استشهاد جندي مصري في رفح والرئاسة الفلسطينية تعبر عن أسفها
أعربت الرئاسة الفلسطينية عن بالغ أسفها لاستشهاد الجندي المصري أحمد شعبان محمد مصطفى على الحدود مع قطاع غزة برصاص أطلق من داخل القطاع ..
وقد أكد مصدر مسؤول لـ ( لزهرة سورية ) إن الرئاسة الفلسطينية اعتبرت هذا العمل غير مسؤول ويستهدف الجهود المصرية لإرساء المصالحة الفلسطينية ..
حيث قدمت الرئاسة الفلسطينية بعزائها للرئيس المصري محمد حسني مبارك، وللقوات المسلحة المصرية، وللشعب المصري ولأسرة الفقيد , و من جانبها رفضت داخلية الحكومة المقالة ( استخدام العنف من قبل أيٍّ من الجانبين ) وقالت في بيان لها أنها تحقق في أحداث رفح وتدعو مصر إلى تحقيق مماثل لتجنُّب تكرار ما حدث ..
وعبر صلاح البردويل القيادي في حركة حماس عن أسف “حماس ” بشدَّة ” للأحداث التي وقعت أثناء تنظيم المسيرة السلمية على الحدود المصرية”، مطالبًا الجميع بضبط النفس ووقف الحملات الإعلامية التي من شأنها تعميق الأزمة ..
واختتم القيادي في حركة “حماس” في تصريحه لوكالة الأنباء الفلسطينية بالقول: ” نتمنَّى الشفاء العاجل للمصابين، ونتمنَّى ألا تتكرر مثل هذه الأحداث، فالشعب الفلسطيني يكفيه ما به من جراحات وآلام ، وندعو إلى فتح تحقيق فيها بغية عدم تكرارها ”
أما سفير فلسطين في مصر ( مندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية ) الدكتور بركات الفرا ، ندد اليوم ، بشدة الممارسات غير المسؤولة من قبل عناصر حماس ، بحق الأشقاء المصرين ، والتي تسببت باستشهاد جندي مصري .
وقال السفير الفرا ، في بيان صحفي ( إن ما جرى من أحداث مؤسفة على الحدود المصرية مع قطاع غزة ، أَعدت لها ونفذتها حركة حماس ، وتسبب باستشهاد أحد الجنود المصريين البواسل برصاصة غادرة وجبانة ومأجورة ، يُمثل قمة النذالة والخسة من قبّل حماس التي بدلاً من توجيه رصاصها إلى جنود إسرائيل الذين يحاصرون قطاع غزة ويحتلون وطننا، توجهه إلى الجنود المصريين الأبطال ) .
وتابع : إننا نُدين هذا العمل الإجرامي الجبان ونطالب بمعاقبة مرتكبيه ، فهذا العمل يخدم إسرائيل وعملاؤها ويخدم جهات خارجية أصبحت حركة حماس رهينة لها وربطت مصير القضية الفلسطينية والمصالحة الفلسطينية بأجندات إقليمية مشبوهة ، ونقول لكل الذين يحاولون النيل من مصر ودورها القومي، أنتم واهمون فمصر أكبر منكم جميعاً ولن تنالوا من الدور المصري لا محلياً ولا إقليمياً ولا دولياً ..
وقالت الجبهة الشعبية تعقيباً على الأحداث المؤسفة التي حدثت بعد ظهر اليوم الأربعاء في رفح ، ومقتل جندي مصري انها تتوجه بتعازيها الحارة للجيش المصري وذوي الجندي المصري المتوفى، وبالشفاء العاجل لجرحى هذه الأحداث المؤسفة.
و طالبت الشعبية في بيان صحافي “الحكومة المصرية وأجهزة حماس في قطاع غزة بالتحقيق فيما جرى، واستخلاص العبر والعمل على منع تكرار هذه الأحداث المؤسفة ”
وكان التلفزيون الرسمي المصري قال إن شرطياً مصرياً قتل الأربعاء 6/1/2010 على الحدود بين مصر وقطاع غزة برصاص أطلق من الشطر الفلسطيني من مدينة رفح الحدودية.
ويأتي ذلك فيما سيطرت قوى الأمن التابعة للحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس على الجانب الفلسطيني من حدود قطاع غزة مع مصر بعد رشق المئات من المتظاهرين الفلسطينيين لقوات حرس الحدود المصري، عقب تظاهرة حاشدة نظمتها حماس احتجاجاً على عرقلة الجانب المصري مرور قافلة “شريان الحياة” إلى غزة والاشتباكات التي وقعت بين الأمن المصري والمتضامنين الأجانب القادمين على متن القافلة.
وشهدت منطقة بوابة صلاح الدين التي تفصل بين رفح الفلسطينية والمصرية حالة من التدهور في أعقاب التظاهرة التي شارك فيها الآلاف من الفلسطينيين، إذ قام عدد من الشبان الغاضبين برشق القوات المصرية بالحجارة، فيما أطلق جنود حرس الحدود المصري النار والقنابل المسيلة للدموع، ما أدى لإصابة ثمانية من المتظاهرين بحسب مصادر طبية فلسطينية.
أصيب 12 مواطنا فلسطينيا بينهم اثنان برصاص قوى الأمن المصرية خلال مواجهات أعقبت مسيرة احتجاج دعت لها حركة حماس بالقرب من الحدود بين قطاع غزة ومصر في رفح.
وأفاد د. معاوية حسنين مدير عام الإسعاف و الطوارئ أن المستشفيات استقبلت 35 إصابة بعد المواجهات التي اندلعت علي الحدود الجنوبية للقطاع مع قوات الأمن المصري وأن خمسة جرحي أصيبوا بالأعيرة النارية و حالتهم حرجة للغاية و أنهم يتلقون العلاج في مستشفي أبو يوسف النجار.
