(كلنا بنات) أفضل فيلم قصير من إنتاج اليافعين في مسابقة مشروع مسار
أقام مشروع مسار حفلاً خاصاً مساء أمس في المركز الثقافي العربي في كفرسوسة تم خلاله اختيار أفضل فيلم قصير من إنتاج اليافعين في المسابقة التي نظمها المشروع مع المركز الثقافي الدنماركي خلال تشرين الثاني الماضي.
واختارت لجنة التحكيم المؤلفة من المخرج فراس دهني والمخرجة ريم غزي والممثلة مي اسكاف فيلم "كلنا بنات" لمجموعة مدرسة الربيع الأنصارية من بين ثمانية أفلام كأفضل فيلم من ناحية الفكرة والتلقائية في التمثيل والتمكن من إيصال رسالة الفيلم.
ويعبر الفيلم الذي لا يتجاوز الثلاث دقائق عن أفكار ست طالبات دون الرابعة عشرة من العمر ونظرة كل منهن للحياة حيث يؤكد الفيلم على أن التعلم والدراسة هي التي تصنع مستقبلاً أفضل للإنسان.
وشارك في المسابقة 48 طالبة وطالباً من ثماني مدارس من خلال ورشات عمل "استوديو أفلام الأطفال واليافعين" حيث شكلت كل مدرسة فريقاً واحداً وكان عليهم خلال يومين اختيار الفكرة وكتابة السيناريو والإخراج والتمثيل ووضع المؤثرات الصوتية ضمن شرط واحد وهو أن يكون للفيلم بعد هادف من أجل مستقبل أفضل.
وقال المخرج دهني في تصريح لـ "سانا" إن لكل من هذه الأفلام الثمانية الجميلة فكرتها وخصوصيتها وتحمل بذوراً إبداعية تحتاج الدعم والرعاية مضيفاً.. "لي الشرف أن أكون حكماً على هذه الأفلام التي أنجزت من خلال ورشات عمل بإمكانيات بسيطة فهؤلاء اليافعين الذين يمثلون بيئات مختلفة هم يبشرون برافد حقيقي للحركة الفنية في سورية".
وأعربت مجموعة من الأطفال عن سعادتهم للمشاركة في هذه التجربة، وقال محمد من مدرسة حسان بن ثابت: تعلمت أشياء كثيرة واكتشفت كم هي تجربة المخرج متعبة، فيما قالت لوجين الظفري في الصف الثامن من مدرسة الربيع الأنصارية الفائزة بالمسابقة: إنها تجربة ممتعة أردنا إيصال رسالة أن الدراسة هي التي تضمن مستقبلاً أفضل من خلال تعبير كل طالبة عن نفسها بصورة طبيعية كما هي في الواقع. ومشروع استوديو الأطفال واليافعين هو استديو متنقل تم تطويره وبرمجته وإعداده بالكامل من قبل قسم الأطفال واليافعين في معهد الفيلم الدنماركي وهو يجوب العالم ليقيم هذه الورشات حيث توقف مؤخراً في دمشق.
قدم الاستوديو مساحة تجريب وتدريب مجانية للأطفال واليافعين ليتمكنوا من تحرير خيالهم وتجربة أدوات حديثة للخروج بأفلام قصيرة من صنعهم عبر جلستين يومياً كل منها 4 ساعات متواصلة وكل جلسة مجموعتان من اثني عشر مشاركا ومشاركة وبالتالي فإن سعة الاستوديو اليومية كانت 24 يافعاً على امتداد 21 يوماً.
وقالت ماسة المفتي المسؤولة عن تطوير المحتوى في مشروع مسار إن "مسار" يسعى بالشراكة مع كل الجهات لتطوير مهارات الأطفال والتجربة كانت لإتاحة الفرصة لليافعين بإنجاز أفلام بلغتهم وعدستهم مفعمة بالجرأة والإحساس بالمسؤولية، مشيرة إلى أن الاختصاصية الدنماركية التي رافقت ورشات العمل عبرت عن إعجابها بمستوى التفاعل والمشاركة العالي من قبل الأطفال السوريين وهذا يدل على وجود مكنونات داخلية لدى هؤلاء اليافعين تحتاج إلى تحفيز ودعم ومن ثم إطلاق ومن هذا المنطلق عملنا مع المعهد الدنماركي على إفساح المجال لأكثر من 500 يافع لاكتشاف إمكانياتهم وإخراج فيلم خاص بهم.
من جانبه قال أنس درقاوي مدير العلاقات العامة في مشروع مسار إن هذه التجربة السينمائية ذات خصوصية وهي خارج برامج مسار التقليدية لكن نحن نتعاون مع أي جهة تتوافق في نشاطاتها مع فكرة مسار بإطلاق روح الإبداع عند الأطفال والشباب وتمكنهم من التعبير عن أفكارهم الخلاقة.
ويشكل مسار برنامجاً وطنياً شاملاً للتعلم موجها للشباب السوري من عمر 5 إلى 21 عاماً وهو مشروع غير ربحي يعتمد تقنيات التعلم غير النظامي لإلهام الشباب في كل أنحاء سورية وإشراكهم في القضايا التي تهمهم كأحد مشاريع الأمانة السورية للتنمية.
ويتميز مسار باعتماد بيئة تفاعلية مليئة بالنشاطات والتحديات ويسعى لتحفيز أطفال سورية على الابتكار ولمساعدتهم على فهم واسع وأفضل للعالم سريع التغير من حولهم كما يسعى لتعزيز حس المسؤولية الفردية لديهم وحس المواطنة ويتطلع من خلال تجارب عملية ذات أساس علمي إلى تعزيز تقدير الشباب في سورية لعالمه وتحفيزه على المشاركة الايجابية والفعالة في بناء المستقبل.