أخيراً .. بقلم أنس محمد رمضان
مع ذلك الجو الممطر كان يجلس ذلك الشاب في زاوية ضيقة قرب تلك النافذة الصغيرة التي كان يتابع منها غزارة الأمطار حينها كان يلملم أوراقه ويتمتم على قصصه ..
التي كتبها ليجعلها تبدأ وتنتهي في مشوار يشارف على النهاية بأشواق وحنين بأيام وسنين تاهت بقدر بين حزن وفرح – لقاء ووداع لأحلى وأجمل أيام مرت بلحظات وبأناس حاقدين جعلوا حياته مريرة السنين بموت روحه التي امتلأت بعذابات دنياه المثقلة والضائعة في وحي الزمن الذي جعله تائهاً عن طريق عودته .
مرت الأيام والسنون وما زال ذلك الشاب يلملم أوراقه التي أكلها الدهر وأصبح عمره في رجولة قاهرة وبصوت يرتفع أكثر فأكثر كان يردد عناوين قصصه واحدة تلو الأخرى لتأتي قصته الأخيرة (النهاية) التي ختم فيها تلك القصص , أصبح يبكي وينادي نهاية المطاف , نهاية المطاف !! صار يضحك ومن ثم يبكي , يضحك ويبكي علا صوته أكثر فأكثر , الناس استيقظت على صوته أصبحوا يطرقون باب داره – أمه العجوز كانت بالمنزل استيقظت على صوت طرق الباب وسمعت وقتها ذلك الشاب , هدوء سيطر على المكان بأكمله الشاب صوته رحل , الناس مستغربين !!!?
أمه كانت تتوقع هدوءه فكالعادة هو الآن قد يكون نائماً ? عادت الأم إلى فراشها وقبل ذلك طمأنت الناس بأنه نائم وأصبح في رقاد النوم لكن في صباح المساء لم تعلم الأم أن رقاد النوم أصبح رقاد الموت فالشاب لم يستيقظ , الأم انشغل بالها , دقت باب غرفته أصبحت تناديه يا بني أيها الشاب استيقظ ولكن دون جدوى – ركضت إلى جيرانها لتحدثهم بما يجري وبالفعل دخلوا المنزل وأصبحوا يطرقون الباب أيضاً دون جدوى .
اقترب أبو مازن ليخلع الباب والناس تنظر بدهشة المنظر هنا قاس جداً – الشاب على الأرض ومن حوله أوراق كثر – سارعوا إليه أيها الشاب أيها الشاب , الشاب رحل أخيراً الناس لم يصدقوا وأصبحوا يبكون ويقولون لا لا هو نائم أبو مازن امسك سماعة الهاتف واتصل بالإسعاف ونقل الشاب إلى المشفى ادخل غرفة العناية المشددة , الأصدقاء علموا بالأمر الكل كان بالمشفى خرج الطبيب من غرفة العمليات وهو مبتسم جداً وفجأة أصبح يبكي وهو يقول : يجب دفنه بالصباح الباكر فهو الآن نائم ويريد إكمال نومه تحت الرقاد بالقبر فأصبح المشهد هنا مؤثراً – دموع حارة تذرف على ضياع ذلك الشاب حسرة وندم أصبحا يخنقان الناس بأفعالهم معه – الأم تنادي أخيراً أخيراً أنهى بطولات الموت في قصصه بحقيقة أراها مات ذلك الشاب من قهره وحزنه على الناس والدنيا – وتابعت بكاءها تتبع جثمانه وهو محملا على أيدي الناس الذين كانوا يقرؤون فاتحة القرآن عليه فجأة صوت فتاة كان يعلو ببكائه وبمناداة تقول خذوني معه سأموت لأجلس معه في قبره أرجوكم : إنها حبيبته التي من المفترض خطبتها على صديقه الوفي تابعت تلك الفتاة تصرخ ولكن دون جدوى ورأت أن الناس ما كادوا يسمعونها – مناظر وجوه الناس تتحسر عليه وتقول لن ننساك , سنراك ونتكلم معك في قصصك التي تركتها لنا كنزا نهتدي به إليك أيها الشاب أخيرا … مات ذلك الشاب وتحققت أمنياته ليلحق بإنجل الصغيرة وتايلا وسعاد والعم سيمون وغيرهم من قصصه التي أحب أن يكتبها في عصر من الجنون .
مجرد تحولات وسأكمل
لا اعرف ماهي تحولاتك يا صديقي لكن ادلرك انها تحولات مميزوو وتحمل في طياتها اشسياء جميلة
انا لاول مرة اعلق على مشاركاتك الادبي
فهذه المشاركة جعلتني اخرج من صمتي لاقول لك شكرا ياعزيزي
فطريقتك بالكتابة
تذكرني بشكسبير وسميث
فأنت استخدمت مفردات تحمل معاني كبيرة فطريقة الكتابة بطريقة مبعثرة او بعناوين متفرقة تجعل المادة الادبية ممتعة
وشكرا لك عزيزي انس ولزهرة سورية
اي شو هاد يا استاذ انس
الله يوفقك ويحميك
ويلي بيعجبني فيك انك متعدد المواهب
تحياتى استاذ انس والله مقالة رائعة وخاطرة محترمه وكلام من الواقع بس ياريت القارىء يكون متميز بالتفسير ليفهم المعنى لك ودى وتحياتى انوس
لا اجد الكلمات التي توصف شدة اعجابي في المقالة ولكن وبإختصار سلمت يداك التي كتبت وأبدعت
تحيااااااااتي لك انس رمضان وبالتوفيق انشء الله