الجزائريون يحتفلون برأس السنة الأمازيغية
إحياء للارتباط بين الإنسان والطبيعة , احتفلت مساء أمس العديد من العائلات الجزائرية و المغاربية بأول أيام السنة الأمازيغية الجديدة ( يناير ) 2960 ..
والذي يصادف 12 ( جانفي ) من كل عام , وهذا من خلال إقامة طقوس تختلف من منطقة إلى أخرى فبمنطقة القبائل التي تعد معقل الأمازيع بالجزائر تقوم العائلات بتحضير أطباق تقليدية مثل الكسكسي بلحم الديك , والأخرى بوضع الحنة للأطفال وأخرى تجعل هذه المناسبة فرصة لختان الأطفال ..
ويقول سعيد بوطرفة المتخصص في تقاليد الأمازيغ إن هذه الاحتفالات ترمز إلى العلاقة الموجود بين الإنسان والطبيعة , ويتزامن الاحتفال برأس السنة الأمازيغية في الجزائر بإقامة العديد من التظاهرات الثقافية والندوات الفكرية لتسجيل التنوع الثقافي الذي تعرفه الجزائر ..
البعد التاريخي ليناير …
و تتضارب الروايات حول بداية السنة الأمازيغية و المؤكد هو أن بداية التقويم يعود إلى انتصار الملك الأمازيغي الليبي شاشناق على الفراعنة في معركة وقعت على ضفاف النيل سنة 950 قبل الميلاد وأعلن عن ميلاد السلالة 23 للبرابرة التي حكمت مصر الفرعونية ..
وأنه منذ ذلك الحين شرع في التأريخ للسنة الأمازيغية , أما الرواية الثانية فتقول أن بداية السنة الأمازيغية كانت يوم انتصار الملك الامازيغي شاشناق على الملك رمسيس الثالث من أسرة الفراعنة في مصر وذلك في سنة 950 قبل الميلاد في معركة دارت في منطقة (بني سنوس) بالقرب من ولاية تلمسان 486 كيلومترا غربي العاصمة الجزائرية ..
و لقد ارتبط يناير بمعتقدات ضاربة في القدم ، فمثلاً يعتقد الأمازيغ أن من يحتفل بيناير سيحظى بسنة سعيدة وناجحة ، ويختلف شكل الاحتفال من منطقة إلى أخرى ، ويبدوا أنه حتى بعض القبائل المعربة تحتفل بالسنة الأمازيغية ..
و حسب المعتقدات الأمازيغية دائماً هناك أسطورة تقول إن امرأة عجوز استهانت بقوى الطبيعة فاغترت بنفسها فسارت ترجع صمودها ضد الشتاء القاسية ، إلى قوتها ولم تشكر السماء ، فغضب يناير فطلب من فورار أن يقرضه يوماً حتى يعاقب العجوز على جحودها ، وإلى يومنا هذا يستحضر بعض الأمازيغ يوم العجوز ويعتبرون يومها يوم حيطة وحذر ، ويفضل عدم الخروج للرعي مخافة عاصفة شديدة ..
يناير .. معتقدات أيضاً ..
يناير أيضاً مناسبة تحمل في طياتها الخير والبركة فبعض الأمازيغ يبدؤون يومهم بجلب التراب , وتجديد ما يعرف بالكانون وإشعال النارفيه هذا لاعتقادهم بأن عملهم هذا وسيلة لإبعاد الظلام والشرور وبعث للأمل والخير والنور , ومنهم من يقوم بتحضير طبق الكسكسي باللحم الديك وبسبع أنواع من الخضر ليكون عامهم عام بركة ورزق وفير , كيف لا وقد ارتبطت المناسبة كذلك بالأرض وخصوبتها وتنوعها النباتي وهو ما ساعد الإنسان الأمازيغي على تربية المواشي والدواجن وانتشار الرعي والتكسب من خلالها فيناير كما يعتقد الأمازيغ يرتبط بالأرض وخصوبتها والفلاحة فكان الحرص على طبخ أشهى الغلات في هذا اليوم حتى أن بعض النساء تتوجهن باكراً إلى البراري لجلب مجموعة من الأعشاب البرية لتحضرن بها خبز الأعشاب ..