ونظمت حركة حماس وعدد من القوى الفلسطينية في غزة التظاهرة على عجل بعد توارد الأنباء عن تعرض المتضامنين الأجانب على متن قافلة شريان الحياة للاعتداء في ميناء مدينة العريش القريبة من غزة، وانتقد متحدثون في التظاهرة الموقف المصري ودعوا القاهرة إلى تسهيل دخول القافلة، والتوقف عن بناء الجدار الفولاذي على طول الشريط الحدودي.
وقال النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، مشير المصري، إن “الاعتداء على المتضامنين الأجانب الذي جاءوا للتضامن مع غزة يمثل اعتداء على 40 دولة”، وأكد أن حركته تستغرب التعامل بهذه الطريقة الفظة مع المتضامنين الذين قطعوا آلاف الأميال للوصول إلى القطاع المحاصر.
وأضاف “آن الأوان لصحوة رشيدة من النظام المصري، وأن يسمح بدخول قافلة شريان الحياة وفتح المعبر وفك الحصار عن شعبنا في قطاع غزة، يكفي قتل المئات من شعبنا وتشريد عشرات الآلاف، ويكفي حصار استمر أربع سنوات، وكل هذا الظلم والقهر”.
ولم يسلم الرئيس الفلسطيني محمود عباس من هجوم حماس خلال التظاهرة، إذ اتهمه المصري بالمشاركة في حصار غزة، وبالتآمر ضد الشعب الفلسطيني، مجدداً تأكيد حركته على عدم اعترافها بشرعية عباس “وسلطته القائمة في رام الله “.
وساطة تركية
ومن ناحية أخرى، كشف نائب رئيس اللجنة الدولية لفكّ الحصار عن غزة، محمد صوالحة، أن تركيا تبذل جهوداً حثيثة لحل الإشكال بين أعضاء قافلة شريان الحياة والسلطات المصرية بعد الاشتباكات العنيفة التي وقعت مساء الثلاثاء بين الطرفين.
وأوضح صوالحة في تصريحات صحافية أن الخلاف نشأ حول 59 سيارة تريد مصر أن تدخل بالتنسيق مع السلطات الإسرائيلية، الأمر نرفضه بشدة، وأكد صوالحة أن الأمور هدأت بين المتضامنين وقوات الأمن المصرية، وتم إفساح المجال للوساطة التركية للوصول إلى حل مع الجانب المصري.
وبيّن أن المعيقات التي تضعها مصر أمام القافلة بعد أن قطعت آلاف الأميال وخسرت آلاف الدولارات، تركت آثاراً نفسية سلبية على المتضامنين، وما زاد الأمر سوءاً إلغاء مصر لاتفاق العقبة بينها وبين القافلة رغم أنه تم بعد أربعة أيام من المفاوضات، وفق قوله.
وقال صوالحة “لن ننسّق مع الجانب الإسرائيلي، ولدينا فكرة أن تكمل تركيا وساطتها وتتولى هي إدخال السيارات محل الخلاف”، وتضم القافلة 250 شاحنة ومركبة وسيارة إسعاف تحمل مساعدات إنسانية وطبية وأغذية، و460 شخصاً من 17 دولة أوروبية وعربية يترأسها النائب البريطاني جورج غالاوي.
هذا واعتبر “فوزي برهوم” الناطق بلسان حماس السياسية المصرية التي تمنع المتضامنين مع غزة من الوصول إلى القطاع وبناء الجدار الفلاذي سياسة متعمدة تكرس المشاركة في الحصار على القطاع.
وأوضح “برهوم” أن هذا التصرف غير مبرر ولا ينسجم مع طموحات الشعب الفلسطيني وتطلعاته نحو القيادة المصرية.
من جانب آخر أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن تصريحات فوزي برهوم الناطق باسم حركة حماس بشأن الأحداث المؤسفة التي شهدها مرفأ العريش البحري مساء الثلاثاء من جانب المشاركين في قافلة ( شريان الحياة 3) تدعو للسخرية.
وقال زكي- في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط- “إن تصريحات برهوم ( التي أشار فيها إلى أن تلك الأحداث تمثل اعتداء من الأمن المصري على سيادة 40 دولة عربية وإسلامية وأوروبية تمثلها القافلة ) تؤكد أنه لا يعي مفهوم السيادة من الأساس، وإن كان يعيه فإننا نقول له أن سيادة مصر فوق كل اعتبار”.
وتساءل المتحدث عن أية سيادة يتحدث.. هل السيادة في تحطيم بوابة ميناء العريش.. أم السيادة في تحطيم الأرصفة لاستخدامها حجارة في رشق أفراد الأمن.. أم أن السيادة في نظره ونظر من يؤيده هي في التعدي على السلطات المصرية.. “يبدو أن الأمر ملتبس عليه تماما أو ربما هو لا يفهم مدلول كلمة السيادة ولا غرابة في ذلك”.
وأردف زكي قائلا “إنني على ثقة من أنه إذا كانت السلطات المصرية قد تساهلت في إدخال سيارات الركوب الخاصة ضمن قافلة المساعدات كان الحال تبدل”، مضيفا “يتحدث عن التلذذ بعذابات أهالي غزة، ربما لو دخلت الأربعين سيارة الخاصة لركوب علية القوم كان حديثه سيكتسب مصداقية أكبر”.
وأضاف “ومع ذلك نقول له ولغيره لا سيادة لأية دولة أو لرعايا أية دولة على أرض مصر، لا سيادة إلا لمصر وقوانينها وإجراءاتها وإرادتها، وبخلاف ذلك فإن الحديث يصبح مضيعة للوقت بل ومثيرا للسخرية”.