مقتل 288 شخصا على الاقل في مدينة جوس النيجيرية في تجدد اعمال عنف طائفية
قتل ما لا يقل عن 288 شخصا في تجدد الاشتباكات بين مسيحيين ومسلمين في مدينة جوس وسط نيجيريا
حسب ما افادت مصادر دينية وطبية
الثلاثاء فيما ارتفعت سحب الدخان في سماء المدينة التي فرضت السلطات حظر التجول فيها.
وقال بالارابي داود امام المسجد الرئيسي في المدينة "استقبلنا 156 جثة صباح اليوم (امس) و36 جثة اخرى بعد الظهر ليصل اجمالي عدد الجثث الى 192".
من ناحيته، قال سكرتير الجمعية المسيحية في نيجيريا القس شونغ دابو لوكالة فرانس برس ان 65 شخصا قتلوا منذ الاثنين. واضاف "منذ امس (الاثنين) هناك 50 قتيلا". واضاف ان 15 شخصا اخرين قتلوا في بوكورو وهي احدى ضواحي جوس.
وفي هذا الضاحية، تحدثت موظفة في مستوصف عام هي مريم محمد عن خمسة قتلى الثلاثاء.
وارتفعت اعمدة الدخان في سماء مدينة جوس النيجيرية مع تجدد الاشتباكات عقب اعمال عنف نهاية الاسبوع الماضي ادت الى مقتل 26 شخصا على الاقل. واثر هذا التدهور للوضع سارعت السلطات الى ارسال الجيش الى مناطق القتال. واصدر نائب رئيس نيجيريا غودلاك جوناثان اوامر بارسال الجيش الى جوس لفرض الامن.
وقال المستشار القومي للامن في نيجيريا ساركي مختار للصحافة ان "الجيش تحرك بالاتفاق مع الشرطة لتطبيع الوضع".
وفرضت السلطات النيجيرية الثلاثاء حظرا للتجول على مدار الساعة في المدينة فيما قال السكان انهم سمعوا اصوات اطلاق نار وشاهدوا اعمدة الدخان تتصاعد من اجزاء من المدينة عاصمة ولاية بلاتو وسط نيجيريا.
وصرح مفوض الاعلام في الولاية غريغوري يينلونغ لوكالة فرانس برس ان "الحكومة فرضت حظرا للتجول على مدار 24 ساعة على جوس وبوكورو (بلدة صغيرة على مشارف جوس) بعد تجدد اعمال العنف في اجزاء من المدينة".
واضاف انه "يتعين على كافة السكان البقاء داخل منازلهم فيما يعمل رجال الامن على اقرار الهدوء".
وعلقت كافة الرحلات الجوية الى المدينة اليوم الثلاثاء، حسب ما صرحت مصادر المطار وشركات الطيران.
وقال ديفيد ماياكي، وهو احد السكان المسيحيين في منطقة دوتسي اوكو في جوس التي شهدت اندلاع القتال الليلة الماضية، ان حظر التجول لم يسر بعد في المدينة.
وقال عبر الهاتف لوكالة فرانس برس "لقد استيقظنا على اصوات الرصاص صباح اليوم. وانا اتحدث اليكم من الداخل، ولكن هناك حرائق وطلقات نارية في كل مكان من حولنا". وقال ان "الحكومة فرضت حظرا للتجول على مدار 24 ساعة، ولكن لا يبدو ان له اي تاثير، فالقتال مستمر دون هوادة".
وروى ابراهيم مودي الذي يقطن في ضاحية سابون فيغي لوكالة فرانس برس "استطيع ان اسمع من حيث اتواجد عيارات نارية واشاهد مباني محترقة في شمال المدينة". واضاف "يبدو ان القسم الشمالي من جوس يحترق بكامله".
وقال محمد احمد من منطقة اوغواروغو ان المدينة "غارقة في الدخان واطلاق النار العشوائي يملأ المكان". وتابع "الوضع مخيف للغاية. نحن في الداخل، ولكننا لا نشعر بالامان. يبدو الامر وكأن شيئا سيحدث لنا في اية لحظة".
وصرح متحدث باسم الجيش ان القتال يوم الاحد كان محصورا في منطقة نساراوا غون، وهي منطقة من المدينة تسكنها غالبية من المسيحيين، الا ان القتال انتشر ليصل الى مناطق اخرى.
وصرح الكولونيل غالاديما شيكاري لوكالة فرانس برس "نعم، لقد تجدد العنف، ولكنني لا استطيع ان اجزم بمدى انتشاره. والعنف غير مركز في مكان واحد، وليس محدودا في منطقة واحدة، انه منتشر".
واندلع القتال في البداية الاحد عندما احتج شبان مسيحيون على بناء مسجد في منطقة تسكنها غالبية من المسحيين في عاشر اكبر مدينة في نيجيريا. واشعلت النار في منازل وعربات في جزء من المدينة التي يسكنها 500 الف شخص.
وادت اشتباكات الاحد الى اصابة المئات وتشريد نحو ثلاثة الاف، حسب ما افادت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في المدينة.
وانتشر مئات من عناصر الشرطة في المدينة، وقالت السلطات الاثنين ان الهدوء عاد الى المدينة بعد حظر للتجول استمر 12 ساعة، الا ان الاشتباكات تجددت بقوة فعادت السلطات وفرضت حظرا كاملا للتجول.
وقال ييلونغ ان الحكومة "ستفعل كل ما بوسعها لضمان عودة الحياة الطبيعية الى المدينة".
وكانت مدينة جوس، الواقعة بين الشمال المسلم والجنوب المسيحي، في السنوات الاخيرة مركزا لاعمال العنف الدينية في نيجيريا التي ينقسم سكانها البالغ عددهم 150 مليون شخص بالتساوي ما بين مسيحيين ومسلمين.
وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2008، قتل مئات الاشخاص في جوس في مواجهات طائفية بعد شائعة بان حزب "جميع النيجيريين" الذي يهيمن عليه المسلمون خسر الانتخابات المحلية لصالح حزب الشعب الديموقراطي الذي يهيمن عليه المسيحيون.
وقدر مسؤولو الوكالة عدد القتلى في اعمال العنف هذه بنحو 200 قتيل، الا ان مصادر اخرى قالت ان العدد هو ضعف ذلك. وتعاني انحاء اخرى من مناطق نيجيريا الشمالية والوسطى من العنف الديني.
والشهر الماضي قتل 70 شخصا على الاقل في اشتباكات بين قوات الامن واعضاء من مذهب اسلامي متطرف في ولاية بوشي الشمالية.
كما شنت طائفة اخرى اسمها "بوكو حرام" التي تعني "التعليم الغربي حرام" تمردا في تموز/يوليو الماضي في ولاية بورنو المجاورة حيث قتل 80 شخصا على الاقل اثناء محاولة قوات الامن قمع التمرد. وافاد ان نائب الرئيس امر المسؤولين الامنيين ب"التوجه على الفور الى جوس لتقييم الوضع".
يذكر ان رئيس البلاد عمر يار ادوا موجود في السعودية للعلاج.