كيف نجعل أمة اقرأ تقرأ
في عام 2008 قرأت إحصائية في إحدى الصحف اليومية تقول أن اليونسكو أقام دراسة لمعدل القراءة للإنسان في العالم في عام 2007 فنتج عنه أن الإنسان الألماني يقرأ 51 كتاب في السنة ، والإنسان العربي يقرأ نصف كتاب في السنة !!!
ومنذ أكثر من سنتين كنت أتصفح بعض الكتب في المكتبة ففتحت كتاباً قرأت فيه العنوان التالي "أمة اقرأ لا تقرأ"!
وكان أحد أساتذتي في الجامعة يقول دائماً أن أمة اقرأ لا تقرأ، وينعتها بأنها "أمة فاضية"! وما أكثر الناس والكتاب والصحفيين الذين يقولون العبارات السابقة، وفي الوقت الذي يفكرون فيه في المشكلة وهي ضعف معدل القراءة في الأمة العربية، فإنهم لا يفكرون في الحل الذي يستطيع أن يخلّص الأمة العربية من هذه المشكلة , ولهذا السبب خصصت هذه المقالة لأتحدث عن مشكلة القراءة، وكيف نستطيع تجاوزها، ولذلك دعنا نبدأ…
# لماذا أمة اقرأ لا تقرأ؟
1ـ تسلسل الحاجات : في القرن الماضي ابتكر عالم النفس الشهير أبراهام ماسلو هرماً للحاجات البشرية أسماه "هرم الحاجات" ومفهوم هذا الهرم ينص على أن للإنسان حاجات أولية و حاجات ثانوية وعندما لا تتحقق الحاجات الأولية فإن الحاجات الثانوية لا يمكن الالتفات إليها، ومن ضمن الحاجات الأولية (المأكل ـ المشرب ـ الملبس ـ الأمان ـ المحبة ـ السلام…)، أما بالنسبة للحاجات الثانوية فمنها (التطور ـ التغيير ـ القراءة ـ تحقيق الذات…). والآن دعنا نسقط هرم الحاجات على مشكلة القراءة، فالإنسان العربي ما زال في الطور الأول من الحاجات فهو ما زال يبحث عن لقمة العيش له ولزوجه ولأولاده ليسد رمقهم وجوعهم، وبهذا لن يكون للإنسان العربي الوقت الكافي للقراءة.
2ـ قلة الوعي : بينما تخطط الدول الغربية لبناء مساكن وأبنية سكنية على سطح القمر، فإن الإنسان العربي يخطط لطريقة تكفل له تنظيف الطرقات والشوارع! إن قلة الوعي للعلم تعتبر من أكبر أزمات الأمة، فالأمة العربية تعاني من قلة وعي ثقافي، وقلة وعي سياسي، وقلة وعي ديني، وقلة وعي عقائدي… وهذا ما يجعل الإنسان العربي مهمشاً نفسه متناسياً أن الحضارة لا تقام إلى بالعلم، والعلم لا يصنع إلا بالقراءة.
3ـ الاستبدال الفكري: فلقد بات الفكر العربي مجمداً في نصف اليوم الثاني للمجتمع الغربي الذي يضم اللعب واللهو والتسلية، متناسياً النصف الأول من يوم المجتمع الغربي الذي يضم التعب والجهد والعرق، فالإنسان العربي بات همه وروحه وجسده وفكره مرتبط بآخر موضة نزلت إلى السوق وبأحدث قصة جينز هبطت بها آلهة الماركات العالمية، وبأحدث قصة شعر أحدثها أحد النجوم، وتناسوا أن يسألوا عن أحدث كتاب صدر في السوق، وعن أكثر الكتب مبيعاً في العالم ليقتنوه، وعن آخر ما توصل إليه العلم في أحد المجالات لعلهم يطورون بعضاً من أجزاء حياتهم.
# إستراتيجية تحويل المجتمع العربي لمجتمع قارئ
1ـ المعنى للحياة: كان هناك رجل يدعى د. مايكل، وهو رجل اعتقل في المعتقلات النازية أبان الحرب العالمية الثانية، وأثناء اعتقاله في السجون النازية قام هتلر زعيم النازية بتعذيب السجناء، وبعد عناء طويل من العذاب مات نصف السجناء في السجن والنصف الآخر بقي على قيد الحياة، وبعد فترة من الزمن أُخرج المعتقلين من السجون وعاد د. مايكل إلى بلده أمريكا. وبعد عودته مباشرة كتب كتاباً بعنوان "رجل يبحث عن معنى لحياته" لخض فيه معاناته في السجون النازية، وقال أن المجموعة التي تلقت العذاب وماتت لم يكون هناك أي معنى لحياتها، والمجموعة الثانية التي بقيت على قيد الحياة كان لأفرادها معنى لحياتهم، وكانوا يعرفون قيمتهم في الحياة. وعليك لتقرأ وتتعلم وتتطور أن تبحث عن معنى لحياتك. لتعرف معنى لحياتك أجب عن السؤال التالي: لماذا خُلقت؟….
