اشكاليات الفكر الرياضي العربي .. بقلم : مأمون شحادة
كما هي السياسة مراوغة، الرياضة هي كذلك، عبارة التصقت بجدار الفكر الرياضي العربي حاملة في طياتها رموزاً جوهرية تعبر من خلالها عن ثغرات فكرية في تشكيل المعادلة الرياضية العربية للأندية المحلية ..
نعم، هي ردة الفعل على جوهرية تشكيل تلك المعادلة ، التي تجتاح الأندية العربية ما بين حيرة في طرح السؤال وتلبك في فحوى الإجابة، واضعة تلك الاندية في مرمى اجابة السؤال وهي تعرف انها تسير على طريق الحكمة المشهورة " الرجل غير المناسب في المكان المناسب " ، أم ان التدرج المعلوماتي في فنون إدارة الأندية مفقود فيمن يترأسونها؟ ، أسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة والى دراية في الإجابة لتكون مقنعة وعقلانية ليتقبلها الطرف الأخر، لأن الشارع الرياضي سئم من الإجابات القهرورياضية .
إن التذمر والشكوى "المعتاد" على سماعها من الوسط الرياضي تجاه الأندية العربية لا بد وانها تحمل في جنباتها اشكاليات كثيرة مدفونة تحت رماد "الترهل الإداري" من خلال انتخاب إدارة رياضية تخضع لرحمة العائلة والقبيلة والعشيرة، تنصب من تشاء وتنحي من تشاء ، متهمة بعد ذلك ان اسباب الترهل و التشظي الاداري هي اسباب يتحملها فلان وعلان!!! ، فاين نحن الان من فحوى الإجابة ؟
قال الحكماء " اذا اردت التصحيح فعليك بالجذر "، الذي يعني ان هناك اموراً عدة تحتاج الى تصحيح في المجتمع الرياضي لمعالجة اشكالية التشكيلة الادارية للاندية الرياضية، التي هي اسيرة قرارات العائلة والقبيلة والعشيرة،…. ولكن، اين العقول الرياضية؟ ، … اين الذين يحملون الشهادات الجامعية" تخصص رياضة"؟،… اين الذين يحملون في عقولهم خبرة رياضية لكي يصححوا تلك الفوضى؟ ، فالمعادلة الرياضية لا تريد ادارات تمثل عائلة فلان وعلان، بل ادارة تنهض من تحت الركام وليس مجرد ادارة تحمل اللقب، لان اللقب يتطلب من صاحبه العمل لتحقيق هدف ما وليس مجرد كرسي يجلس عليه كعامل من عوامل التواجد الصوري…..!!!
يتضح من ذلك ان الرياضة كما السياسة في المراوغة، تراوغ فيها العائلة والقبيلة والعشيرة في وضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب وتحت مسمى الاكثرية الانتخابية، وكما قال الحكماء" الرياضة اخلاق"، فاين تلك المقولة مما تفعله الثلاثية الجمعانية الشخصانية سابقة الذكر في حشد اصواتها للمرشح " فلان " وهم يعرفون ان الكرسي الاداري يحتاج الى عمل وجد للوصول الى الهدف المنشود،… هنا تسقط المعادلة الرياضية ما بين الانانية والترهل الجماهيري الشخصاني في اختيار الانسب ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب.
العامل النفسي :
قال الحكماء قديماً "اعرف فحوى السبب ثم ابدأ بالعلاج "، من هنا يتبين ان السبب له مسبب، والاخطاء الكثيره "المتراكمه" لها تاريخ تراكمي وليست وليدة الساعه ، تلك التعريفات الجوهرية تضعنا على محك السؤال والاجابه فيما ينتاب المشروع الرياضي العربي من عقبات ومشاكل جمه تقف عائقاً امام نفسية الكادر الرياضي ممثلاً بالعناصر الذهبيه (الفريق) وهم يضعون على طاولة المسؤول سؤال يحتاج الى اجابة صريحة "من امام الستار وليس من خلفه"، هنا يقف المسؤول متلبكاً في طرح الاجابه غير متمكن في ايصالها الى الجوهر النفسي الذي يتحكم في نفسية اللاعبين، ناثراً في الهواء حيثيات الاجابة الخجوله التي تهمل تلك النفسية، جاعلة منهم غير مستعدين لدخول الساحة الرياضية، على اعتبار ان "المسؤول" يتصور ان المستطيل او المربع الاخضر هو مجرد لعب وركض وهرولة وتسديد (هكذا)، غير ملتفت الى ان اللاعب حينما يدخل ذلك المستطيل او المربع يجب ان تكون نفسيته خاضعة للسكون والضم وليس للشد والكسر ، لكي يبدع في الركض و التسديد والتكتيك والعمل بروح الفريق.
المحصله من ذلك، معادلة صعبة (ولكنها مترهلة) يجب اعادة صياغتها وفق نفسية اللاعبين، لان التراكم النفسي طويل الامد دون "ادراكه" يؤدي في النهايه الى تراجع في الاداء وعدم جني النتائج المأموله،،، هذا يرجعنا الى ما" قاله الحكماء"، ما يعني انه يجب احتواء وعلاج تلك المعضلة النفسية التي تشكل ثقلاً على الجهاز العصبي لدى اللاعبين من اجل النهوض بالرياضة العربية الى غد مشرق .
الاسئلة هنا كثيرة، ولكن اهمها سؤالين موجهين الى المجتمع الرياضي "العربي" : الى متى ستبقى انتخابات الاندية الرياضية تحت رحمة العائلة والقبيلة والعشيرة ؟ و بما ان الرياضة "فن ومهارة"، افلا يشكل انهيار العامل النفسي وقلة المحفزات للاعبين الى تراجع ويأس لدى العمل الجماعي فيما يسمى بـ"روح الفريق" ؟