الشمالي في زيارتها للقرية الهدف ( براد ) في حلب وأم حسن قصة يرويها التاريخ

براد .. القرية الهدف في محافظة حلب , القرية للوهلة الأولى تعتقد بأنها قرية هادئ و نموذجية , لكن الواقع يختلف كلياً وذلك بسبب أن الجهل والتخلف على مساحة كبيرة من عقول سكانها ..

منظمة اتحاد شبيبة الثورة بفرع حلب كان لها اهتمام خاص بهذه القرية والسعي لتأهيلها وتطويرها , ورغم ظروف البرد والأمطار فما يزال حتى هذه اللحظة تعمل كل الجهات بالتعاون مع المنظمة على تطوير وتأهيل القرية .. 

السيدة عبير الشمالي عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة في القرية الهدف ..

صباح هذا اليوم الاثنين 18/1 من هذا العام قامت السيدة عبير الشمالي عضو قيادة اتحاد شبيبة الثورة , رئيسة مكتب التنمية والعمل التطوعي بزيارة إلى قرية براد ( القرية الهدف لفرع حلب ) حيث جالت في أنحاء القرية يصطحبها السيد عبد المنعم الصوا أمين فرع شبيبة حلب والسادة أحمد الخالد ورتيبة برشان والعقيد منير اليوسف أعضاء قيادة الفرع , بالإضافة للفريق البحثي الاجتماعي للفرع والمشاركين المتطوعين من جيل الشباب .. 

وأفادت الشمالي في تصريح خاص لزهرة سورية .. 

" لدينا مشروع القرية الهدف هو مشروع أطلقته اتحاد شبيبة الثورة لتأهيل بعض القرى في المحافظات السورية حيث كانت القرية الهدف في محافظة حلب هي قرية براد وبيانون , ولقد اطلعت على واقع العمل المنجز في هذه القرية , و لمسنا حاجة هذه القرية لخدمات التعليم ومحو الأمية , أجرى فريق البحث التربوي الاجتماعي دراسة اجتماعية مطلوبة , حيث سيتم افتتاح دورات لمحو الأمية والتقوية التعليمية , بالإضافة لدورات التوعية الصحية والاجتماعية , الأعمال التي يمكن القيام بها كإعادة تأهيل المدرسة , بالإضافة للشوارع ووجود نقطة طبية ليكون هناك فحوص طبية لكل أبناء القرية , وتقديم الدواء للمحتاجين , ينفذ مركز أو موقع لممارسة الأنشطة وملتقيات الحوار و لنشاطات يمارسها شباب القرية , بالإضافة لتشكيل عمل تطوعي للقرية للحفاظ على الخدمات التي يمكن أن تؤل إليها القرية , وللاستمرار بتقديم الخدمات والتواصل مع أهالي القرية , هناك خلية عمل كبيرة من مختلف شباب سورية شباب الوطن الذين يقومون بأعمال تطوعية هامة في هذه المحافظة , نتمنى أن نقوم بعمل رائد ومميز ويؤهل هذه القرية لتكون فعلاً قرية نموذجية " .. 

مظاهر من التخلف الثقافي والفكري ..

من خلال البحث العلمي والاحتكاك بشباب القرية حيث أن أغلبية أهالي القرية لا يجيدون اللغة العربية , وجهل متفشي بلا حدود , لا يعرفون ما يحدث وسط تغيرات العالم خارج حدود القرية , لم يسمعوا بشيء اسمه إعصار " تسونامي " مثلاً , لا يعرفون ما حدث في العراق وما يحصل , لم تصلهم حتى الآن أي أخبار عن حرب غزة … 

وفي لقاء مع الباحثين والباحثات حدثتنا إحدى الباحثات ومن خلال لقاءها مع الفتيات بان حق المرأة معدومة في تلك القرية من حق التعليم , حق تقرير المصير ( خاصة بالزواج ) , فكم من فتاة لم تبلغ من العمر الخامسة عشر ولديها ولدين على الأقل ..

قصة أم حسن الأم الحنون في قرية براد ..

وفي وسط هذه العتمة , ظهرت أم حسن المرأة المضياف والمنفتحة على ميادين الحوار في " براد " والتي أشعرت جميع من زار القرية بأن لهم أم حنون تعطف عليهم .. 

