباب بهرج و مرج و وقع نظرها على شاب يرتع بين الفتيات و كل يوم صداقة جديدة تذكرت أيام طفولتها نعم كانا يلعبان معا و هو الآن في الجامعة طالبا للعلم و للهو نعم نعم هذا الصياد الماكر و هذه الحمامات الوديعة تقع في شراكه ما هذا الدهاء ؟

وما هذا الانجرار من الفتيات ..؟

ودون حساب لنهاية العلاقة تتأوه على بنات جنسها و تعود لصمتها , تخرجت من الجامعة, تخرج صبي الحي صائد الفتيات , أرادت الأم أن تكمل فرحها بزواج ابنها ..

فطلبت منه الاختيار فأشار إلى ابنة الحي ,قفز عاليا فرحا نعم نعم هي هي و الله ارغب أن تكون لي زوجة و حبيبية , أشهد الله إني لم أشاهد في عفتها و طهرها وحيائها هي , هي , يا أماه هي الكنز الذي ابحث عنه كم أنا بحاجة لزوجة تخاف على نفسها و تحافظ على طهرها و ارتقي بعفتها .. و مرت الأيام و اقترب موعد حفل الزواج ..

بالله كم كرهت أفعاله وأنا اليوم يخفق قلبي حبا بوداده , غامرها شك هل هو فارس أحلامي ؟ أم اسرح في خيالي , الهي ألهمني الحكمة و المعرفة قالت في نفسها أين الفتيات التي التقى بهم ؟ أين مغامرته معهم ؟

ألم تحظى واحدة به ؟ !! و لكن للأنثى مشاعر وعواطف , هل يريد مني الجسد و الرونق كعادته؟ هل أتى دوري ليمتلكني جسداً ؟

أكره الزوج الذي يطلب الجسد بل إنني أحببته و لا استطيع البعاد عنه , حاورته أن للمرأة مشاعر و عواطف و أحاسيس تلعب دورا كبيرا في حياتهما عليه أن يكلم مشاعرها و يدغدغ عواطفها فالأنثى كتلة من المشاعر و الأحاسيس ..

انتهى حفل الزفاف واجتمع الاثنان في شقة الزوجية كان مستعجلا بينما كانت هي تحلم بزوج يحترم إنسانيتها و يكلم مشاعرها و يدغدغ عواطفها ..

اعتبرها جامدة لا حراك لها , واعتبرته وحشا انقض على جسدها , نعم أنساها أنها أنثى قضى على مشاعرها أين الأنثى من المشاعر و الأحاسيس و العاطفة؟ أين الرجل الذي يعزف على أوتار قيثارة المرأة ؟ أين الرجل الذي يعرف معنى الأنثى كروح وحياة ككتلة من أحاسيس فياضة و ليس كجسد للمتعة فقط .. 

إنها أنانية الرجل و جهله إنها ثقافة الجهل بحقيقة الأنثى …

بواسطة
نزار أبو حلب
المصدر
زهرة سورية

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

  1. عزيزي نزار اكثر ماتكرهه الاناث هو الشخص الذي يطلب جسدها اولا حتى وان اضطرت مرغمة لتسليمه اياه تحت اي نوع من المسميات.

    الانثى بركان من المشاعر والاحاسيس فان استطعت ان تثير هذا البركان فانك سوف تسيطر ليس فقط على عقلها ومشاعرها بل على جسدها وكيانها.كثير من الاحيان نرى امراة فائقة الجمال تقع في حب شخص لا يمس للرجولة بصلة لا في شكله ولا في مقامه ولكنه يكون قد سيطر عليها ببعض من الكلام المعسول الذي سرعان ما ان تملكه جسدها حتى ينتهي كل هذا الكلام.

    شكرا الك اخ نزار كتاباتك رائعة ومحط اعجاب في كافة المحافل

  2. اخي ابو اسماعيل التعميم لايجوز وليست كل النساء شريرات واذا حضرتك كنت متأزم بعلاقة مع واحدة هذا لايعنى انك تستطيع القول ان الكل سيء لأ ياحبيبي في كل سيدة بعقلها وفهمها تجاري الرجال

  3. تحياتى الك ياغالي وانا معك بكل ماتطرقت اليه نعم كلامك غاية في الروعة والدقة اصبت بماعنيت به اتمنى من الله ان نتقدم بفكرنا وعقلنا والى مسيرة النهضة الأجتماعية نعمل ونصحح الاخطاء اشكرك اخي هيثم دمت بود ياغالي

زر الذهاب إلى الأعلى