2ـ الهدف: عندما يوجه رونالدو نظره إلى الهدف فإنه يحرز هدفاً أو يصيبه على الأقل، أما إن أدار وجهه وحاول أن يصيب الهدف فبالتأكيد لن يصيب الكرة وليس الهدف! أنت كذلك يا عزيزي عليك أن تضع لنفسك هدفاً تعتبره هاماً بالنسبة لك، وتسعى نحوه، وعندها فقط تستطيع أن تطور من نفسك وتقرأ.
3ـ المثل الأعلى: الإنسان في حياته يميل إلى تمثيل نموذج بشري متميز بالنسبة له. ماذا يعني هذا الكلام؟ يعني أنك تعلمت أن تصفف شعرك بهذا الطريقة لأنك رأيت أحد الأشخاص يصفف نفسها، والتي تضع الحجاب بطريقة معينة تعلمت أن تضعه بهذه الطريقة لأنها قلدت نموذجاً متميزاً بالنسبة لها. وفي القراءة عليك أن تجد نموذجاً متميزاً تستطيع أن تقتدي به وتتعلم منه كيف يقرأ، وربما يدلك على بعض المكتبات التي تجد فيها ضالتك، أو بعض المواقع الالكترونية التي تمكنك من شراء بعض الكتب المفيدة.
4ـ تنشئة الأطفال: علينا أن ننشئ أطفالنا على حب القراءة منذ الصغر، ويتعلموا أن يقرؤوا يومياً لمدة نصف ساعة على الأقل، فهم يمضون في الحالة العادية أكثر من 40 ساعة أسبوعياً على مشاهدة التلفاز. ولنعلم أطفالنا هذه العادة علينا أن نكون القدوة لهم، لا أن نطلب منهم القراءة ونحن لا نقرأ، لذلك أحرص على أن تبدأ بنفسك ثم بأطفالك أو أولادك.
5ـ تعلم القراءة السريعة: القراءة السريعة عبارة عن طريقة تمكنك من قراءة كتاب مؤلف من 200 صفحة بساعتين أو ثلاثة، ويوجد الكثير من الدورات التدريبية في سوق التنمية البشرية التي تعلمك هذا العلم الرائع. إن الشخص في أغلب الأحيان يقلع عن القراءة لأنه لا يعرف الإستراتيجية المثلى للقراءة مما يجعله يقلع عن القراءة، والقراءة السريعة تعلم نهجاً متميزاً للقراءة، لأنك بعد فترة من تعلم القراءة السريعة ستشعر أنه أصبحت جزءاً من أجزاءك ولا تستطيع أن يمر يوم عليك إلا وقد قرأت لمدة ساعة على الأقل. ولعلنا في مقال آخر نفرز إستراتيجية متكاملة تعلمنا أن نقرأ بسرعة مع بعض التدريبات المفيدة.
كلمة أخيرة أود أن أضيفها هنا، لقد أصبحنا في 2010 وهذا يعني أن الكون دخل في سرعة جديدة من عجلة التطور، والدول الغربية تتطور بسرعة، وإن لم تكن سرعتنا ضعف سرعة الدول الغربية فنحن بحلول عام 2020 سنصف في دول العالم الرابع إن وجدت. هيا يا صديقي، وهيا يا عزيزتي، فلنبدأ بالقراءة لنبدأ يومياً بقراءة لمدة ربع ساعة وفي الأسبوع الثاني لمدة نصف ساعة وكل أسبوع نزيد الجرعة، وصدقوني لن تتطور هذه الأمة إلا بسواعد أبناءها، وأنا وأنت من أبناء هذه الأمة وفرضٌ علينا أن نسهم في تطويرها فهيا نبدأ. وأود أن أختم حديثي بقول للقائد الخالد حافظ الأسد رحمه الله تعالى يقول فيه "الثقافة هي الحاجة العليا للبشرية"
والدليل أنه الناس لا تقرأ أنه المقال دون أي تعليق….
أمنة حياتي كانت أن امتلك دار للنشر حتي اقرأ أغلي الكتب أو حتى أطلع عليها ….
نحن أمة لا تقرأ وهاد الحكي مو جديد ما رئيسة الوزراء الصهوينية غولدا مائيير عرفت أنها بتنتصر عالعرب ( العرب قوم لا يقرأ)
في شي كتير اهم من القراءة ….
الشات .. الموضة .. الموبايلات …
أيام القراءة راحت …
والله يرحم لما كان الكاتب يكتب وبعد شهر يجي الرد بكتاب تاني من كاتب تاني
أخي الناس كانت تبحث عن المعرفة
مقالة رائعة
بس مين رح يقرؤها أيها الكاتب
و كيف سنجعل الجيل الجديد يضع أهداف برأسه بوجود آباء لا أهداف لهم سوى النهم و التمتع ؟
لم تخل الأمة من قراء لكن العامل الأساب لعدم القراءة هو التربية وتشتت الاهتمام الذي تساعد وسائل الاعلام على تفشيه
شكراً على هالمقالةالرائعة. أنا ام لثلاثة اولاد صغار أهوى القراءة والستفادة منها ولكن مؤخراً لااجد الوقت لذلك هدفي الان تنظيم وقتي كما السابق للعودة للقراءة وحفظ القران ولكن الان هناك شيئ يشغلني وهو اعادة استررجاع او تنمية ذكاء طفلي البالغ من العمر تسع سنوات ارجو المساعدة وشكراً.