زهرة سورية وقفت معها في منزلها المتواضع , والتي أبت أم حسن إلا أن تستقبل كل المشاركين والمتطوعين في منزلها بعد أن هطلت الأمطار على القرية , وكانت مثال للأم الحنون لهم , فشعروا بدفء كبير في هذا المنزل ..

وقد ورث أبناء أم حسن وبناتها عنها بشاشة الوجه وحسن الضيافة و الاستقبال , حيث كانت الدليل المرشد لكافة من زار القرية والمتحاور الأفضل للفريق البحثي .. 

وقد عبرت أم حسن عما يجول في خاطر كل شخص من أبناء هذه القرية الجميلة حيث ناشدت المعنيين بتقديم يد العون لهم من خلال مطالبتها بتوفير أهم الخدمات في القرية وهي المركز الصحي , الصرف الصحي , بناء مدرسة تضم المرحلتين في التعليم الأساسي , وتأمين رغيف الخبز حيث أخبرتنا بأن ثمن ربطة الخبز ( 20 ) ل.س , وأكدت أم حسن أنها ستحاول جاهدة في إقناع الأميين في القرية للتعلم وإتباع دورة محو الأمية .. و قد شكرت السيدة أم حسن الشبيبة على ما قامت به من اعانة تطوعية و ما ستقدمه للقرية في الأيام المقبلة ..

بالإضافة لبعض النقاط الهام التي أشارت إليها في حديثها لزهرة سورية وهي .. 

– التعليم صفر بسبب انتشار الأميين
– طموح المستقبل يرتسم من خلال ( دورات لمحو الأمية , مستوصف )

حوارات ولقاءات مع المشاركين وأهالي القرية .. 

السيدة هيفين من سكان القرية .. 

عبرت عن مشاعرها الحزينة حيث قالت " إن معظم الفتيات في القرية , لم ينلنا حقوقهم في التعليم وحتى في حق تقرير المصير , فالأب هو المتحكم , والذي يأخذ القرار عن الفتاة " ..
وأضافت قائلة " أن صديقتها قد زوجها والدها وهي ابنة اثنى عشر عاماً , ولديها طفلين وهي في سن الأربعة عشر عاماً" ..
السيد زياد بصمه جي من فريق البحث التربوي الاجتماعي ..

السيد أحمد سامر السيد عضو في فريق البحث التربوي الاجتماعي .. 

لقد فوجئنا بعد نهاية البحث بما شاهدنا وسمعناه من شباب القرية , فالوضع الذي وصل إليه هؤلاء الشباب كارثي , وكأننا في مرحلة الثلاثينيات من القرن الماضي , حيث شمل الاستبيان الذي أجريناه لعدة محاور , تهم قضايا الشباب ومشكلاتهم , من أهم ما ورد في هذا الاستبيان ( محور الشباب والتعليم والذي يتطرق وضع المناهج التعليمية والمؤسسات التعليمية وأساليب وطرق التدريس والتعلم , ورأيهم بالنظام الامتحاني , ومحور أخر يتحدث عن واقع الشباب والعمل , والشباب والصحة , الشباب والبيئة ) 

تحدث عن شكره لأهالي القرية لحسن استقبالهم للفريق بشكل عام على الرغم مما يعانيه أهل القرية و من الملفت للنظر هو هجرة معظم شباب القرية للعمل خارج القطر و خصوصا بلبنان و ما تحتاجه القرية يقع على عاتق الجميع من تأمين الخدمات الاجتماعية الضرورية و إجراء توعية اجتماعية لتغيير بعض المفاهيم لدى أهل القرية و خصوصا من ناحية العمل ( لا تعطيني سمكة و إنما علمني كيف اصطاد) .. 

والجدير بالذكر بأن الفريق البحثي الخاص باستبيان المسح الاجتماعي لواقع الشباب في سورية قد انتهى من أعماله في قرية براد ( القرية الهدف لفرع حلب ) , علماً بأن القرية تضم مدفن مار مارون والتي إشيدت فيها الكنيسية المار مارونية    .. 

مواضيع متعلقة ..

– ( براد – بيانون ) قريتي الهدف لشبيبة حلب